فوتوا الفرصة علي المتربصين

بقلم د.محمد عيسي عليو

لاشك أن الظروف التي تمر بها البلاد أقل ما يقال عنها انها خطرة. هذا إن لم نقل خطرة للغاية. وهي مدعاة للتنازع بل والتفلت والذي ربما يتطور إلي التعنت المفضي إلي الصراعات الدموية وهي بوابة الحروب الأهلية والتي علي شاكلتها ما حصل في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والصومال. ونحن في السودان نربأ بأنفسنا أن نورث أجيالنا القادمة البريئة هذه الأحقاد. ومن ثمارها تعرفونها .فها هي علاماتها الصغري قد ظهرت من خلال النداءات المتكررة لمظاهرات ٣٠ يونيو و٥ يوليو التي أن حصلت فستتباين خلالها الصفوف وكل يضع الكفوف علي الكفوف علي وعلي اعدائ. وهو بداية الحرب الأهلية حسب توقعات البعض. عليه نناشد العقلاء (elders ) التدخل لتدارك الأمر قبل فوات الأوان. بمعني الإتصال بالجهات المختصة كل لوحده وتلمس أفكاره وارائه ومواقفه من الآخر خاصة فيما يتعلق بين قوي الحرية والتغيير والأحزاب الأخرى خارج سياج الحكم وإدارة البلاد الآن. وفي تقديري أن القضية تتلخص في كلمة واحدة وهي الإقصاء. هذه الكلمة هي التي عانينا منها منذ ما قبل الإستقلال كتجربة الخريجين التي كانت محصورة بين مدني والخرطوم وبحري وام درمان ثم جاءت السودنة فزادت الطين بلة وهكذا ما عقب أكتوبر والإنقاذ حدث ولا حرج والآن سياسة قحت في إزالة التمكين والتي اعتبرها البعض النحر بالسيف والسكين. وإذا استمرت الأمور علي هذه الحالة. فكل عام ترزلون. وكلما دخلت أمة لعنت أختها. والآن نحن في مهد ثورة تحبو وهي تلوك حرية سلام عدالة. وهي شعارات كافية لتطمين أي متوجس أو خائف. فلما لا نضغط علي عقولنا وقلوبنا وعواطفنا لإنزال هذه الشعارات لأرض الواقع من خلال بيان شامل يعبر عن الجهات الحاكمة ليكون بردا وسلاما لقيادات مظاهرات ٣٠ يونيو القادمة. لماذا لا يتخذ السيد رئيس الوزراء قرارات قوية استباقية امتصاصية لغضبة الشارع يخاطب بها وجدانه وعقله ومصالحه لاسيما وأن شفق حكومته قد تكشفت دياجيره وتبين له الخيط الابيض من الأسود من صالح وطالح من الوزراء. السياسة لا تعرف التكلس والثبات لعام كامل في موقف وزاري واحد والوزارات تعج بالفشل. وندائ لقيادات العمل الحزبي والنقابي والمجتمع المدني أن تعالوا الي كلمة سواء مضادة للاقصاء وهي المصالحة. مصالحة وطنية لا تقصي أحدا. إلا من عليه جرم جنائ أو فساد في الأرض أو إصرار علي حكم عسكري شمولي بغيض. وأخيرا إن لم يرعوي الساسة. وكل يريد يا اشيلها كلها يا تدميرها. فهنا ينجلي الموقف وتتضح الرؤيا وليس علي بسيطة هذه الأرض من بعد الله تعالي إلا القوات النظامية الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن لاستلام زمام المبادرة لتعلنها واضحة للعيان أن البلد مسرعة إلي هاوية سحيقة وأن القسم ملزم لحمايتها. ويعلنوا القرار رغم واحد .وهو في إطار تصحيح مسار الثورة التي انجرفت والخشية أن هذا الانجراف سيلحق اذي كبير بالوطن. فنعلن حل الحكومة الحالية وتعيين حكومة جديدة محايدة تماما وستكون من ضمنها التجهيز لانتخابات في موعدها حسب الوثيقة الدستورية وفي أي وقت وقعت حركات الكفاح المسلح إتفاق سلام شامل ستحل هذه الحكومة لتشكل حكومة موسعة تتشاور فيها الحركات. ويؤكد البيان أن الحريات مكفولة حسب الوثيقة بل تحدد الحكومة الجديدة مكان المظاهرات وتوقيتاتها حتي يعرف الرأي والرأي الآخر وعددية من ورائه. لأن الطريقة الحالية لصد المتظاهرين وقفل الكباري هذه من سياسات النظام الشمولي السابق. فكيف إذن نفرق بين الحرية والعبودية. أعتقد أن الجميع سيقدر موقف القوات النظامية بقيادة القوات المسلحة إذا عرفوا الخطورة التي تمر علي البلاد. إلا من كان علي عينيه رمد.واذا كان هناك(كاني ماني) فعلي مجلس الدولة الأعلي الجديد وضع الجميع حرية وتغيير ونظام بائد في سجن دبك أو شالا لانهما بعيدين من الضوضاء ليتناقشوا فيما بينهم وأي إتفاق بينهما هو الذي سيكون البرنامج القادم للسودان. رغم أنهم غاليين لدينا إلا أن الوطن اعلي واغلي . أنتم حلوين لكن الوطن احلي .فالنفوت الفرص علي المتربصين بجراحات عميقة وليست عقيمة قبل أن تقع الفأس علي الرأس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى