سد النهضة.. تأثيرات الملء على الموقف الاثيوبي !

تقرير- عبد الله عبد الرحيم
تناقلت وسائل إعلام محلية وعالمية معلومات وصور ملتقطة بالأقمار الصناعية تشير إلى بدء اثيوبيا في ملء سد النهضة بالمياه قبل التوصل لاتفاق حول الملء الأول والتشغيل. وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية في بيان لها أمس، إنها طلبت من أجهزتها المختصة بقياس مناسيب النيل الأزرق بالتحري عن صحة هذه المعلومات. مبينة أنه اتضح جليا من خلال مقاييس تدفق المياه في محطة الديم الحدودية مع اثيوبيا أن هناك تراجعا في مستويات المياه بما يعادل 90 مليون متر مكعب يوميا ما يؤكد إغلاق بوابات سد النهضة. وجددت وزارة الري والموارد المائية رفضها لأية إجراءات أحادية الجانب يتخذها أي طرف خصوصا مع استمرار جهود الاتحاد الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، للتوصل إلى توافق ما بين الدول الثلاث في النقاط الخلافية العالقة والتي يمكن الاتفاق حولها إذا توفرت الإرادة السياسية. وقالت الوزارة إن الحكومة السودانية ووزارة الري والموارد المائية سيتابعان هذه التطورات بما يؤمن المصالح القومية السودانية. و بعيد انتهاء محادثات الاسبوعين لملف سد النهضة الاسفيريه تحت رعاية و اشراف طاقم فنى من الاتحاد الافريقى و بمراقبة الاتحاد الاوربى و الولايات المتحده و البنك الدولى رفعت الدول الثلاث السودان ، مصر و اثيوبيا بتقارير مفصلة للاتحاد الافريقى لدراستها و النظر فيها توطئة لاتخاذ الخطوة القادمة و تحديد موعد القمة الثلاثية للرؤساء التى سيقررها الاتحاد الافريقى بعد دراسته للتقارير فى ذات الوقت انتهت فترة الاسبوعين التى وضعها الاتحاد الافريقى سقفا زمنيا اثنى بموجبه اثيوبيا من اتخاذ الخطوة التى حزمت امرها حولها بد ملء السد سواء تم التوصل لاتفاق ام لا باعتبار ان الامر لا تراجع حوله . و توقع مراقبون ان اديس لن تتراجع عن هذه الخطوة و انها ستبدأ قريبا . فما هي الخطوة التي ستتخذها كل من الخرطوم ومصر؟ وهل عملية بدء ملء بحيرة السد ستؤثر سلبيا على السودان وما هي الآثار المتوقعة من هذه العملية؟.
قسري أم مقصود:
ويقول خبير المياه والسدود د. عبدالله الشقدي لـ(الصيحة) أن عملية الملء المبكر لسد النهضة من قبل الاثيوبيين لم تكن تمت بعلم السودانيين الذي أكثر ما يهمهم معرفته هو الوقوف على منظومة تشغيل سد النهضة في جميع الاحوال وأن عدم معرفته بهذه المنظومة يؤدي بالضرورة الى عدم قدرته على ادارة سدوده بالصورة المثلى سواء كان لتخزين المياه أو لانتاج الطاقة الكهربائية . وزاد الشقدي إن تبادل البيانات بين السودان واثيوبيا ضروري جداً حتى لا يتعرض السودان لأي ضرر من تشغيل سد النهضة. وقال إن التشغيل بدون إخطار مسبق للسودان سيؤثر على الثقة بين البلدين. وأنه قد يظهر أن أثيوبيا غير حريصة على التعاون ووصفه بإنه الأسواء من الاجراءات إذا كانت إثيوبيا قد بدأت حقيقة في ملْ بحيرة السد دون اخبار السودان بهذه الخطوة. وقال الشقدي حتى هذه اللحظة لا يوجد تأكيد على أن هذه الخطوة من عملية التخزين هي مقصودة أم تخزين قسري وهو الذي يحدث عادة عند تشييد السدود وتأتي المياه بكميات كبيرة جدا ويحدث تضييق في مجرى النهر فيما لا تستطيع فتحات الخزان تمرير كميات المياه لاتساع رقعة المياه المخزنة وبالتالي يحصل نوع من التخزين يعرف بالتخزين القسري وحتى هذه اللحظة كل المعلومات الواردة من اثيوبيا متضاربة ولكن أسوأها هو كان تم قفل البوابات بالفعل وبدأ أجراء عملية التخزين دون اخبار السودان وهذا سيؤثر على البلدان الثلاثة وعلى عملية التفاوض بصورة مباشرة وعلى التفاوض بصورة عامة ولا يوجد حل لذلك وانه سيتم تدويل القضية لعجز البلادان الثلاث عن حل القضية.
ضرر السودان:
وأشار الشقدي، على الاتفاق الذي ابرم بين الأطراف الثلاث على أن لا يتم البدء في ملء البحيرة إلا باخطار البلدان الثلاث وإذا اخلت اثيوبيا بهذا الاتفاق فإن هذا الامر سيضعف موقفها التفاوضي امام المجتمع الدولي والاقليمي ولكن بكل صراحة المعلومات غير واضحة. وقال إن الجيد في الموضوع إنه وحتى إذا هم شرعوا في ملء بحيرة السد إلا أنهم أنكروا هذه العملية وأرجعوا الامر للملء القسري وهو نفس الذي ادى لغرق قرى المناصير حينما بدء مل سد بحيرة مروي. وأكد إلى ضرورة تبادل المعلومات بين السودان واثيوبيا للوقوف على معرفة كميات المياه الواردة من إثيوبيا وقال إذا الاثيوبيين لا يريدون مشاركة المعلومات مع السودان فإن هذه العملية ستلحق الضرر بالسودان.
تأثر السودان:
فيما اوضح الخبير فى مجال الخزانات وسدود المياه الدكتور محمد التوم لـ(الصيحة) أن عملية ملء الخزان و التشغيل اثناء الجفاف الممتد هي إحدى نقاط الخلافات المتكررة بين الاطراف الثلاث مشيراً إلى أن هنالك تخوف مصرى من تجربة منتصف الثمانينات حيث كانت هنالك سبعة سنوات كمية مياه النيل فيها دون الوسط و بالتالى نزلت مناسيب السد العالى و التخوف المصرى من تكرار هذه الازمة. وقال إن السودان سيتأثر مشيراً بذلك لعام 1997م حيث لم يستطيع السودان زراعة القمح لان المياه الموجوده كانت لا تكفى حاجة الزراعة . بيد إنه أشار إلى وجود الخزانات الان حيث أن خزان الروصيرص قد تمت تعليته و سد مروى و اعالى نهر عطبرة و سيتيت تم إنشاؤهما ولذلك فإن الموقف ليس كالسابق .و مع ذلك يمكن الجفاف الممتد يحدث بعض الاثار.
تنظيم الجريان:
وعرج على أن الفوائد جمة من قيام السد على السودان، واهمها انه ينظم جريان النيل الازرق و النيل الرئيسى و هذا بالطبع ينتج عنه عدم فيضانات و لا انحسارات ، بمعنى ان نهر النيل سيكون جريانه منتظم طوال العام و هذا يمكن السودان من التوسع فى الزراعة و تكثيفها حيث يمكن عمل اكثر من دورة زراعية لنفس قطعة الارض فضلا عن زيادة التوليد الكهربائى بجانب الخزانات القائمة الروصيرص و مروى ويمكن الاستفادة القصوى من السدود المستقبلية مثل خزان السبلوقة و الشريك و دال و كجبار بحيث لا تحتاج الخزانات لبحيرات و تكون قناطر لتوليد الكهرباء و تخرج منها قنوات للرى اضف الى ذلك سيسهل الخزان السباحة النيلية لان فى فترة الانحسار سيكون الارتفاع فى المجرى فى الوضع الطبيعى اعلى من الوضع الحالي بحوالي مترين و ربع او اكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى