التأثير على قائمة الإرهاب

المُحاولة الفاشلة!!

 

 

الخرطوم- أم سلمة العشا

في الوقت الذي ينتظر الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، ثمار الحِرَاك الذي يقوده رئيس الوزراء السوداني د. عبد الله حمدوك، بشأن إسقاط السُّودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، تَسعى في المُقابل جهات للسباحة عكس التيار، وربما الجُهود والمَسَاعي التي كُلِّلت بنجاحٍ تامٍ في هذا الجانب، قادت آخرين لتعطيله، فالخطوة ربّما من وجهة نظر بعض الدول غير مُرضية، كما أنّ إجهاض ما تمّ يُمكن أن يتم نسفه بالكامل نتيجة التأثير لما تعرّض له حمدوك من هجومٍ إرهابي على مرأى ومسمع جموع غفيرة من الناس في الصباح الباكر، ومِن هُنا تبرز عدة أسئلة لمدى تأثير ذلك على مساعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب… وهل ما حدث مُرتبطٌ بوجود الخلية الإرهابية الإخوانية؟

عدم رضاء

تَعرّض مَوكب رئيس مجلس الوزراء لهجومٍ إرهابي، ربما له تداعيات وتأثير على الخطوات والمساعي التي اتّخذتها حكومة حمدوك بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والتي تخلّلتها زيارات مُتبادلة بين الخرطوم وواشنطن، على رأس وُفُودٍ رسمية أمريكية وأعضاء الكونغرس، وكبار المسؤولين السُّودانيين، وذلك مِن خِلال عَدم رضاء بعض الدول من اقتراب الخَطوات بشكلٍ رَسمي من قِبل واشنطن، فهُنالك مآربٌ يسعى لها البعض ويُريد للسودان عدم إحراز أيِّ تقدُّمٍ في هذا الجانب، ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هل سيُؤثِّر الهجوم الإرهابي على رئيس الوزراء من تلك الخطوات، وهل ستتراجع واشنطن عن ما بذلته من جُهُودٍ بشأن إزالة السودان من بين الدول الراعية للإرهاب؟!

مُحاولات تخريب

المُتحدِّث الرسمي باسم الحكومة الانتقالية فيصل محمد صالح، سارع في توصيفه لما حدث لموكب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بالهجوم الإرهابي، نتيجة تفجير وإطلاق الرصاص على الموكب، كما توعّد من قاموا بذلك بالحَسم اللازم مع كل المُحاولات الإرهابية والتخريبية والمُضِي قُدُماً في تفكيك ركائز النظام القديم وتنفيذ الثورة.. إشارات كثيرة لوّح بها صالح بوجود مجموعات إرهابية يُشير إلى ضُلُوعها التّام في مُحاولة اغتيال حمدوك، اللافت في الأمر أنّ السُّلطات تمكّنت الشهر الماضي من القبض على مجموعة إرهابية أفرادها من الجنسية السورية، في إشارة لتمويه السُّلطات، غير أن الخلية بحسب مجريات التحقيق اتّضحت أنها تتبع لجماعة الإخوان المسلمين المصرية تعمل على تنفيذ مُخطّطٍ إرهابي بمصر والسودان، وتمكّنت من دخول السودان عبر التهريب، وتمتلك قنابل مُعدّة وجاهزة، بجانب حزامٍ ناسفٍ، وبحسب توجيهاتٍ صادرة من قِيادات المَجموعة غادروا إلى السودان بطريقةٍ غير رسميةٍ “التهريب”، كما تَمّ ضَبط خُرط تُشير لتنفيذ مُخَطّط إرهابي بالسودان، ومن ثَمّ إدخاله لمصر وتنفيذ التفجيرات وفقاً للخُطة، كل ذلك كَشفته السُّلطات المُختصة واتّخذت إجراءات في مُواجهة أفراد الخلية المُتّهمين، وبالرغم من امتلاك معلومات تُؤكِّد وجود مُخطّطٍ يعتزم تنفيذه من قِبل إحدى الدول ووجود خرطٍ، حدث تفجير إرهابي في وسط الخرطوم، يستهدف رئيس الوزراء، كما أنّ مسؤولية حفظ الأمن والتحوُّط اللازم، ربما تعاملت مع الخلية التي نشطت في أحياءٍ مُختلفةٍ في الخرطوم بالإجراءات التي اُتّخذت في البداية، وإلا لم تستطع أية جهة ما أن تُنفِّذ تفجيراً إرهابياً على مُختل، ناهيك على رئيس الوزراء..!

خطوات عملية

وبحسب الخبير في الشأن الدبلوماسي السفير الرشيد أبو شامة في حديثه لـ(الصيحة)، فإن حادثة اغتيال حمدوك من المُمكن أن يجعل أمريكا تسرع في إجراء واتّخاذ خطوات عملية جادّة بشأن إسقاط السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأوضح أنّ المُطاولة التي تُمارسها أمريكا أصبحت غير مُجدية وربما تُعرِّض الكيان بأكمله للخطر، وأضاف: “الهجوم على رئيس الوزراء، يمكن أن يكون هنالك هجوم على مُؤسّسات أخرى، ويمكن النظام ينخدع نتيجة ذلك”، وقال أبو شامة إنّ إسقاط أمريكا لاسم السودان من القائمة الإرهابية يقود إلى تقوية الاقتصاد السوداني ويستجيب لاحتياجات الناس من حيث السلع سواء كان (وقوداً أو خُبزاً) وغيره.

روية مغايرة

رؤية مُغايرة تمثلت في أنّ حادثة مُحاولة التفجير التي تعرّض لها حمدوك ستُؤدي لمزيدٍ من التماسُك بين قِوى الثّورة، وكذلك البُعد عن الانشقاقات والخلافات، وأوضح أبو شامة أنّ هنالك جهاتٍ مُتربِّصة بالثورة نتيجة ما حَدَثَ اليوم، وزاد: ليس هُناك شَكٌ من أن يجعل عناصر الثورة تتضامن مع بعض وتنتهي من المُهاترات التي تحدث كل مرة وأخرى، وتفتح أعينهم بأن تجعل بالَهم على الثورة.. ونصح أبو شامة، مُكوِّنات الثورة باستخدام العقل والتّجرُّد من العواطف الخاصّة والمُحاصصة والنزعات السلبية المُكتسبة والجري وراء الكراسي، وعليهم الانتباه للمُحافظة على الثورة وعلى حياتهم، ولو أطيحت الثورة تكون حياة كل مُكوِّناتها في خطر!!

اغتيال سياسي

ولَعَلّ رؤية أبو شامة تُشير إلى اتّهام للخلية التي تمّ ضبطها في شرق النيل، ودعا لتحقيق بوليسي على مُستوى دقيق، وتوقّع أن يتم التوصُّل لنتيجة من خلال تلك الخلية، وزاد: إنها تستخدم تحضيراً لمُتفجِّرات، كما أنّه استبعد أن يكون السودانيون مُتورِّطين في ذلك الهجوم، ومضى لأبعد من ذلك، وأشار لوجود أصابع أجنبية، واستدل بضبط مجموعة عصابات أجنبية في شققٍ، وقال أبو شامة إنّ الاغتيال السياسي لم يحصل في السُّودان، غير أنّه أشار لوجود عمليات قَتلٍ وضَربٍ، ولكن اغتيال لأسباب سياسية لم يحدث في السودان، وقال إنّ الحادثة تستهدف رئيس الوزراء، والمقصد هو ربما كان تسيُّد الجانب العسكري، كما أنّ هناك بعض الدول تفتكر أن الجانب العسكري يكون هو الحاكم ومن السّهل يكون التعامُل معه، وذلك بغرض تفرقة العلاقات بين الجانبيْن المدني والعسكري، وليس بالضرورة الهدف تسليم السُّلطة للعسكر، وذلك بحسب رؤيتهم أن التّعامُل مع العسكر أفضل من المدني.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى