النيل الأزرق… شراراة الثورة

 

الدمازين/ محمد عبد الله الشيخ

تمثل ولاية النيل الأزرق وحاضرتها الدمازين منطلق شرارة الثورة بلا منازع، حيث كان لطلاب وتلاميذ مدارس الدمازين قصب السبق في الخروج الذي كان بسبب الأزمات الماثلة حينذاك المتمثلة في أزمة الخبز والوقود والمواصلات وانعدام السيولة، الشيء الذي جعل تلاميذ المدارس بشمال الدمازين يخرجون في تظاهرة لم يكن الكثيرون يظنون أنها الشرارة لثورة ديسمبر، وتوالت حالات الخروج بالمدينة ثم حي قنيص بالرصيرص لتجد بقية المدن التي خرجت بعد ذلك وقد انكسر حاجز الخوف، ويتواصل التصعيد بالنيل الأزرق في شكل مواكب ووقفات احتجاجية من قبل المحامين وتعم حالة الثورة مدن وأرياف الولاية، وتنتظم حركة الاحتجاجات عبر الواجهات التنظيمية المختلفة، إلى أن جاء الاعتصام أمام قيادة الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين، وتنتشر اللوحات واللافتات تحمل شعار  حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، ومن ثم أصبحت منطقة الاعتصام مكاناً للأنشطة السياسية والمخاطبات، إلى أن جاء يوم الحادي عشر من أبريل بإذاعة بيان الثورة وبزوغ فجرها، وقد كان يوماً له طعمه الخاص في ولاية النيل الأزرق، حيث التعبير عن الفرح بالسلمية ولم تسجل أي حالات تفلت أو اعتداء على مؤسسه أو قيادي من قيادات النظام السابق، أو تخريب للممتلكات حيث امتاز الجو بالفرح وجابت حاضرة الولاية الدمازين السيارات يرفرف عليها علم البلاد ويعلو صوت الأناشيد الوطنية وإشعال  الحماس.

وقد أجرت الصيحة استطلاعات مختلفة مع فئات مختلفة بالنيل الأزرق حول الذكرى.

تفاؤل كبير

أكدت مشاعر عثمان ـــ ربة منزل ــ إن مواطني النيل الأزرق تفاءلوا كثيراً بالتغيير، وأنهم خرجوا من أجل تحقيق أهداف معينة أهمها الاهتمام بمعاش الناس وأن يتحقق السلام ويعيش المواطن في أمان، وقالت مشاعر: رغم كل الآمال العراض، إلا أن تلك الأهداف لا زالت تحيط بها الصعاب والمهددات، بيد أنها أكدت أنهم حتى الآن مازالوا متفائلين وعلى الحكومة الاجتهاد للخروج من هذا الوضع.

رؤى مختلفة

ويرى دكتور الرفيع بابكر محمد رجب، حسب تقديره أن الحكم  هبة إلهية أن أحسنا التعامل معها وأقمنا العدل والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات وما حدث من تغيير فيه رسالة عظيمة وهي أن الله ينزع الملك ممن يشاء، وأما على صعيد الاقتصاد فما زلنا نتردى ونسأل الله أن يصلح الحال والمآل.

بينما يقول أحمد موسى الحاج ــ محاسب ــ إن الثورة لم تحقق حتى الآن ما خرجت الجماهير من أجله، وإن مبدأ المحاسبة لم يفعل والتحقيقات لم تظهر نتائجها حتى الآن، كما أن الوضع الاقتصادي أسوأ من قبل، ولم يظهر حتى الآن ما يدل على أنها حكومة كفاءات.

أزمات

وقال وليد علي آدم ــ إعلامي ــ إن ذكرى 11 أبريل تمر على الولاية في صمت وسكون، إلا من احتفالات في إطار محدود نسبة للوضع الصحي مع كورونا وبالمقارنة مع الوضع الراهن نجد أن عقارب الساعة عادت للوراء ومازالت الولاية تعيش أزمة الخبز والوقود والغاز والسوق يجتاحه غلاء الأسعار، حيث بلغ سعر كيلو السكر 100 جنيه، ورطل الزيت تجاوز المائة جنيه، وارتفعت فاتورة المواصلات من 5 جنيهات الى 10 جنيهات مع غياب كلي لآليات الرقابة وضبط انفلات الأسواق. وأكد أن ذكرى أبريل تمر على الولاية وهي تعيش أوضاعاً صعبة صحيًا واقتصاديا،ً ومازالت طموحات المواطنين وآمالهم معلقة في انتظار غنزال شعارات الثورة على أرض الواقع. وأكد أن التغيير المنشود مازال قيد الانتظار وهناك فجوة كبيرة بين مكونات الولاية والوعي الثوري بأطراف الولاية يحتاج لدفعة قوية.

هوة السلام

وقال مهند خبير ــ وهو أحد مواطني الدمازين لـ(الصيحة) ــ إنه وفي قضية السلام مازالت الهوة واسعة بين بعض المكونات والولاية بين خيارين تقرير المصير والحكم الذاتي، إلا أن خطوات اللجنة الثلاثية لفتح المسارات أحرزت تقدماً وما تم تنفيذه خطوة إيجابية وكسب الحركة الشعبية جناح عقار الرهان لتعاطيها مع ملف السلام والفرص أمامها متاحة لتحقيقه. وقال إن ثورة 13ديسمبر المجيدة تمكنت بقوة الشباب واستبسال الكنداكات والصمود الأسطوري للشعب السوداني من إسقاط أكبر وأطول ديكاتورية ظلت جاثمة على صدر الشعب السوداني… وتمكنت الثورة بسلميتها التي شهد لها العالم من إسقاط الطاغية وزبانيته وبطانة السوء التي التفت حوله، وأزاحته الثورة فسقط بشخوصه ورموزه وأزيحت قيادات الصف الأول من رأس الدولة.

المسيرة ماضية

وقال مهند إن مسيرة الثورة قد مضت في تحقيق العدالة وتوجت العدالة بحكم القصاص على قتلة الشهيد المعلم أحمد الخير الذي مثل أيقونة للثورة. ومضت الثورة في تحقيق شعار الحرية بإلغاء قانون النظام العام وإلغاء صلاحيات جهاز الأمن الباطشة وتحويله إلى جهاز تقتصر مهمته في جمع وتحليل المعلومات فقط.

ولكنه قال: يظل التحدي الأكبر في إنجاز بقية الأهداف وأهمها تحقيق السلام الشامل العادل عبر مخاطبة جذور مشكلة الحرب وإعادة النازحين والمهجرين إلى ديارهم وإنجاز العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية. ويظل إحداث التحول الديمقراطي وإرساء معالم دولة القانون من أهم الغايات. وكذلك يبرز إلى السطح التحدي الاقتصادي ومشروع نهضة السودان وكيف يمكن استغلال الموارد الطبيعية وتطويرها لتحقيق دولة الكفاية والرفاهية. وكذلك التأسيس للبنيات التحتية وتقديم الخدمات الجيدة في التعليم والصحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى