القيادي بحركة (الإصلاح الآن) د. حسن رزق لـ (الصيحة)

 

لم نذهب لحمدوك لنُؤيِّد حكومتَه

حمدوك  لم يستجِب  لطلب لقائنا في المرة الأولى

ربما توسطت جهات أخرى للترتيب للقاء

حوار: نجدة بشارة

أثار اللقاء الذي جمع بين رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، مع رئيس الجبهة الوطنية رئيس حركة (الإصلاح الآن)  د. غازي صلاح الدين العتباني، ردود أفعال مُتباينة في (السوشال ميديا)، ووسائل التواصل الاجتماعي، وسارَعت  قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين الكيان الشرعي للثورة بإعلان رفضهم أي تقارب أو تسوية سياسية في هذا التوقيت مع منظومة الإسلام السياسي، باعتبارها تتبع للنظام البائد، وأكدوا أن اللقاء شكّل صدمة بالنسبة لهم.

فيما أكد العتباني أن اللقاء تمّ بناءً على رغبة مُشترَكة من الطرفين فرضتها مُعطيات الراهن، وبيّن أن اللقاء تناوَل تشخيصاً لتحدّيات المرحلة، فيما تكهّنت جهات بأن اللقاء بداية لمشروع تقارُب وطني شامل.

(الصيحة) طرحت عدة تساؤلات على  القيادي بالحركة د. حسن رزق في حوار قصير..

*لقاء د. حمدوك مع د. غازي هل جاء بترتيب من الحزب أم دعوة من الحكومة؟

بطلبٍ من الحزب.. طلبنا لقاء رئيس مجلس الوزراء، ولكن  بدافع أن الوطن للجميع، ولكن للأسف الحكومة ظلّت ترفض لقاء المعارضة، ولم نجد الاستجابة لطلبنا في المرة الأولى.. فكررنا الطلب للمرة الثانية، لكن عبر الجبهة الوطنية فوافق حمدوك على اللقاء.

*ما هي مخرجات هذا اللقاء؟

تناول اللقاء موضوعات تخص الوطن، وتحديات وترتيبات الفترة الانتقالية، حيث امن

اللقاء على استمرار اللقاءات والاتصالات بين  قيادات الحكومة والمعارضة للوصول إلى تفاهمات.

*إلى ماذا تعزو قبول حمدوك طلب لقائكم بعد رفضه في السابق؟

ربما توسطت جهات أخرى للترتيب للقاء، وربما لظروف الحكومة والأوضاع التي كانت تمر بها الدولة، وهم الآن في فترة ضاغطة، فاختصروا مسألة اللقاءات السياسية، لكن  عندما بدأت الحكومة مواجهة المشاكل والحقائق استشعروا أهمية لقاء المعارضة.

*هل تعتقد أن هذه الخطوة مؤشر ﻻقتراب التيار الإسلامي من الحكومة؟

منذ سقوط النظام السابق، ونحن نتحدث عن ترحيبنا بأي تقارب وتفاهم مع المنظومة الحاكمة، وهذا بالتأكيد يمثل جزءاً من ديننا الحنيف، بالتالي نحن نتفاهم مع أي شخص حتى ولو كان “فرعون”، واستدللنا على أن ربنا لم يقُل  لموسى لا تذهب إلى فرعون، وإنما قال له اذهب إلى فرعون إنه طغى، ولم يحدد في حال كان الشخص جيداً أم لا، لذلك قد نختلف في المبادئ، لكن لا نختلف على مصلحة الوطن، وهذا ديدن أي مسلم.. يجب ألا نغلق الباب أمام الآخرين.

*لكن تجمع المهنيين اعتبر اللقاء سقطة سياسية؟

تجمّع المهنيين ما زال يعيش في وهم بأنه مُمسِك بكل خيوط البلد، في حين أن كل الخيوط بدأت تتقطع من حولهم، حتى إن الجهات التي كانت تؤيدهم تأييداً مطلقاً بدأت الآن تُعارضهم مثل لجان المقاومة والشباب الثوار، وبدأوا يُعبّرون عن مواقفهم.. إذا نظرنا للمسيرة في الفولة نجد أن مكونها الغالب 80% شباب، وهذا يشي بالإحباط من أداء الحرية والتغيير.

*وهذا لا يُنكر شراكتكم للنظام السابق؟

وهم كانوا شركاء للإنقاذ في أسوأ فتراته.. ومعهم الحركة الشعبية ممثلة في النائب الأول لرئيس الجمهورية حتى كبير مساعدي الرئيس إلى الولاة والوزراء من 2005 حتى عام 2011م، وهي الفترة التي صادفت تقنين وجود  حزب المؤتمر الوطني، كذلك قنّنوا للأجهزة الأمنية وسلطاتها، لذلك أعتقد أن فترتهم من أسوأ الفترات تلتها الانهيارات في البلد.

*في اعتقادك، ماذا يمكن أن تقدمه (الإصلاح الآن) وطلبت لأجله لقاء حمدوك؟

لدينا الكثير.. في كل الجوانب، حتى ولو كنا خارج المنظومة الحاكمة، أعتقد أننا إذا وصلنا لمعادلة تسمح للمعارضة بالمشاركة، بالتاكيد سنؤدي دورنا بصورة جيدة في إدارة الدولة.. كما فعلنا بدخولنا البرلمان في آخر عهد الإنقاذ، وقدمنا النصح، وحتى عندما كنا داخل الوطني كان صوتنا يعلو من الداخل، وربما تسجيلات قناة (العربية) بين ما كان يحدُث داخل هذه الغرف المغلقة.

*هل لديكم الرغبة للمشاركة في الحكومة الانتقالية؟

لن نُشارك إلا إذا كانت المشاركة عامة من قِبل كل المعارضة، لكن (الإصلاح) لوحدها لن تشارك، وغالباً حتى إذا حدث هذا ستكون مشاركتنا بالمجالس التشريعية لإيصال صوتنا.

*هل خرجتُم من اجتماع حمدوك وأنتم راضون عن حكومته؟

لم نذهب لحمدوك لنؤيد حكومته، اللقاء كان مجرد نقاش لتوضيح الخطأ والصواب، ونحن راضون أن يلي هذا اللقاء مزيد من اللقاءات والتفاهمات، أما أداء الحكومة فهذا أمر آخر.

*سمعنا عن تقارُب بين الإسلاميين؟

إن شاء الله، فإذا كانت هنالك حسنة تُقدّمها الحكومة الانتقالية للإسلاميين ستدفعهم للتقارب مع بعضهم البعض.

*أقصد تقارباً على أرض الواقع؟

أي تقارب حتى ولو كان  في باطن الأرض سيخرج للعلن، وذلك حسب الضرورات بالنسبة لنا.

*(الإصلاح الآن) ربما اختطفت مشروع الوفاق الوطني الشامل من دكتور الشفيع لتقدّمه أطروحة لحمدوك؟

نحن من تحدث عن هذا المشروع من قبل سقوط الإنقاذ، بل نحن أول من قدّم هذا الطرح، والآن ما زلنا ندعو لذلك، لأن أي مشروع وطني سنكون جزءاً منه، وحتى إذا أتيحت لنا فرصة لنحكم السودان، فإننا بلا شك لن نمنع الآخرين من ممارسة حقهم الديمقراطي بكل حرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى