كورونا والفتريتة

 

*قبل أسبوعين تقريباً قصصت “حلماً” في هذه المساحة عن دخول كورونا للسودان، وقلت إن “الحلم” يسرد حال السوق العربي مع إعلان دخول كورونا للخرطوم، وسير الأمور على طبيعتها في التعامل مع الحياة، ومحبي “التبش بالشطة” في حبهم القديم وكذلك رواد “المنقة الخضراء”.

*وبعد ايام من ذاك الحلم أعلنت وزارة الصحة وجود حالة مصابة بالمرض وبدأ الهلع وسط بعض المواطنين وليس جلهم من المرض الذي أرهب العالم أجمع وجعل الكثير من الدول تمنح العاملين في الدواوين العامة والخاصة إجازة إجبارية خوفاً من تفشي المرض.

*منذ إعلان وزارة الصحة “عندنا” وجود حالات يشتبه أنها مصابة بكورونا حتى دب الفزع والخوف في الكثير من أهل السودان والذين لم يفزعوا ظلوا في “روتينهم” اليومي في رحلة البحث عن “الفتريته” ومستلزماتها إن وجدت.

*هذا الأسبوع وصل الأمر ذروته بإغلاق كافة المعابر في السودان، يعني بالواضح “الجوة جوة والبرّ برّ” وترتب على ذلك إيقاف شبه تام للحركة الجوية في مجال السودان الجوي، وربما الطائرة الإسرائيلية “التجارية” كانت محظوظة في عبور أجواء السودان قبل إغلاق المجال الجوي.

*ولا أدري العلاقة الوطيدة بين “كورونا” وانحسار الأزمات المتلاحقة في الوقود والخبز، ولم يتبق سوى أزمة الغاز لتصبح واحدة من حسنات “كورونا” إنهاء أزمات الصفوف إلى حين، وهذه مجرد ملاحظة فقط وربما تكون الصدفة قد لعبت دوراً في دخول كورونا وانتهاء الصفوف، لينتهي “هم” ويبدأ آخر مخيف ومرعب.

*هذه الأيام كل شيء “كورونا” ولا شيء سواه، نسي المواطن ارتفاع الأسعار والضائقة الاقتصادية وأصبح تفكير البعض في الوقاية من هذا المرض الفايروسي المخيف، ولكن في المقابل هناك الكثيرون لا يبالون بهذا المرض فالسعي وراء الرزق جعلهم لا يهتمون بالمحاذير الكثيرة التى تطلقها وزارة الصحة ومن قبلها منظمة الصحة العالمية.

* أهل السودان الآن بين نارين “كورونا والسوق”، فإن أرادوا وقاية أنفسهم من هذا المرض، فلن يستطيعوا مجابهة “السوق” والدولة بكلياتها مشغولة بالفحص وعزل المشتبه إصابتهم بالمرض وإغلاق المعابر، والتجار يفعلون ما يحلو لهم يرفعون هذه السلعة ويكدسون تلك.

*أرجو أن يتحقق “حلم” كورونا في السودان والذي كانت نهايته انتهاء المرض الذي أفزع العالم وخروجه دون أن يتأثر أهل السودان به كثيراً كما حدث من قبله من أمراض أرهبت العالم أجمع.

*الحافظ الله.. جملة يتداولها جل أهل السودان وهي حقيقة لا جدال فيها، وكذلك نحن في السودان نتوكل على الله ورب العالمين لا يخذلنا فهو العالم بالظاهر والغائب.

*نسأل الله أن تنتهي هذه “الغمة” وتفرج على بلادنا التي تعاني في كل شيء ووصل الأمر إلى “الحد” كما يقولون حتى ينعم هذا الجيل وما بعده بسودان متطور ومعافى من كل الأمراض وفي مقدمتها مرض “السُّلطة” الذي أقعدنا سنوات وجعلنا نتراجع يوماً بعد يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى