إضراب الأطباء .. أسباب الرحيل

 

تقرير : أبوبكر الصندلي

ظل مستشفى الضعين التعليمي يترنح ما بين التردي والإهمال البيئي والصحي منذ أمد بعيد، وربما يعد المرفق الصحي الوحيد بالبلاد  الذي  فرح حكام النظام البائد بالاحتفال بافتتاح بوابته التي تعد ضمن إنجازات ثورة الإنقاذ الوطني التي أسدل ستارها في السادس من أبريل الماضي بعد سقوط نظام الحكم بثورة شعبية واعية، مستشفى الضعين يفتقر لأبسط المقومات المهنية، التي تساعد العاملين لأداء عملهم، فقد هجره عدد كبير من المواطنين بل قاطعه معظم ميسوري الحال لاعتبارات عديدة ضمنها تدني مستوى الخدمة وانعدام الكوادر الطبية المتخصصة، وانعدام الأدوية المنقذة للحياة، وانعدام الأكسجين بالحوادث والعنابر، نقص الكوادر الطبية خاصة كوادر التمريض،  بالإضافة لانعدام نظام النظافة الجيد للعنابر وانعدام حاملات الدربات وسلات المهملات، وانعدام النظافة العامة للحمامات الشحيحة التي يفتقدها المريض والطبيب معاً، وضعف واضح في النظام الإداري بالمستشفى،  وغلاء في الفحوصات، كذلك إشكاليات أخرى تتعلق بالترحيل للأطباء الاختصاصيين، كما أن هنالك تقاطعات في عمل الكوادر الطبية  ما بين المستوصفات والمراكز والمعامل الخاصة، والمستشفى كل هذه التحديات خيمت بظلال سالبة على المرفق الحكومي الأوحد الذي يتطلب تضافر الجهود وليس تشتيتها كما نشاهده هذه الأيام عقب بيان لجنة الأطباء بمستشفى الضعين الذي أعلنت فيه اللجنة سحب كوادرها الطبية على خلفية اعتداء أحد منسوبي الأجهزة النظامية على نائب اختصاصي جراحة   وأشار البيان لتكرار هذه الاعتداءات وفشلت الأجهزة الأمنية في حماية وتأمين الكوادر والمرافق الصحية حسب البيان،

فيما ﺃﺩﺍﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ  ﺷﺮﻕ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﺣﺎﺩﺙ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻃﺒﻴﺐ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻦ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﻫﻤﺎﻝ ﻃﺒﻲ، ﻭﻭﺟﻬﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.

ﻭﻭﺻﻔﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ لها، ﺇﺿﺮﺍﺏ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺠﺎﻑٍ ﻟﻘﻴﻢ ﻭﻣﺜُﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ، ﺧﺎﺻﺔً ﻓﻲ ﻇﻞ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻮﺑﺎﺀ “ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ” ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ الطبية، وحسب البيان  الذي تلقت “الصيحة” نسخة منه أن ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، يعتبر ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀاﺕ، ﻭﺃﻛﺪ البيان ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ .

وأدانت السلطات ﺣﺎﺩﺙ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ، واتخذت  ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﺜﻼﺙ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ، ﻭﺃﺷﺎﺭ البيان ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺿﺎﺑﻂ ﻭﻧﻘﻄﺔ ﺷﺮﻃﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺿﺎﺑﻂ .

ﻭﻧﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻫﻮ ﻭﻓﺎﺓ ﻃﻔﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺏ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮفاة ﺇﻫﻤﺎﻻً ﻃﺒﻴﺎً لأﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ، وعقب هذا التوضيح الذي حمل الأطباء المسؤولية، تقدم اختصاصيو مستشفى الضعين التعليمي باستقالات جماعية عن العمل عقب سحب الكوادر الطبية   احتجاجا على الاعتداءات المتكررة عليهم،  فيما  لم تستجب الحكومة لمطالب لجنة الأطباء وحملت الأطباء نتيجة الإضراب حسب  تعميم حكومة الولاية، وأمهل نواب الاختصاصيين حكومة وقتاً  لمحاكمة المتهم بقانون الطوارئ، وتوفير معينات العمل والاستراحات.

في ذات الوقت أصدرت قوات الدعم السريع على لسان ناطقها الرسمي العميد ركن جمال جمعة آدم بياناً أكدت فيه أن قوات الدعم السريع وقفت على الأمر بالتواصل المباشر مع ولاية شرق دارفور وقيادة القطاع للتأكد من حيثيات الحدث.

وتعود الحادثة إلى أن أسرة أحد الضباط تعرضت لأعيرة نارية  عن طريق الخطأ ونقلت إلى مستشفى الضعين وتم إجراء الإسعافات الأولية منذ الساعة الحادية عشرة ولم يحضر الدكتور إا بعد استدعائه بواسطة الشرطة الموجودة بالمستشفى الساعه الخامسة وعند حضوره وجد الطفلة من بين المصابين توفيت لرحمة مولاها وقام الضابط بإخراج الطبيب من العنبر وذلك بدفعه خارج العنبر حتى لا يثير تواجده غضب أقارب المرحومة، وقد تم احتواء الموقف بعد جلوس الطرفين، وبعد حين تم  تصعيد الحادثة.

وأشار البيان إلى اتخاذ الإجراء اللازم حيال منسوب الدعم ووضع بالإيقاف حتى اكتمال الإجراءات القانونية، وأكدت قوات الدعم السريع أنها دائماً مع القانون ومثل هذه المواقف يتم البت فيها بحسم ودون تهاون.

وأبانت أسرة الطفلة المتوفاة أن ابنتهم فقدت حياتها نتيجة إهمال طبي، وقالوا “نسبة للإهمال الطبي اضطررنا للاتصال بطبيب صديق للأسرة، وبعد كشفه على الحالة وجد أنها تتطلب تدخلاً جراحياً لوقف النزيف، فعاودنا الاتصال بذات الطبيب، ولكن دون جدوى حتى فارقت الطفلة الحياة، حيال  هذا الإهمال

وفي تسارع للأحداث غادر  “44”  كادرا طبياً من نائب اختصاصي وعمومي وطبيب امتياز أرض شرق دارفور احتجاجاً على تلك المشاهد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى