تجديد الدعوة

 

*أخيراً.. نجحت إسرائيل في اختراق السودان “عبر النافذة” من خلال لقاء رئيس المجلس السيادي الفريق البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتبي اليوغندية.

*منذ سنوات بعيدة وإسرائيل تحاول إيجاد لها قدَمٍ في السودان، ومارست العديد من الأساليب لهذه الغاية، وكادت أن تصل في عهد الحكومة السابقة.

*منذ لقاء البرهان ونتنياهو، ولا حديث في “الميديا”، إلا عن التطبيع وفائدة السودان إن فعل هذه الخطوة، ورفض البعض وقَبِل آخرون، ولكن المدهش حقاً كان في ردة فعل الحكومة الانتقالية التي أكد ناطقها الرسمي فيصل محمد صالح أنه لا علم لهم بهذا اللقاء، وكذلك وزيرة الخارجية والشركاء في “قحت” جميعهم أكدوا أنه لا علم لهم بهذا اللقاء.

*المفاجأة كانت أن البرهان، أكد أن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك على علم باللقاء قبل يومين منه، وهذا يشير إلى أن هناك اتفاقاً بين رئيس الوزراء ورئيس السيادي على خطوة قادمة ستُحدِث تغييراً كبيراً في خارطة السياسة السودانية.

*بعض قادة “قحت” أكدوا رفضهم التطبيع مع إسرائيل، وآخرون مع هذا التطبيع، والعديد من الأحزاب السياسية أكدت رفضها للتطبيع والقليل منهم مع هذا التطبيع، ولكن السؤال، هل فكّر قادة الأحزاب الرافضة للتطبيع سبب هذا الرفض وعلى أي أساس بنوا رفضهم هذا؟ مؤكداً أن أغلب هذه الأحزاب سيكون مبررها هو القضية الفلسطينية، واحتلال القدس العربي من الإسرائيليين.

*في استطلاع مع عينة عشوائية أجراه الزميل النشط نيازي مع عدد من المواطنين حول رأيهم حول التطبيع مع إسرائيل كان الغالبية منهم مؤيد للتطبيع، وربما هذا التأييد جاء بعد الحالة الاقتصادية المتردية التى يمر بها السودان من ارتفاع أسعار السلع وتفشي البطالة وسط الشباب.

*فلسطين المحتلة لديها تعامل مع إسرائيل، فهل وضعت هذه الأحزاب الدول العربية والأفريقية تحت المجهر لترى بوضوح كم دولة عربية لها علاقات على مستوى السفراء في عواصمهم؟ وهل فكرت الأحزاب في علاقات السودان مع الدول التي تحتل أراضي “سودانية” وليست فلسطينية؟ وتطلق عليها لقب الأشقاء، هل فكّر الرافضون للتطبيع عن سبب منطقي واحد يجعلهم يرفضون التعامُل مع دولة محتلة دولة عربية ويتعاملون مع دول تحتل أرضهم؟

*إنها حالة نفسية موجودة لدى السودانيين فقط، وليس كل العرب بأن يرفضوا العلاقات التجارية والاقتصادية مع إسرائيل، لكن معظم الدول العربية إن لم يكن جميعها الآن لديها علاقات مع إسرائيل ويتعاملون معها ويسافرون إلى مدنها عدا السودان.

*أجمل تعليق أعجبني كتبه أحد المواطنين على صفحته في الفيسبوك، حيث قال “لماذا لا نطبع علاقتنا مع إسرائيل، ونسمح لهم بزيارتنا ونزورهم وفي نفس الوقت، نفتح المجال للدعاء حتى ينشروا الإسلام وسطهم بصورة جميلة حتى يعرفوا أن الإسلام دين السماحة والأخلاق والقيم النبيلة، وليس هو دين الإرهاب والقتل كما يتصوّره البعض عندهم”.

*لماذا لا يُفكر الإسلاميون “الحقيقيون” في نشر الإسلام بصورته الصحيحة وسط اليهود بصورة عامة؟ لماذا تقف الدعوة للإسلام ونحن في عصر التكنولوجيا، ونحصر تفكيرنا فقط في نصرة القدس بالشعارات والخطب وعبارات الاستنكار والتنديد؟

*إن كانت إسرائيل تريد اختراقنا اقتصادياً فعلينا أن نفكر في اختراقها ثقافياً ودينياً بنشر الإسلام بصورته الصحيحة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى