شمال كردفان.. الأوساخ تُحاصر شيكان

 

تقرير: معتصم حسن عبد الله

في الوقت الذي تسجل فيه محلية شيكان بشمال كردفان غياباً تاماً في إحدى أهم أولويات عملها (إصحاح البيئة) تشهد مدينة الأبيض تردياً مريعاً في البيئة، حيث توالد البعوض والحشرات الناقلة للأمراض وتكدس الأوساخ والمياه الآسنة التي تحاصر المدينة وتنبعث منها الروائح النتنة التي عانى منها المواطن كثيرًا في الأسواق ومواقف المواصلات والطرقات والأحياء السكنية، مما ينذر ذلك بخطر قادم جراء انعدام خدمات النظافة وإصحاح البيئة في ظل النوم العميق للمحلية التي تقف مكتوفة الأيدي لا تحرك ساكناً كأن الأمر لا يعنيها في شيء، المواطن في حيرة من أمره ماذا يجري في المحلية أليس لديها عمل غير تحويل مواقف المواصلات من حين لآخر، ومن موقع لآخر تركت الأولويات المنوطة بها وانشغلت بأخرى ليست أولويات، تركت إصحاح البيئة ورش برك المياه ومراقبة ومتابعة المخابز والغاز والوقود والخدمات الأخرى الضرورية.

فيما أكد عدد كبير من مواطني المدينة الذين استطلعتهم (الصيحة) على تردي الأوضاع البيئية بالمدينة، وقال عدد منهم ان المحلية تشكل غياباً تاماً حول هذا الأمر.

وشكا المواطن عبد الله رحمة ـ حي كريمة ـ من كثر مياه الخريف في الطرقات والميادين وأزقة الحي مما أدى إلى توالد الحشرات خاصة البعوض، وقال: يوم واحد ما شفنا المحلية. المواطنة فاطمة يوسف ـ حي شيكان ـ قالت: لما تنزل المطرة يصعب التنقل من كثرة المياه وعدم وجود مصارف لتصريف المياه، مضيفة: عربات النفايات لا تأتي الحي إطلاقًا، وناشدت المحلية بزيارة الحي وتقديم خدمة إصحاح البيئة. المواطن سليمان علي قال: الوضع يحدث عن نفسه ما داير كلام ونحنا جاهزين نساعد المحلية فقط عاوزين الآليات ومعينات النظافة ومبيدات رش البرك والمنازل، وتأسف لعدم حضور المحلية رغم مطالبتهم ودعوتهم وشكواهم لها.. وأعداد كبيرة من مواطني أحياء الرديف والقلعة والصحوة وأحياء وسط مدينة الأبيض اشتكوا من سوء البيئة وغياب المحلية وتوقف عربات النفايات مما أدي ذلك لتكدس الأوساخ في ظل إهمال المحلية لردم البرك وعدم الاستعداد المبكر للخريف، وقالوا: كأنما الخريف جاء فجأة، وطالبوا الوالي بتوجيه المحلية حتى تضطلع بدورها تجاه مواطنيها وتوفير البيئة الصالحة للسكن وإنهاء حالة السكون والجمود الذي تعيشه محلية شيكان.

 

أما السوق الكبير حيث تتوسطه مباني المحلية فحدث ولا حرج، أكوام الأوساخ تكاد تكون قريبة من مقر المحلية وتقابلك في مواقع متعددة وحتي براميل النفايات تمتلئ وتتدفق وتتطاير منها الأوساخ وتنتشر هنا وهناك، ولا تجد من ينقلها، والمياه الراكدة في ممرات وطرق السوق، وهو يمثل واجهة التسوق الكبرى لولاية شمال كردفان.

وفي ظل هذا الوضع والمشاهد والبيئة الصحية المتردية، تجد الباعة يفترشون الأرض لبيع السلع، غياب تمام للجوانب الصحية. وحتى الجنبات الخارحية لمستشفى الأبيض التعليمي وخاصة قسم الأطفال تحاصره أكوام الأوساخ. أما الطرق الداخلية فتجد الحفر في شوارع الزلط بعضها المحلية أفرغت عليها أكوام التراب دون طرحه والأخرى مازالت بحفرها والمحلية عاجزة من إصلاحها، يتساءل المواطن أين دور المحلية؟…

وقال لي أحد المواطنين بالحرف الواحد أنت الوالي دا يومياً بنسمع ونشوف النجدة قدامو جاب المدينة دي كلها ما شاف الشوارع والبرك والأوساخ دي ولا حتى المدير التنفيذي للمحلية والعاملين بها ما بشوفوا الوضع دا.

وبعث عدد من المواطنين برسالة لوالي شمال كردفان والمدير التنفيذي لمحلية شيكان تقول فحواها إن الوضع البيئي ينذر بالخطر، وطرقت الملاريا الأبواب وتوغلت أكثر تجاه المواطن المسكين، وهنالك أمراض أخرى تحدث نتيجة لتردي البيئة لابد من إدراك الحال قبل فوات الأوان وازدياد الطين بله وبعدها تصعب المعالجة، والنظر لأمر وخدمات المواطن بعين الاهتمام وهذه مسئولية لا مناص منها، وشكاوى المواطين يجب أن تجد الإجابة العاجلة اليوم قبل الغد والمحلية بمقدورها القيام بهذا الدور لأن الأمر من صميم عملها خدمة لإنسان المحلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى