إلى نقابة واتحاد وتجمُّع المعلمين!!!!

** عملتُ معلماً في مثل هذه الأيام، في مثل هذا الشهر من العام ١٩٦٩م، ولهذا أعطي نفسي الحق وأتشرف بأن أخصص مادة هذا الأسبوع للمعلم مخاطباً الهيئة التي تقوده إن كانت نقابة كما على أيامنا أم اتحاداً مهنياً كما كان مؤخراً أو حتى تجمعاً كما في هذه الأيام .

** أبدأ بموضوع حيوي بل كان حلماً يراودنا حتى بلغ تمامه وأقصد مشروعات المعلم كما فعل معلمو الدامر وعطبرة ومعلمو المديرية الشمالية وبادروا، فقد كان كذلك معلمو كل السودان عن طريق نقابتهم واتحادهم القومي، وتحية للآباء المؤسسين، وفي الذاكرة الأساتذة محمد الأمين الغبشاوي، حاج التوم سيد أحمد عرديب، محمد سعيد معروف، مصطفى محمد صالح، حسن علي عبيدي، أحمد مجد الدين طنطاوي، عمر بن إدريس، وأبو القاسم بدري، رحمهم الله، ومؤكد أن القائمة أوسع من ذاكرتي.

** ما دفعني للكتابة المشروع الكبير مدينة المعلم الطبية، هذا الصرح الكبير الذي يضاهي أرفع المستشفيات التي نعرفها بالداخل والخارج وسعدت وأنا أشهد افتتاحه على يد الرئيس السابق، وسبب سعادتي لأنه يحمل الاسم الخالد المعلم، ولأنني كنت أحد الذين رموا بسهم صغير جداً من خلال عملي في نقابة معلمي المدارس الثانوية العامة ودار المعلمين بعطبرة، ولأنني أسكن على مقربة من هذا الصرح العظيم مدينة المعلم الطبية، ولكن كل هذا لم يشفع لي ولأسرتي للاستفادة إلا بالمقابل المالي الكامل دون نقصان أو تخفيض.

** للإخوة في اتحاد المعلمين نظرتهم وذهبت إليهم في دارهم قبل شهور، والتقيت بنقيب المعلمين وكان رجلاً مهذباً أحسن الاستماع إليّ وإلى ما أحمله من مستندات تثبت انتمائي للمهنة، بل والعمل في نقاباتها في السبعينات، وحولني إلى آخر يبدو أنه مُمسك بملف المدينة الطبية ولكنه لم يكن كما النقيب، واكتفى بالقول إن الخدمة الطبية للمعلم العامل، والمتقاعد أي أن أمثالنا من المعلمين السابقين لا حظ لهم حتى لو كان من مؤسسي مشروعات المعلم.

** قلت للأخ أنا معك بأن المعلم الذي لا زال في الخدمة هو المستحق الأول يليه المتقاعد في الخدمة المعاشية، ورجوته أن ينظر لفئة ثالثة، وهم المعلمون الذين هجروا المهنة وهاجروا من البلد، ولدي إحصائية بأن أكثر من نصف المغتربين في السعودية معلمون سابقون بل إن النسبة الأكبر للمغتربين هي نسبة المعلمين ومعظمهم امتهن مهناً أخرى وبرع فيها.

** أقترخ للإخوة القائمين على أمر المعلمين فتح الباب لفئة ثالثة من معلمي زمان للاستفادة من خدمات مدينة المعلم الطبية، كما يستفيد منها حالياً من لا علاقة لهم بالمهنة، وهو اقتراح يستحق المناقشة، وكتبت هذا قبل شهور، ولكن لم يجد أذناً صاغية حتى بالاعتذار، فهل يجدها اليوم.؟

** المعلم من فئات المجتمع التي تستحق نظرة خاصة كما نسمع من المسؤولين في المناسبات، ولكن لا أثر لهذا في الواقع.

** المعلمون كانوا من أكثر فئات المجتمع المتأثرة بتأخير صرف المرتبات دون بقية الفئات الأخرى، ومرة ناقشنا هذا الأمر في عطبرة، وقررنا كنقابة التصعيد، وبدأنا بطلب اجتماع مع ضابط المجلس البلدي، وكان صاحب سلطة مطلقة، وسألناه السؤال الصعب، لماذا تتأخر مرتباتنا دون بقية العاملين، فأجاب بكل هدوء لأنكم (كتار وأغلبية لو صرّفتكم لثارت كل الفئات الأخرى، ولكن لو حرمتكم لهدأت كل الفئات الأخرى وثرتم وحدكم).

** نقطة نقطة **

** هل سمعتم أو رأيتم (كديسة القصر الجمهوري)، أما أنا فقد رأيتها وهي تسرح وتمرح خلف اللقاء الصحفي الذي أجرته محموعة من زملائنا مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الهرة الرئاسية ظهرت خلال اللقاء ثلاث مرات، ومن المؤكد أنها ليست وحدها او كما نقول (جابة الدرب)، الأمر عادي، ولكن لا أظنه يحدث في أرقى القصور الرئاسية وتخيلت لو ظهرت الكديسة الرئاسية ومرت أمام ضيف كبير، فهل تراه أو أحد مضيفيه يسمعها النداء الخالد ( بس !!؟ بكسر الباء).

** استنجد بي بعض أقاربي للتوسط لهم لوالدهم الذي رفض لهم الخروج في المسيرات الأخيرة، فأجبتهم بأنه قلب الوالد وأضفت أن الجو العام مختلف والشارع محتقن، وربما حملة السلاح مختلفون، وما الهدف المسجل الذي لا يقبل التأجيل الذي سيتحقق من خروجهم وما الضرر الذي سيصيب الثورة لغيابهم فتلفتوا، ولم يتركونني أكمل، أظنهم رأوا أن تكون المحاولة مع الوالد أفضل من الوسيط.

** أضحك وأنا أرى يتحقق ما ذكرته الأسبوع الماضي عن إعداد فرقنا الضعيف للموسم وللمنافسة الأفريقية والفرق الأربعة فشلت في تنفيذ ما قررته بإقامة معسكرات في الخارج أو أداء مباريات تجريبية، ومبروك مقدماً للفرق الأفريقية المحظوظة التي ستلاقي فرقنا الأربعة الهلال والمريخ وأهلي شندي والخرطوم الوطني.

** بعد غيبة سأدخل مساء اليوم لأستوديو التلفزيون لتسجيل سهرة للعيد، وشكراً للإخوة الذين تذكروني، ولم ينسوني، كما نَسِينا آخرون خاصة في قناة النيلين الرياضية التي أسستها وسميتها وأطلقتها أرضية ثم فضائية، ثم تمت عملية الاعتداء والسرقة في وضح النهار وتحت الأضواء الكاشفة، وشكراً للقضاء السوداني العادل المميز الذي أنصفني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى