الطيران الإسرائيلي.. تفاصيل عبور الخرطوم!!

 

تقرير: صلاح مختار

حظي عبور الطائرة الإسرائيلية التجارية الخاصة برجال أعمال إسرائيليين، باهتمام كبير، حيث أقلعت الأسبوع الماضي الطائرة من تل أبيب إلى مطار كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، ثم عادت إلى مطار بن غوريون في تل أبيب بعدما حلّقت وعبرت المجال الجوي للسودان. ورغم أن رحلة المغادرة لم تمر عبر الأجواء السودانية، إلا أن الطائرة خلال عودتها من كنشاسا لتل أبيب عبرت الأجواء السودانية، وهي تعد الرحلة الأولى للطيران الإسرائيلي عبر الأجواء السودانية, وقلصت تلك الرحلة المسافة لساعات قليلة لعبور الأجواء السودانية إلى إسرائيل مرورًا بجمهورية مصر. وسلكت الرحلة طبقاً لمصدر ــ فضل حجب اسمه لـ(الصيحة) الأجواء السودانية من الناحية الغربية مروراً بالولاية الشمالية وعبر جمهورية مصر إلى إسرائيل، وأكد أن الخط يعتبر أقصر الخطوط، وقال إن خط الطيران ليس فقط للطائرات الإقليمية وإنما لعابرة القارات مثل التي تأتي من أمريكا الجنوبية.

العبور علناً

وبدا رئيس الوزراء الإسرئيلي مبتهجاً، وهو يكشف في لقاء مع عدد من قيادات اليهود الأمريكيين عن عبور الطائرات التجارية الإسرائيلية الأجواء السودانية، حيث قال: بدأنا نطير في أجواء السودان، مشيرا إلى أن الممر الجوي الجديد نتيجة الاجتماع الذي عقده مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أخيرا في عنتبي عاصمة جمهورية أوغندا .

وأشار إلى أن الخط الجوي قلّص الرحلة من إسرائيل إلى أمريكا الجنوبية بنحو ثلاث ساعات. وقال (الآن نحن نبحث التطبيع السريع بعد أول طائرة إسرائيلية مرت أمس في أجواء السودان)..

بيانات الطائرة

الطائرة الإسرائيلية المدنية الخاصة التي عبرت الأجواء السودانية الأسبوع الماضي، تقول صحيفة إسرائيلية إنها لا تملك ترخيصاً إسرائيلياً، ولكن مقر قاعدتها الرسمية في مطار بن غوريون. ووفقاً لبياناتها، فقد أقلعت الطائرة من إسرائيل إلى الكونغو مساء الإثنين الماضي عبر مسار جوي مر فوق قناة السويس وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، في رحلة استغرقت قرابة 7 ساعات. وفي طريق عودتها، أظهرت البيانات أن الطائرة الإسرائيلية عبرت بالفعل المجال الجوي السوداني، على طريق يمر عبر الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومصر، في رحلة استغرقت نحو 5 ساعات ونصف، بما يعني أن عبور الطائرة للمجال الجوي السوداني قلص مدة سفرها بنحو ساعة ونصف.

أسرع تطبيع

وكانت الخرطوم طبقاً لموقع (فرانس بريس)، قالت إنها أعطت الطائرات الإسرائيلية موافقة مبدئية على الطيران في الأجواء السودانية، وذلك عقب يومين من اجتماع البرهان مع نتانياهو في أوغندا. بيد أن بعض خبراء في مجال الطيران المدني وصفوا في حديث لـ(الصيحة) عبور الطائرات الإسرائيلية الأجواء السودانية يعتبر أسرع تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والخرطوم، وأكدوا أن الخط الجوي قلص الرحلة من إسرائيل إلى أمريكا الجنوبية والدول التي تقع في الغرب الأفريقي، وأكدوا أن المجال الجوي السوداني يوفر للخزينة الإسرائيلية مبالغ كبيرة، ورأوا  أن عبور الطائرة الإسرائيلية تطور طبيعي للنقاش علناً الذي بدأ بين الجانبين في لقاء عنتبي.

شأن سيادي

وامتنع الناطق باسم سلطة الطيران المدني عبد الحافظ عبد الرحيم لـ(الصيحة) عن الإجابة على تصريحات بشأن عبور طيران إسرائيلي للأجواء السودانية، واعتبر الأمر سيادياً بيد أنه أشار إلى ثلاثة جوانب قانونية يجب أن تتوفر لعبور الطائرات نص عليها القانون الدولي، والجانب الفني والاقتصادي، وقال: القانون الدولي منح كل دولة حقها السيادي في كافة مجالها الجوي، وبالتالي وفقاً لذلك لا يجوز لأي خطوط طيران دولية عبور الأجواء أو الإنزال أو الهبوط أو العبور إلا بإذن أو ترخيص، وبناء عليه فإن الدولة تقوم بتجهيز مطاراتها أو أجوائها وتأمينها بواسطة الأجهزة المتطورة والمراقبة الجوية لكل الأجواء.

رسوم عابرة

وعملية المراقبة الجوية طبقاً لعبد الرحيم، تحتاج إلى رادارات وتدريب للمراقبين بجانب إيجاد منظومة هندسية متطورة على الأرض تساعد الطيران في مساراته، وأكد أن في الجانب الاقتصادي هنالك رسوم دولية تؤخذ من الطائرات العابرة لأجواء أي دولة، رغم أنه أكد عدم علمه بمبلغ رسوم الطائرات العابرة، إلا أنه جزم بوجود معايير محددة لقياس المسافة المقطوعة وتقديرات المبلغ بالميل الجوي المحدد لكل دولة، وحسب الكيلو جرام، ولكن طبقاً لمصادر في شركة بيريكس للخدمات الجوية الفرنسية أكدت أن أمريكا تفرض قيمة (130) إلى (235) دولاراً على كل طائرة عابرة.

إجراءات محددة

ولأن عبور أي دولة يتم وفق إجراءات محددة، كان لابد من تطوير لأجهزة الملاحة الجوية لكل دولة والتدريب. وأكد الناطق الرسمي لسلطة الطيران بأن السودان ملتزم بالتجهيزات الأرضية، حيث قام بإعادة تخطيط المجال الجوي السوداني، حيث اكتمل المشروع في عام (2018), بتركيب (6) رادارات متطورة إلى جانب تأهيل مركز الملاحة الجوية الذي يعتبر أكبر مركز بعد دولة جنوب أفريقيا من حيث الأجهزة، وقال: تم اختياره في زيادة المسارات الجوية في أثناء إغلاق المجال الجوي اليمني والإشراف على عبور الطائرات, وكشف أن المركز قام بتقديم خدماته لطائرة تركية عابرة حدثت لها إشكالية حيث تمت قيادتها إلى الوصول إلى مطار الخرطوم بجانب طائرة سعودية.

تصميم المسارات

هنالك تصميم محدد للمسارات الجوية لا يمكن لأي طائرة عابرة أن تتخطاه، يتم من خلاله رسم النقاط التي تعتمد على الأجهزة الأرضية التي تقوم بتزويد الطائرات بالمسارات، وأقرب الطرق لعبور الطائرات، وطبقاً لمصدر سابق، فإن الطائرة الإسرائيلية سلكت أقصر الطرق للوصول إلى تل أبيب، حيث تتم مخاطبة الطائرات بالصوت أو إلكترونياً.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى