الجبهة الثورية.. لماذا الاستياء؟!

 

تقرير- النذير دفع الله

خلال نوفمبر من العام الماضي، اتّفق طرفا التفاوُض (الحكومة والجبهة الثورية) ضمن مُحادثات جوبا حول مُعظم القضايا العالقة بينهما .
هذا ما أكّده مستشار رئيس دولة جنوب السودان توت قلواك وقال أن اقتراب توصل الطرفين إلى سلام شامل قد حان، موضحاً انخراطهما في مناقشات جادة خاطبت جذور المشكلة، واستمرت ليومين بعد وصول وفد مجلس السيادة الانتقالي بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، واضاف توت إن الاتفاق المُنتظر توقيعه سيشكِّل ورقة مشتركة للتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو، ولكن بعد أكثر من سبعة فيما قال رئيس حركة وجيش تحرير السودان، نائب رئيس الجبهة الثورية مني أركو مناوي أن نقاط الاتفاق التي تمت بين الثورية والحكومة على مدى ثمانية أشهر في جوبا لم تتجاوز في مجملها مثول المجرمين أمام المحكمة الدولية فقط، مؤكداً أن مجمل القضايا الأخرى والجوهرية ما زالت عالقة وهو ما يلزم على الجبهة الثورية توضيحه للشعب السوداني.. مناوي الذي أوضح في حوار سابق له مع (الصيحة) أنهم كجبهة ثورية يتفاوضون مع الحكومة التي تم تكليفها، ولا يُوجد شئ يسمى قوى إعلان الحرية والتغيير بمعزل عن الجبهة الثورية، ولكن تدخُّل (قحت) في أمر المفاوضات هو ما عرقل عملية التفاوُض والوصول إلى اتفاق واضح، وهو ما يطرح سؤالاً مهماً، من يملك القرار بشأن عملية التفاوض وتحديد أجل للوصول الى سلام حقيقي وإنهاء النزاع والجدال، ومن المُستفيد من عرقلة التفاوض؟

اختلاف المسارات

بينما كشف قيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عقار فضل حجب اسمه بأن الجبهة الثورية هي مجموعة من الحركات المُسلّحة والمجموعات المدنية، والتفاوُض يمضي الآن في مسارات مُختلفة، ولكن نحن كحركة شعبية شمال بقيادة تحالف الجبهة الثورية وصلنا لاتفاقات مع الحكومة، في المسار الإنساني، ووقف العدائيات والاتفاق الإطاري، وتبقت فقط الاتفاق حول  الترتيبات الأمنية، ولكنه التفاوض توقف نسبةً لوفاة وزير الدفاع، مؤكداً أن كل مجموعة في إطار الجبهة الثورية تفاوض على حدة هذا ما يخص الحركة الشعبية، ولكن هذا لا يَمنع مِن وُجود بعض القضايا العَالِقَة تمّ تجاوزها في الاتّفاق الإطاري وهي قضايا كبيرة جداً ومُهمّة، ولكن كل فصيل من المَسَارات الخمسة يفاوض على طريقته.

كورونا والتفاوُض

رئيس مفوضية السلام سليمان دبيلو قال لـ(الصيحة): توجد بعض الملفات حدثت فيها اتفاقات وسارت بصورة لا بأس بها، ولكن ما أصاب العالم من وباء فيروس (كورونا) عطّل كل شئ، واضاف دبيلو أن رئيس حركة وجيش تحرير السودان مناوي بعيد قليلاً من الملف والقضايا لوجوده في تشاد، ولكن رغم هذا الأوضاع في التفاوض تمضي بصُورة جيدة، بينما الجميع في حالة تفكير لكيفية الوصول الى اتفاق، وأشار دبيلو إلى أنّ الرؤية مُتوقِّفة الآن بسبب الأزمة العالمية وهو وضع غير طبيعي، فجأة العالم أصبح معكوساً ولا نستطيع تحديد هل بعد شهر أو يوم أو عام يتم الاتفاق؟! ولكن ما نعلمه أن هنالك جدية لكل الناس في الوصول الى اتفاق، مبيناً أنه متى ما تحسن الوضع سنعود للاتفاق هو وضع استثنائيٌّ يجب على الجميع تقدير هذا الوضع والظرف.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى