التراضي الوطني.. مآلات ما بعد الانتقالية!

 

عوضية سليمان

أَكّدَ رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أهمية الوصول إلى تراضٍ وتوافُقٍ وطني يشمل كل السودانيين، ويُحقِّق السلام والاستقرار.. وهَنّأ البرهان، قادة دولة جنوب السودان على تحقيق التوافُق الوطني والوصول للسلام عبر الإرادة الوطنية الصادقة والتنازُلات التي قدّمتها الأطراف الجنوبية حُكومةً ومُعارضةً من أجل السلام، وتجد مُطالبة البرهان حول التراضي الوطني اهتماماً كبيراً، خاصّةً وأنّ دعوات مثيلة سابقة قد أطلقها الإمام الصادق المهدي عبر مشروعه التراضي الوطني.. فما هو المقصود بهذه الدعوة في هذا الوقت تحديداً وما هي مآلاتها؟!

ننادي بالتراضي

نائب رئيس حزب الأمة فضل الله برمة قال لـ(الصيحة)، إنّ التراضي الوطني لا بُدّ منه وإنهم في ظل توقيع السلام، وإن الكلمة كانت لها مناسبة مُهمّة وهي التراضي، وأردف بأن المقصودين هم حَمَلَة السلاح في دارفور، وحَمَلَة السلاح في جبال النوبة، وحَمَلَة السلاح في النيل الأزرق.. وتساءل هل حملوه عنوةً أم لأسباب معروفة دعتهم لحمل السلاح..؟ واستدرك برمة بقوله: “مِن المعروف مافي شخص بحمل السلاح في الفاضي”، وأضاف: “أثناء حملهم للسلاح حصلت أشياء كثيرة جداً، موت وخراب وحريق ونزوح”.. وقال: بعد الثورة وبعد الترضيات التي جاءت مع السلام، لا بُدّ من أن نتراضى باعتبار أنه عملٌ مُهمٌ جداً، ونحن الآن ننادي كل أجيال السودان بالتراضي والتعافي، وأيضاً نُنادي الإدارات الأهلية الذين لهم وفيات، والأرواح التي زُهقت، والبيوت التي حُرقت بأن لا تكون عائقا في طريق السلام ويجب أن نتراضى.

تحقيق السلام

وقال ناصر، إنّ “التراضي الوطني” عبارة قالها رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي عندما نادى بالتراضي الوطني وكانت النتيجة واضحة، وبهذه الكلمة نحن الآن موجودون في جوبا والكلمة هي التي أهّلتنا بأن نكون في جوبا بمنبر التفاوُض.. وأردف: إذا لم نتراضَ لا نستطيع أن نعيش مع بعض، وأضاف: “الآن المقولة قالها رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان في جوبا وفي نفس الموقع والقضية، معاً لتحقيق السلام، والسلام هو مُشكلتنا الأولى، ونحن كنا مُختلفين، لذلك لا بُدّ من التراضي الوطني مع بعضنا وخلاف ذلك لا نستطيع أن نبني وطناً”.. وقال: “الشيء الذي كان حاصلاً كبير جداً، ولكن الناس تتعافى مع بعض من أجل المصلحة وتتجاوز هذه المشكلة ليتحقّق السلام الشامل بصورة عادلة.. وبعد تحقيق السلام ولعدم فقد النسيج الاجتماعي أهم شئ أن نتراضى لأن الناس مع بعضها”.

دعوة سابقة

ويقول مُراقبون، إنّ رئيس حزب الأمة القومي دعا في وقتٍ سابقٍ إلى تراضٍ وطني مع حزب المؤتمر الوطني إبان الفترة الانتقالية وتَنَصّلَ عنه الوطني، الأمر الذي أدّى إلى نعي المهدي لهذا الاتفاق، حيث أقنع دعاة الإصلاح داخل الحزب الحاكم بعدم جدوى الاستمرار في الحكم والتجاوب مع مشروع التراضي الوطني من أجل نظامٍ جديدٍ, ودافع المهدي بشدة عن الاتفاق الذي أبرمه حزبه مع المؤتمر الوطني، واعتبر أن أتفاق «التراضي الوطني.. ذبح بقرة نيفاشا المُقدّسة» في إشارةٍ إلى اتفاق السلام بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والذي أنهى حرباً دامية في جنوب السودان عام 2005.، وقال إنّ اتفاق السلام في جنوب البلاد كان «مُؤامرة» على حزبه لتغييبه وعزله.

إجماع المُعارضة

ويرى المحلل السياسي الرشيد أبو شامة خلال حديثه لـ(الصيحة) أن التراضي الوطني يُقصد به مُشاركة الحزب البائد، مُبيِّناً أنه لا بُدّ من استجماع كل القِوى المُعارضة وخاصّةً الإسلامية بغرض التراضي، وقال: إذا حصل تراضٍ لا يُوجد مانع لذلك، داعياً لمُحاسبة كل من أجرم وأفسد في حق الشعب، مُشيراً إلى أخذ جزائهم، وأضَافَ أبو شامة في حديثه: لا مانع لتراضٍ وطني، لكن لا بُدّ أن يتم ذلك بعد المُحاسبة وأخذ الجزاء، وأشار إلى أنّ هُنالك إسلاميين لم يحسب لهم فساد، داعياً إلى استيعابهم للساحة السياسية مرة أخرى، وأضاف أن   من أقرّ بفساده وتاب عليه إرجاع ممتلكاته وماله من الخارج، كما أنه يجب أن تتم مُشاركتهم مرةً أخرى.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى