جنوب دارفور.. نتيجة الأساس وحتمية تصحيح المسار

 

تقرير- حسن حامد 

جَاءت نتيجة امتحانات شهادة الأساس للعام 2020م التي أعلنها والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق بنيالا أمس الجمعة مُخيِّبة للآمال، حيث انخفضت بنسبة كبيرة عن العام السابق، بجانب التدني الكبير في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.

وبلغت نسبة النجاح لهذا العام 46.55% مقارنة بالعام 2019م الذي بلغت فيه النسبة 74%.

وبحسب مراقبين للأوضاع بالولاية، فإن جائحة كورونا التي ضربت العالم، وتوقّفت بموجبها مؤسسات التعليم في البلاد لفترات طويلة، كان لها الاثر الواضح في تدني النتيجة لهذا العام، ويرى آخرون بأنّه وبرغم تلك الظروف الصَّعبة، إلا أن التدني الواضح ولسنوات متتالية في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية بحاجة لتشخيص عميق ووصف العلاج المُناسب لمُعالجة هذه المشكلة.

ففي العام ٢٠١٩م، بلغ عدد المتقدمين ٣٨١٣٤ تلميذاً وتلميذة، غاب عنهم ٤٩٩ وجلس للامتحانات “٣٧٦٣٥”، وبلغ عدد الناجحين “٢٧٦٧٦” تلميذاً وتلميذة بنسبة 74%، أما في العام ٢٠٢٠م بلغ عدد المتقدمين “٣٧٨٨٥” تلميذاً وتلميذة غاب عنهم “١٨٣٤” وجلس للامتحانات “٣٦٠٥١” وبلغ عدد الناجحين “١٩٩٩٥” تلميذاً وتلميذة بنسبة نجاح بلغت 46.55% وكانت نسبة نجاح البنين في العام ٢٠١٩م 75% وفي هذا العام ٥٥،٣٤%، أما البنات ٧٢% في العام ٢٠١٩م و٥٥،٥٨% في هذا العام. وجاءت نسبة النجاح في المواد (٦٧،٧٥%) القرآن الكريم، (٥٩،٩%) الفقه والعقيدة، (٧٧،٣٩%) اللغة العربية، (٢٣،٤٤%) اللغة الإنجليزية، (١٥،٤٩%) الرياضيات، (٦١،٢٩%) العلم في حياتنا بالإضافة لـ(٧٣،٨٩%) لنحن والعالم المعاصر، (٧٢،٩٧%) التربية التقنية و(٦١،٢٩%) لمادة التربية المسيحية، وإذا قورنت نسبة النجاح في الرياضيات واللغة الإنجليزية مع العام السابق تظل هي النسبة الأضعف أيضاً، حيث سجلت الرياضات في ٢٠١٩م ٢٦% واللغة الإنجليزية ٢٥%.

واشترك في المرتبة الاولى لهذا العام ثلاثة تلاميذ بمجموع (٢٧٧) وهم إكرام صلاح إسماعيل بحر مدرسة العناية الخاصة نيالا، محمد آدم عبد الله آدم، مجمع دفع الله الخاص النهضة نيالا شمال ووفاق عبد الله آدم حسن مدرسة التربية النموذجية الخاصة نيالا، بجانب اشتراك ثلاثة تلاميذ في المركز الثاني وخمسة في المركز الثالث وعشرة تلاميذ في المركز الرابع.

ولم تدخل في قائمة المئة الأوائل من محليات الولاية، محلية تلس ولأول مرة وكانت نسبة النجاح في محلية أم دافوق الحدودية مع أفريقيا الوسطى ٣٨،٢٢%، محلية السنطة ٥٢،٢٣%، بليل ٣٨،٤١%، شطايا ٦٠%، نيالا شمال ٦٠،٨٧%، كتيلا ٧٠،٦٢%، شرق الجبل ٥٠،٨٨%، مرشنج ٧٣،٧٥%، السلام ٤٨،٢٤%، كبم ٥٣،٨٨%، الوحدة ٦٣،٣١%، رهيد البردي ٦١،٨٦%، برام ٣٣،١٨%، كاس ٣٥،٩٧%، نيالا ٦٢،١٤%، دمسو ٨،٣٧%، قريضة ٤٢،٥١%، تلس ٤٨،٧٩%، نتيقة ٥٥،١٧%، الردوم ٤٨،١٤% وعد الفرسان ٥٤،٩٤%.

ولم تتح الفرصة للصحفيين في مؤتمر إعلان النتيجة للاجابة على تساؤلاتهم حول هذه النتيجة، ولكن مدير عام وزارة التربية والتوجيه بالولاية عبد العال صالح قال إن وزارته ستُخصِّص مؤتمراً صحفياً لاحقاً لتحليل هذه النتيجة.

واستعرض عبد العال، عديد التحديات التي تُواجه التعليم، مُستبشراً خيراً للنهوض بالتعليم خلال الفترة المُقبلة من خلال مخرجات الورش والمؤتمرات التي أقامتها الوزارة الاتحادية والتي خرجت بتوصيات مهمة في انتظار تبويبها في كتيب تهتدي به الوزارة وتنزل على الولايات، وقال إن من أولى توصيات المؤتمر الاهتمام بالمعلم بالتدريب والتأهيل ورفع راتبه، وأضاف عبد العال أن وزارته شرعت في الإعداد لامتحانات الشهادة الثانوية، بجانب الاستعدادات للعام الدراسي الذي صدر توجيه بتوحيده في كل الولايات على أن يبدأ في السابع والعشرين من سبتمبر المقبل وينتهي في مايو من العام ٢٠٢١م، مشيراً الى أن وزارته تسعى جاهدةً لتكملة النقص الحاد في معلمي مرحلة الأساس والثانوي ورياض الأطفال وتَكملة العجز في الإجلاس وتوفير الكتاب، بجانب تفعيل دور التوجيه الفني الذي ظل غائباً عن المدارس وكل المحليات، وقال عبد العال إن هناك بشريات بالاهتمام بالتعليم النوعي الذي يضم “الموهوبين، ذوي الاحتياجات الخاصة، التعليم الفني والديني وتعليم الكبار”، وقال إن وزارته بصدد إنشاء وحدة للتعليم النوعي بوزارته، مشيراً الى ترتيبات ستتم مع القائمين على درء آثار السيول والفيضانات لصيانة الفصول والمدارس والمُؤسّسات التعليمية التي انهارت خلال خريف هذا العام لتهيئة البيئة المُناسبة لاستقبال العام الدراسي.

تدني نتيجة الأساس لهذا العام سيضع والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق أمام تحدٍ كبيرٍ لمعالجة الأسباب وتطوير قطاع التعليم، حيث أبدى الوالي خلال إعلان النتيجة العديد من الملاحظات حول الانخفاض الكبير في نتيجة هذا العام، عَلاوةً على تدني النجاح في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية بصورة كبيرة ولعامين مُتتاليين، وقال إن هذا الأمر يستدعي القائمين بوزارة التربية والتوجيه بالولاية تشخيص الأسباب حتى تتم مُعالجتها. وأكد موسي مهدى أن حكومته ستخصص نسبة عالية من الميزانية لوزارة التربية والتوجيه للنهوض بالعملية التعليمية والاهتمام بالمعلمين ومعاشهم وتدريبهم، بجانب تهيئة البيئة المُناسبة للطلاب وتوفير الإجلاس والكتاب مع الاجتهاد لتحويل الفصول القشية إلى ثابتة، وتابع: (نشاط الدولة والاقتصاد لا يقوم إلا على التعليم الفني وسوف نهتم به، ولحُسن الحظ الوزارة الاتحادية اهتمت بهذا الأمر وأرسلت توجيهات للولايات باسترداد مدارس التعليم الفني من الجامعات وإعادتها لسيرتها الأولى). وتعهّد موسى بعد لقاءات مع القائمين على أمر التعليم لمُناقشة كافة القضايا الخاصّة بالتعليم وكيفية معالجة المشكلات العالقة.

على أيّة حال، فإنّ نتيجة الأساس لهذا العام كانت دون الطموح ولم يتفاعل معها الكثيرون بداخل القاعة التي أعلنت فيها النتيجة والتي غابت عنها زغاريد الأمهات التي حرمتهن الإجراءات الصحية من الحضور لإعلان النتيجة كما هو معهود بالولاية فكانت كورونا التي حرمت الأسر من حضور النتيجة، سبقت ذلك في أن تكون أحد أسباب تدني النتيجة، وبتجاوز كورونا فإن الأسباب الأخرى بحاجة لتصحيح مسار التعليم في هذه الولاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى