أئمة يدعون لترك السلوك العفوي والعقل الجمعي واللامبالاة

 

الخرطوم- الصيحة

خَصّص عددٌ كبيرٌ من المساجد، خطبة الجمعة أمس، للحديث عن وباء فيروس “كورونا” الذي اجتاح العالم مُؤخّراً، وركّز الخطباء على طُرق الوقاية والمُستحب من الأعمال في مثل هذه الظروف الوبائية.

ورغم تدافع عدد كبير من المُصلين إلى المساجد كالمُعتاد، إلا أنّه كَانَ واضحاً الميل إلى الالتزام بالضوابط الصحية المُعلنة، بجانب تركيز أئمة المساجد على رسائل التوعية بخطورة المرض وضرورة اتّباع الإرشادات الوقائية، مع التضرُّع إلى الله بالحفظ والعناية.

واستبدلت هيئة شؤون الأنصار خطيب الجمعة أمس، ليلقي الخطبة بدلاً منه بمسجد الإمام عبد الرحمن المهدي بود نوباوي، الطبيب د. سعيد نصر الدين، الذي أقرّ بأنّ الناس أمام خطر عالمي وغير مسبوقٍ ومحفوفٍ بجميع المخاطر, وهو مرض فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي تعدّت مخاطره الأرواح إلى الشلل الاقتصادي والتجاري والاجتماعي.

وقدم الخطيب، شرحاً مفصلاً لماهية الفيروس وأعراض وعلامات المرض وأكثر الناس عرضةً للإصابة به، ونوه لعدم وجود علاج، لكنه ذكر أنّه من الناحية الوقائية هُناك بشريات بإنتاج بعض الأمصال في مرحلة التجارب الأولية للمكافحة والتي تحتاج عدة أشهر حتى تجتاز مرحلة الاختبارات والتقييم لتنزل إلى الأسواق، وأضاف أنّ مرحلة العلاج بعيدة حتى الآن عن المنال، وقال د. سعيد إنّ هذه الخُطبة تأتي لتدق ناقوس الخطر بأعلى قوة، ترفع النداء بأعلى صوت بأنّ هناك خطراً حقيقياً ذو عواقب وخيمة ما لم يعِ كل منا دوره ويسخِّر معلوماته وقُدراته للقيام بدور الجُندي كلٌّ في مجال تخصُّصه ويقوم بدوره كاملاً تجاه نفسه وأسرته والآخرين، ونبّه لأهمية اتّباع المحاذير والمُوجِّهات حرفياً وترك السُّلوك العفوي والعقل الجمعي واللا مبالاة، وأشار إلى أنّ في ديننا الحنيف خير الوصايا للوقاية من هذا المرض المُستجد، وحذّر من أن يستغل من لا ضمير له مثل هذه الظروف والأحوال فيحتكر على الناس حاجاتهم من الأطعمة والأشربة والأدوية ووسائل النظافة، وأهاب بالموسورين للتبرُّع المادي لدعم قُدرات البلاد الصحية واللوجستية لمُكافحة انتشار المرض، مُذكِّراً الناس بأن يفزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره واللجوء إليه وطلب الحماية والوقاية منه والمُحافظة على الأذكار والأدعية المأثورة، فليس أنفع للوباء من الدعاء وصدق الالتجاء.

وفي مسجد بحري الكبير، تناول د. الصادق آدم إمام وخطيب المسجد، التعريف بـ”كورونا” والإجراءات الاِحترازية والتّوعية بخُطُورة المَرض، وأكّد ضرورة التقيُّد التام بالإجراءات الإدارية التي حَدّدَتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم ووزارتي الصحة الاتحادية والولائية.

وفي السياق، أكّد أمناء مجالس الدعوة بالمحليات أنّ غالبية أئمة وخُطباء المساجد بالولاية التزموا بالمُوجِّهات الولائية والاتحادية بتخصيص خُطبة الجمعة للتوعية بجائحة “كورونا” وطُرق الوقاية منها، مُؤكِّدين أنّ المرض هو ابتلاءٌ، وأنه يجب اتّخاذ الأسباب والالتزام بالمُوجِّهات الصحية للوقاية منه.

وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم النعيم الطاهر، وجّه أئمة وخطباء المساجد بتخصيص خُطبة الجمعة لنشر التوعية وطُرق الوقاية من خطر “كورونا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى