إذاعة الفاشر.. التغريد خارج السرب

 

تقرير: مالك دهب

ظلت إذاعة الفاشر منذ زمن تعاني جملة من الإشكالات، ما إن تخرج من مشكلة إلا واعترضت طريقها مشكلة أخرى، رغم التغيير الذي شهدته البلاد، إلا أنها ما زالت تعمل بالعقلية القديمة مع ضعف البرامج المطروحة، كما أن بثها يعمل في حدود مدينة الفاشر فقط .

ويرى عدد من المتابعين لبث وبرامج إذاعة الفاشر أنه يجب أن يكون للإذاعة دور كبير تلعبه في نشر الإبداع وتوعية المجتمع المحلي وربط بثها محليات الولاية المختلفة، ولكن للأسف فإنها ظلت مغلقة على الدواوين الحكومية فقط.

يقول المواطن محمد علي، أحد المتابعين لإذاعة الفاشر لـ(الصيحة): لم تستطع الإذاعة مجاراة الإذاعات المجاورة لها، ووصف الحال بأنه صعب وانحصرت ساعات بثها في ساعات قليلة خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وتكاد تنعدم فيها خارطة برامجية واضحة غير بعض البرامج التي تقدم بين الفينة والأخرى باجتهادات بعض الزملاء، ولكن تم إيقاف عدد من البرامج التفاعلية، ولا ندري السبب.

وترى المستمعة ليلى سليمان، أنه وفي الوقت الذي تعد فيه الرسالة الإعلامية الهادفة التي تعالج الكثير من المشكلات العالقة خاصة في دارفور التي تعيش ظروفاً خاصة تصدرت فيها الإذاعات الأخرى قائمة الاستماع لدى المواطنين، فيما تقاعس دور الرسالة الإعلامية في هيئة الإذاعة والتلفزيون بولاية شمال دارفور، بسبب العديد من المشكلات.

ويرى مراسل صحفي بشمال دارفور، أن الإذاعة بالفاشر لم تتطور، وأن هنالك عدداً مقدراً من الزملاء داخل الهيئة وخارجها لديهم خبرات في العمل الإعلامي وكيفية تطويره وتقديمه، ولكن للأسف لا يستطيعون الاستمرار، وهنالك عدد من الكوادر اصطدموا بالواقع المرير داخل هذه البقعة منهم الأستاذ أحمد طه الزاكي المعاشي الذي ظل لعدد من السنوات يقدم برنامجاً هادفاً اسمه “كبسولة صحية”، ولكن تم إيقافه، وأراد مرة أخرى أن يجود بعطائه لمصلحة المواطن والمستمع وتقدم بمشروع برنامج جديد لمدير الإذاعة ولكن قوبل برفض برنامجه بحجة أنه معاشي، فلا أدري هل الشخص الذي نزل للمعاش ولديه ذخيرة علمية وعطاء من أجل النهوض بالمجتمع، لا يمكنه ذلك، فأين التغيير الذي ننشده، وهل حتى بعد التغيير نظل نستمع للقوالب القديمة.

برنامج “سبت أخضر” ذلك البرنامج الذي تعده وتقدمه الصحفية عايدة عبد القادر وكان يتفاعل المستمع مع هذا البرنامج، لأنه يناقش المواضيع الحياتية والآنية، وحديث الشارع والرأي العام ويستضيف البرنامج جميع المكونات الاجتماعية والسياسية ويناقش القضايا من أجل الوصول للحلول فأصبح برنامج “سبت أخضر” والذي يقف مع المتضررين تم إيقافه رسمياً، وهكذا أصبحت إذاعة الفاشر تدار عبر الأمزجة الخاصة، وأصبح عدد المستمعين قلة، لأنها غير جاذبة وغير هادفة.

وقال مدير الإذاعة والتلفزيون بشمال دارفور أحمد عشر، لـ(الصيحة)، إنه وبعد استلام إدارة الهيئة تمكنوا من خلالها إصلاح المحطة والبث وصل إلى عدد من المحليات عبر الموجة المتوسطة.

وقال إن البرامج التفاعلية ليست على المستوى المطلوب، ولكنها موجودة في الفترة الصباحية فقط.

وأضاف عشر أنهم بصدد تنفيذ عدد من الخطط البرامجية، لا سيما المحليات، وأكد أنه في الفترة الماضية، كانت هناك سياسات تتحكم في عمل الإذاعة وتسيطر عليها، ونفى أن يكون من قام بتتريس أي برنامج أو رفض أي برنامج يستفيد منه الجمهور والمجتمع.

وأكد العمل على تطوير العمل الإذاعي بالهيئة وتنميته وانفتاحه على المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى