في ذكرى احتفالات شهداء حركة مناوي.. حركات التحرّر تُريد الوحدة

 

جوبا: رضا حسن باعو

كثّف رئيس حركة جيش تحرير السودان أركو مني مناوي نيران هجومه على قادة الحرية والتغيير واتهمهم بانتهاج  الصفوية النخبوية لجعل الشعب مملوكاً لهم في حظائر، وقال إن الوثيقة المزيّفة التي تُسمى الوثيقة الدستورية صُمّمت لابقاء الهامش هامشاً والمركز مركزاً، وقطع بأن طريقة (الخم) لن تجدي معهم بعد اليوم.

ونبه مناوي إلى أن قادة الحركات المسلحة هم قادة الهامش، وأن تجاوزهم سيُطيل أزمة البلاد، واتهم قادة الحرية والتغيير بالتخطيط والإعداد المسبق وتحديد التوصيات للإبقاء على الحاكم وجعل أهل الهامش عبيداً للأبد، واعتبر استعجال الحرية والتغيير في تعيين الولاة وملء مقاعد الخدمة المدنية بغرض تزوير إرادة الهامش وتعطيل قطار السلام الذي قال إنه يمضي بإرادة قوية، وأضاف: قطار السلام سيمضي من جوبا بإرادة قوية.

ودعا مناوي لإجراء حوار وطني حقيقي لإزالة متاريس الظلم والجهوية والدينية، وأردف (الحوار الوطني مهم لأنه يُحدد علائق سكان السودان).

وأكد مناوي أن شروق شمس النضال في أفريقيا انطلقت من السودان من لدن الإمام محمد أحمد المهدي وعبد الفضيل الماظ، وعلي عبد اللطيف مرورا بشهداء السودان اليوم، وأعلن المضي قدماً في طريق النضال الذي نتج عن العلل والخلل الذي لازم حكم السودان منذ الاستقلال انحصر في سوء الإدارة الذي لازمها بسبب الكهنوت الذي كان يُمارس الإقصاء, وأشار إلى أن النظام البائد ساهَم في فصل السودان بجانب ما قام به في دارفور من إبادة جماعية.

وقال مناوي خلال مُخاطبته احتفالات حركته بذكرى شهداء الحركة: الذين بتروا الثورة بوثيقة أسموها زيفاً دستورية. وحمّل الحرية والتغيير مسؤولية استمرار الهامش هامشاً، وأوضح أنهم يكررون ذات الأخطاء التي كانت تُرتَكب في السابق، وأضاف: لكن ذلك لن يستمر، وستحقق الديمقراطية، وقال: نحن الآن في جوبا من أجل تحقيق السلام الشامل الذي يُحقق العدل والمساواة في السودان.

وقدّمت حركة تحرير السودان أكثر من (٨) آلاف شهيد طيلة مسيرتها مهراً للحرية والعدالة، وبناء دولة سودانية تحترم التعدد والتنوع الكبير الذي تشهده البلاد.

وأوضح مناوي أن أبطال قواته شاركوا في صنع التغيير مع الشباب في ثورة ديسمبر واستعصموا بالعزيمة حتى تحقق المنال بإسقاط دولة الظلم، وأضاف: نحن الآن نعمل على عدم تكرار الأخطاء، وشدّد على ضرورة تطبيق خارطة طريق بمشاركة قادة حركات الكفاح المسلح باعتبارهم ممثلي الهامش ورموزه، وشدد على ضرورة الاعتراف بالقيادة الموجودة الآن، وأردف: يجب ألا نتجاوز هؤلاء حتى لا نكرر الظلم الذي كان يُمارَس في السابق، ودعا لإقامة حوار وطني لإزالة متاريس الظلم التي صنعها البشر، وأكد أهمية الحوار الوطني التي تجعل من الضروري توفير زمن كافٍ له ليصنع دستور كيف يُحكَم السودان، وهو يختلف عن ما يسمى بالمؤتمر الدستوري الذي يُعَد له الآن والذي يجعل الحاكِم حاكِما والمحكوم محكوماً.

وأضاف مناوي: إزالة الخلل يكمُن في مرحلتين أهمهما تحقيق السلام الشامل وتنفيذ مطلوباته، وطالب بعدم تعيين الولاة والمجلس التشريعي واعتبر ذلك مهمة استباقية للانتخابات المزورة.

وحيّا مناوي كل شهداء السودان منذ عنبر جودة وشهداء بورتسودان إلى شهداء فض الاعتصام وأحداث الجنينة.

وتحوّلت ذكرى احتفالات حركة مناوي بشهدائها إلى منبر يدعو لوحدة جميع حركات التحرر في دارفور والمنطقتين والشرق والشمال طالما أن ما يجمعها الحديث بلسان الهامش.

من جانبه، أكد رئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادي إدريس، أنه لولا شهداء التحرير لما كنا هنا اليوم، وأوضح أن وجودهم كان نتاجاً لتضحيات الشهداء، وحيا أسر شهداء التحرير، وأوضح أن وجودهم بجوبا بحثاً عن السلام. وتابع: أذا أردنا تكريم الشهداء لابد من الوصول لسلام شامل وعادل يُعالج كافة مشاكل السودان من جذورها. وأردف: بذلك نكون قد كرّمنا الشهداء الذين ناضلوا من أجل قضية محددة.

ودعا إدريس لتبني إنشاء صندوق خاص لرعاية أسر الشهداء يقدم منحاً دراسية لجميع أسر الشهداء، وأوضح أنه بالتعليم نستطيع أن نُحقّق الكثير، وأكد أنهم لا يعرفون كيف تعيش أسر هؤلاء الشهداء. وطالب بالإحصائيات الدقيقة لجميع شهداء حركات التحرر والثورة السودانية، وقطع بأهمية تمسك الجميع بإنشاء هذا الصندوق ضمن المفاوضات التي تدور الآن، وشدد على أهمية وحدة جميع حركات التحرر في مسار دارفور ضمن الجبهة الثورية لتحقيق مطالب الجميع.

من جهته، أشار رئيس تجمّع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، إلى ضرورة المحافظة على ما تركه لنا الشهداء، ولابد أن نكون واضحين مع أنفسنا في الإيفاء لهم بالمحافظة على رسالتهم، وأكد ضرورة أن نتوحد، لأن الشهداء ماتوا من أجل هدف واحد، وأضاف: نحن في تجمّع قوى تحرير السودان كنا نحتفل بشهدائنا فقط، وكذلك حركات التحرر الأخرى يحتفلون بشهدائهم، واعتبر ذلك خيانة، وتابع: لابد من أن نكون على قدر المسؤولية حتى نفِي لهؤلاء الشهداء بحقهم.

وأوضح نائب رئيس حركة العدل والمساواة السودانية أحمد آدم بخيت، أن الشهداء حملوا هذه القضية التي يجب أن نخرج بها إلى بر الأمان.

وأكد مخاطباً الشهداء عدم التفريط في مشروعكم الذي دفعتم دماءكم ثمناً له، وأضاف: نحن الآن ندخل المفاوضات في جوبا من أجل تحقيق السلام في السودان الذي بات وشيكاً، وتابع: لابد أن نكون حريصين للمحافظة على القيم التي استشهد من أجلها الشهداء، وجزم بعدم التراجُع عنها، وأوضح أن الثورة والتغيير مستمران إلى أن يرث الله الأرض، وتعهد بالاستمرار في طريق التضحيات من أجل تحقيق ما سعوا من أجله، ودعا للاستفادة من هذه الاحتفالات لتقويم مسيرتنا وتقويتها، وقطع بأن تحقيق السلام الشامل والعادل يجعلنا نقول للشهداء إننا حققنا ما ظللتُم تعملون من أجله.

وحيا ممثل الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار الفريق أحمد الهادي بادي، أبناء الشعب السوداني الذين قدموا أنفسهم تضحية من أجل السودان، وكشف أن عدم المساواة هو ما جعلنا وغيرنا نحمل السلاح، وأوضح أن التضحيات التي قدمها الشهداء في كل السودان من أجل كرامة الإنسان السوداني، وأضاف: لا زال من أسماه بالكابوس الذي يجلس في الخرطوم أن يحترم قضايا الهامش، وأشار لتضحيات الرفاق، وأكد أهمية الاحترام بين الناس، وشدّد على ضرورة تحقيق التنمية في دارفور، ودعا قادة الحركات لعدم الشتات وطالب بالوحدة، وأضاف: إذا توحدنا نصل الخرطوم في أربع وعشرين ساعة. وطالب بمحاكمة مسؤولي النظام السابق في المحكمة الجنائية الدولية.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة محمد بشير أبو نمو: أتينا لجوبا من أجل تحقيق السلام في السودان، وأشار للدور الكبير للرئيس التشادي إدريس دبي، وأضاف: صحيح لا تخلو أي مفاوضات من صعوبات، واستدرك: لكن الوساطة الجنوب سودانية تقوم بدور كبير في تقريب وجهات النظر بين وفدي الحكومة وحركات الكفاح المسلح، وقطع بأن الإرادة متوفرة من الجميع من أجل تحقيق السلام في السودان، وبث تطميناته لمن أسماهم بمحبي السلام بأن تحقيق السلام آتٍ لا محالة، وأثنى على دور جوبا الذي تقوم به من أجل تحقيق السلام في السودان، وأضاف: نحن لا نعترف بالحدود التي تفصلنا ونشعر بأننا في وطننا وليس وطناً آخر.

وقال رئيس مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد: نحن في شرق السودان تربطنا علاقات وطيدة برئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وأضاف: قاتلنا مع حركات الكفاح المسلح، وتابع: نحن في مؤتمر البجا توصلنا إلى أن مشاكل السودان مشاكل تهميش وسوء إدارة، وأشار إلي شهداء مؤتمر البجا، وقال: نحن نصطف في الجبهة الثورية لبناء السودان الجديد القائم على العدالة والمساواة، وأكد ضرورة التمسك بالمبادئ التي ناضل من أجلها الشهداء.

وقال سعيد: جئنا لجوبا لتحقيق سلام يشبه ثورتنا، وأضاف: يجب أن يعلم شركاؤنا في الحرية والتغيير أن الثورة لم تقم في ديسمبر، وإنما منذ سنوات طويلة، وأكد أنهم لا يبحثون عن مناصب وإنما المشاركة في اتخاذ القرار السياسي، ودعا قوى الهامش للتوحّد من أجل الانتخابات القادمة بهدف إحداث التغيير الذي ننشده.

وأكد رئيس حركة كوش محمد داؤود أنهم من هامش الهامش، وأوضح أن الكثيرين لا يعرفون قضايا ومشاكل النوبة في الشمال، وأكد أن جميع شهداء السودان سقطوا من أجل أن يكون موحداً، وأضاف: إذا استمرت طريقة حكم السودان منذ الاستقلال فلن يكون هناك سودان. وتابع: نريد سلاماً شاملاً يُعالج الأزمة من جذورها، ودعا لتعضيد وحدة الجبهة الثورية لتكون فاعلة لقضايا الهامش.

بدوره أكد مدير مكتب الحركة بجوبا عيسى موسى أن استشهاد الجنرال عبد الله أبكر بشر في العام ٢٠٠٤م قدّم درساً بليغاً أنار الدرب للآخرين، وأوضح أن الحركة ظلت وفية من أجل الحفاظ على المبادئ التي قاتل من أجلها الشهيد عبد الله أبكر بشر، وحيا شهداء الثورة السودانية منذ الاستقلال ونضالاتهم المختلفة.

وتعهّد بالمضي في طريق القائد الجنرال عبد الله أبكر، وأشار إلى أن الطريق لا زال طويلاً من أجل تحقيق الغايات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى