السودان وإسرائيل

**  التحوّل الأخير في علاقتنا بإسرائيل مفاجئ لنا وللعالم، لأننا لم نكن كغيرنا من العرب نمسك العصا من النصف، وكنا البلد الوحيد الذي ظلّ يطبع على جوازات سفر مواطنيه بعدم صلاحيته للسفر لإسرائيل، وكان هذا من قرارات طيبة الذكر جامعة الدول العربية، ولم يتواصل العمل بهذا القرار إلا عندنا فقط، والأمثلة كثيرة بأننا (ناخد كل حاجة جد)، فيا ياخدها الآخرون كده وكده كما كانت تقول المرحومة عائشة الفلاتية. 

** رفعنا راية العداء لإسرائيل مساندة للشقيقة مصر حتى قبل عهد جمال عبد الناصر لشعار الوحدة مع مصر كان الغالب، وهذا ما جعل الإنجليز يحاولون التقرب للشعار الآخر وهو الاستقلال التام، ولهذا أشيع عن ثمة علاقة بين أئمة انصار المهدي وإسرائيل، ومع عبد الناصر ناصرناه ورفعنا اللاءات الثلاثة في وجه إسرائيل مع مؤتمر الخرطوم 1967م، وظللنا الأكثر تمسكاً بها ــ أي اللاءات ــ فيما تخلى عنها العرب الذين يشتموننا الآن لأننا قابلنا نتنياهو، ولم نكن الأوائل ولن نكون الآخيرين.

** كانت مواقف قادتنا بعد الاستقلال مع الخط المعادي لإسرائيل المساند للحق العربي الفلسطيني، ويسجل التاريخ لزعيمنا الخالد الأزهري الكثير، ولرئيسنا الراحل جعفر نميري الأكثر، ومنه دخوله نار أيلول الأسود في الأردن لإنقاذ الزعيم الخالد ياسر عرفات.

** إسرائيل كانت تركز علينا دون سوانا، وفي الأيام الماضية كان إعلامها يصف السودان بالبلد الإسلامي الأفريقي العربي الثالث الكبير، وليتنا نعلم من الأول والثاني ومن الرابع ومن يلوننا في الترتيب.

** في العام 1993م، وكنا ضمن وفد إعلامي كبير في العاصمة النيجيرية الجديدة أبوجا بإحدى القمم الأفريقية ودعانا الرئيس السابق لجناحه للونسة، وقرأ خطاباً مكتوباً باليد من وزير إعلام سابق في مايو ينصحه بالمسارعة لعمل علاقة من أي نوع مع إسرائيل قبل الآخرين إن أراد استقراراً وراحة لبلده، وسخر البشير من الدعوة، وعلق بأن يشوفوا زول غيرنا، ووجّه بحفظ الخطاب في دار الوثائق، وبعد 27 سنة ظهر زول غيرو، وعملها اسمه عبد الفتاح حفيد السيد البرهان لأبيه وحفيد مولانا الشيخ الحفيان لأمه.

* نقطة نقطة*

** بدأت معاينات في العاصمة لاختيار 250 سائقاً للعمل في موسمي العمرة والحج بإقبال كبير، ولأن الأراضي المقدسة ليست كغيرها، فالعمل بمناطق الحرمين الشريفين فقط، ولا تحوّل من هناك إلى مصراتة أو الزاوية أو الكفرة (النيرانا زي جهنم) كما كتب الشاعر محمود أبوبكر وغنى وأبدع العميد أحمد المصطفى.  

**يسمح السودان أو لا يسمح بمرور الطيران الإسرائيلي الذي يمر ويمرح وأحيانا يضرب مواقعنا ويقتل مواطنينا فهل أخذ الإذن? عليكم الله خلونا في همنا.

** تحتفل اليوم أم المدارس عطبرة الثانوية الحكومية القديمة برحلة إلى منطقة التميراب للوقوف على جزء من تاريخ نهر النيل في بلد العالم البروفيسور عبد الله الطيب، والرحلة مخصصة لطلاب الشهادة السودانية الذين تم إعدادهم للتفوق وتكفل بالرحلة ورعاها ابن المنطقة والمدرسة الدكتور عبد الماجد عبد القادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى