شرق دارفور.. تراجع مخيف في نتيجة الأساس

 

تقرير: أبوبكر الصندلي

تخوف ورعب شديد أبداه عدد من أولياء الأمور بولاية شرق دارفور بعد التراجع المخيف في مستوى التحصيل الدراسي عقب إعلان نتيجة الأساس بالولاية الأيام المنصرمة، ورسمت هذه النتيجة صورة مظلمة ومحبطة لمستقبل العملية التعليمية برمتها بالولاية، حيث بلغت نسبة التراجع “٢٦%” مقارنة بنتيجة العام السابق، وأرجع عدد من الخبراء التربويين هذا التراجع إلى عدد من الأسباب أبرزها عزوف كوادر التعليم عن ممارسة المهنة لضعف أجرها مقابل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المعقدة التي تعيشها البلاد، فضلاً عن ضعف التدريب المتخصص وغياب دور الموجهين والإشراف الفني بجانب التغييرات السياسية والظروف الصحية التي شهدتها البلاد وعدم استقرار العام الدراسي عطفاً على خلل المناهج الدراسية،  وكان عدد المتقدمين للامتحانات هذا العام قد بلغ ١٠٩١٨” بنين”٥٤٥٤”بنات”٥٤٥٤”

الغياب من الجنسين”١٤١” تلميذا وتلميذة، الجالسون فعلاً للامتحان “١٠٧٧٧” بنين “٥٣٩١” بنات “٥٣٨٦” بينما الناجحون لكل الولاية “٥٧٤٢” بنين”٢٧٩٥” بنات “٢٩٤٧”

نسبة نجاح البنين”٥٢%”والبنات “٥٥%” مما يعني أن هناك “٣٠٩٤” تلميذا وتلميذة رسبوا على مستوى الولاية وتمثل هذه الأرقام صدمة كبيرة وسط الأسر والمعلمين والمسؤولين على حد سواء، والمتابع لمسيرة التعليم يجد التراجع واضحاً في المدارس الحكومية وتفوق جليًا للمدارس الخاصة هذه ما يفسر أن هنالك إهمالاً واضحًا للتعليم الحكومي الذي تراجع بشكل مريع خلال الثلاثين عاماً الماضية.

فيما أحرزت الطالبة شهد محمد الدومة يعقوب المرتبة الأولى في نتيجة شهادة الأساس بشرق دارفور من مدرسة النور الأساسية الخاصة بمدينة الضعين بمجموع “276”، واحتلت من بعدها المرتبة الثانية إمتثال آدم حبيب أحمد بمجموع “٢٧٤”من المعلم الخاصة بنات بمدينة الضعين، وجاء  بدر الدين محمد سبيل إسحاق في المرتبة الثالثة بمجموع “٢٧٠”  من مدرسة الصداقة الخاصة بنين الضعين، واحتلت محلية عسلاية المرتبة الأولى من خلال حساب نسب النجاح ومتوسط التحصيل للمحليات محققة نسبة نجاح بلغت  “٨٧،١%” وأبوكارنكا في المرتبة الثانية بنسبة نجاح”٨٠%” تليها محلية الفردوس بنسبة “٦٢%”، وتذيلت محلية شعيرية المحليات بنسبة ٣٧%

وأظهرت النتيجة خللاً واضحاً في مادتي الإنجليزي الذي جاءت نسبة النجاح فيه “١٣%” والرياضيات  بنسبة نجاح “١٧%” مما يطرح أسئلة في الهواء الطلق هل التدريب لم يؤدي الغرض؟

والي شرق دارفور محمد عيسى عليو، أكد أن الثورة شخّصت مرض التعليم بصورة دقيقة وأثبت التشخيص أن التدني في الرواتب خلال السنوات الماضية انعكس سلباً على التحصيل الأكاديمي، وأضاف عليو أن الزيادة التي طرأت على المرتبات مؤخراً جاءت ملبية لطموحات المعلم، وطالب الجميع بالوقوف أمام التحديات والاستفادة من أخطاء الماضي لإعادة التعليم لمجده، وأشار إلى أن أبرز التحديات تكمن في توزيع الخبرات والكفاءت من كوادر التعليم بعدالة على المحليات لتساوي الفرص والمنافسة بين التلاميذ. وشدد على الاستعداد لمواجهة المرحلة المقبلة التي تحدث تغييرات وإصلاحات في العملية التعليمية، وقال: تكريماً للمعلم ودوره الرائد في المجتمع سنقوم بتكريم قدامى المعلمين والمعلمات لرد الجميل لهم وسيكون التكريم تتويجاً لتضحياتهم.

مدير عام التربية والتوجيه حامد أحمد حامد جمعة، أثنى على جهود شركاء العملية التعليمية من الأجهزة الرسمية والمنظمات وأجهزة الإعلام لدورها الكبير في إنجاح العام الدراسي، وأرجع تدني نسبة التحصيل العام لضعف الرواتب وتحسين بيئة التعليم، الأمر الذي ساهم في هجرة كوادر مقدرة للعمل بالمنظمات والمؤسسات الخاصة، فضلاً عن تأثيرات جائحة كورونا على العام الدراسي، وقالك إننا في هذا العام رفعت الوزارة شعار “رسوب حقيقي ولا نجاح مزور”، شاكرًا الجميع لوقوفهم في نجاح العام الدراسي مؤكداً على أهمية تضافر الجهود لجودة التعليم.

فيما كشف نائب المدير العام لوزارة التربية والتوجيه بالولاية آدم الحبيب إسحاق  الأسباب الرئيسية في تدني التحصيل الأكاديمي، وقال إن السبب الأساسي الهجرة العكسية والاستقالات الجماعية من التعليم والذهاب للعمل بمؤسسات مختلفة أبرزها المنظمات، وأوضح أن أكثر من “٥٣” معلماً من كوادر اللغة الإنجليزية دفعوا باستقالاتهم وتوجهت جهودهم وخبراتهم لخدمة المنظمات بدلاً من التعليم ومستقبل البلاد، وأظهر حديثه أسفاً واضحاً على الأوضاع المتردية والنتيجة المخيبة للأمال والطموحات والتراجع المريع في نسبة النجاح العام الذي يشكل تخوفاً من مستقبل التعليم بالبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى