أقدام الرجال تهز إستاد الكلية الحربية، وزغاريد النساء تشق عنان السماء

في كرنفال تخريج أشاوس الدفعة الثامنة

بنادق المُتخرِّجين تتشابك مع يد البرهان الممدودة وعصا القائد المرفوعة

البرهان: هذه الكوكبة من الفرسان ستكون سنداً وعضداً للبناء وحراسة السودان

دقلو: مُفاوضات جوبا تسير بخُطىً مُتسارعة والسلام أصبح قاب قوسين

الخرطوم :الصيحة

المشهد يبدو أقرب إلى الخيال، وأشاوس الدفعة الثامنة، تمدّدوا على طول وعرض إستاد الكلية الحربية، يقدمون السهل المُمتنع في كرنفال تخريجهم أمس (السبت) تحت شعار (صفاً واحداً كالنيل)، بحضور أنيق تقدمه رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان، ورئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، ووزير الدفاع الفريق أول جمال الدين عمر، ووزير الداخلية الفريق أول الطريفي إدريس، ولفيف من قيادات العمل العسكري والأمني والشرطي، والملحقين العسكريين لدول الجوار، بالإضافة إلى رجالات الدين وقيادات الإدارات الأهلية بالبلاد.

تلاحُم القاعدة مع القيادة

كل ملامح الكرنفال من مداخل الكلية الحربية وإلى مقاعد الحضور، جسّدت شعار قوات الدعم السريع (جاهزية.. سرعة وحسم)، حيث اُنتصبت اللافتات لتكشف اليسير من جهد قوات الدعم السريع في إسناد الوطن والمواطن سلماً وحرباً.

الجمهور الذي هرع باكراً من النساء والرجال والأطفال والصبية وحتى الشيوخ، بدا مُتناغماً مع كل فقرات الكرنفال التي بدأت بتفتيش الطابور من قبل رئيس المجلس السيادي، والنائب الأول على عربة عسكرية مكشوفة، طافت أرجاء الإستاد، تبادل المتخرجون الود بالود والوفاء بالوفاء، بنادقهم عانقت يد البرهان الممدودة، وعصا القائد المرفوعة، تساندها صيحات النصر والغِبطة والحُبُور، في مشهدٍ مُؤثِّرٍ عكس تلاحم القاعدة مع القيادة.

عرق التدريب يُوفِّر الدماء

وعلى جنبات إستاد الكلية الحربية، جلس الحضور من المواطنين والعسكريين يتفاعلون مع فقرات الدفعة المُتخرِّجة المُختلفة، بين صيحات الرجال وزغاريد النساء التي شقّت السماء تعبيراً صادقاً عن الإعجاب بما شاهدوه من فقرات قوية مُتقنة جسّدت القاعدة العسكرية الرائجة (عرق التدريب يحفظ الدماء).

ورغم أنّ ترجمة تلك القاعدة العسكرية على الأرض يبدو قاسياً، إلا أنها تحوّلت إلى واقعٍ يمشي على رجلين بإستاد الكلية الحربية، حيث قدم المتخرجون في مهارة وإتقان فقرات من الجرعات التدريبية التي تلقّوها طيلة تسعة أشهر أو يزيد، صقلتهم وزادتهم قوةً على قوة، وجعلتهم في أتم الجاهزية للقيام بمهامهم المُرتجاة باحترافية ومهارة، رصيد يُضاف إلى سِجِل إنجازات قوات الدعم السريع الوافر بالبذل والعطاء .

فكان عرض البيادة العسكرية المُمتع والسونكي والجمباز والكاراتيه وغيرها من فنون الرياضة وضروب العسكرية المختلفة .

قوة المعدة وقسم الفداء

ليأتي بعدها عرض استعراض قوة المعدة العسكرية، لتُلبِّي العربات المُسلّحة النداء في قمة الجاهزية والسُّرعة، لتُؤكِّد أنّ بلاد السودان محروسة ومحمية بأشاوس توضأوا ووضعوا أيدهم على المصاحف، إنهم جاهزون براً وبحراً وجواً للذود عن أرض النيلين حتى وإن قاد الأمر إلى التضحية بحياتهم، هكذا هتفوا مُردِّدين خلف المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، العميد ركن حقوقي الوليد البيتي.

يا بلدي يا حبوب

تفاعل الجمهور بشكلٍ كبيرٍ مع الفقرات التي قدّمها المتخرجون، بدءاً بالرقصات التراثية الشعبية التي عبرت عن كل ولايات السودان، فكان الشمال حاضراً بفنونه الشعبية، وكان الشرق فاعلاً بسيوفه، وكذاك الوسط والغرب وكردفان.

كل الحُضُور وجد نفسه مُشاركاً بشكلٍ أو بآخر في فقرات التخرج من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.

وبلغت نشوة الحُضُور ذروتها مع إيقاعات رقصات (المردوم والِكرنق، وأم رُدس، والدلوكة، والهرِمه والسنجك، والوازا) والتي تبرز مَضمون ودلالات تنوُّع وثقافات وقبائل مُكوِّنات قوات الدعم السريع .

البرهان: القوة تستحق ألف تحية

في كلمته، أكّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن قوات الدعم السريع وُلدت من رحم الشعب السوداني، وحيا الشعب السوداني مُوجِّه الثورات وصانع البطولات، لافتاً إلى أن هذه القوات الباسلة تستحق ألف تحية لإخلاصها ووفائها، ودعماً للصف الوطني وللقوات المسلحة وجهودها الكبيره التي ظلت تبذلها من أجل الحفاظ على الوطن والمواطن .

وهنأ البرهان، الشعب السوداني بهذه الكوكبة من الفرسان، وقال: “نحسب أنّها ستكون سنداً وعضداً للبناء وحراسة السودان، وستكون سنداً قوياً للمحافظة على الفترة الانتقالية”، التي نسعى جميعاً للمحافظة على السودان ومن خلالها لنعبر بها إلى بر الأمان لبناء سودان المستقبل والحرية والسلام والعدالة والديمقراطية التي نتوق إليها جميعاً، وجدّد البرهان تأكيداتهم بسعيهم لتطوير القوات المسلحة والدعم السريع وإعادة صياغتها وفق مُتطلبات المرحلة الحالية لمُجابهة التحديات والمهددات التي تواجه البلاد.

دقلو يباهي بالدعم السريع

ومن جانبه، قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع الفريف أول محمد حمدان دقلو، إنّ المتخرجين قد نالوا تدريباً عسكرياً مُتقدِّماً في العلوم العسكرية والقانونية بواسطة خبراء في تلك المجالات، وأشار إلى أنّ تلك القوات تقف شامخةً كالنيل والبحر الأحمر وجبال التاكا وجبل مرة ونخيل بلادي اعتزازاً بهذا الوطن، وعدّد دقلو إنجازات قوات الدعم السريع وإسهاماتها في تأمين الحدود وقفل الباب أمام المُهرِّبين، مؤكداً أنها وقفت في وجه دعاة الفتنة بين القبائل في مُختلف ولايات السودان ولعبت دوراً كبيراً في جمع السلاح ومكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والعابرة، داعياً الدول المتأثرة من الهجرة غير الشرعية الى عمل مشروعات تنموية بالدول الفقيرة تساعد على استقرار الشباب، وأشاد دقلو بسير مفاوضات السلام السودانية الجارية بدولة جنوب السودان، وقال إن السلام أصبح قاب قوسين وخاصة أن المفاوضات بجوبا تسير بخطوات متسارعة نحو تحقيق السلام الشامل، داعياً مختلف القوى السياسية للتوقيع على ميثاق شرف لحماية الفترة الانتقالية، وعدد دقلو إنجازات الدعم السريع ومُساهماتها المتواصلة تجاه الوطن وخاصة الحد من الهجرة شرعية والإتجار بالبشر، مشيراً إلى ان قواته ظلت تعمل للمحافظة على السلام وتحقيق الاستقرار بدارفور ومناطق مختلفة بالسودان، ودعا الى توقيع ميثاق شرف لحماية الديمقراطية، شاكراً الدول الصديقة في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة جنوب السودان ومصر وتشاد والأصدقاء كافة لدعمهم المتواصل للسودان .

حضور إعلامي كثيف

ورغم تدافع الجماهير، إلا أن دقة الترتيب سهّلت وصول القادمين إلى أماكنهم في سهولة ويسر ومن بعد مغادرتهم مكان الاحتفال، فيما كان لافتاً كثافة الحضور الإعلامي من صحف وقنوات فضائية ووكالات أنباء وإذاعات، حيث تراصت العشرات من كاميرات التلفزة أمام المنصة الرئيسية، ونقلت على الهواء مُباشرةً كرنفال التخريج، على نحو عكس اهتمام القائمين بأمر التخريج .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى