حمدوك بجوبا.. نزع فتيل الأزمة

 

تقرير ـ آمال الفحل

كشفت مصادر برئاسة جمهورية جنوب السودان عن زيارة يزمع رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك القيام بها إلى جوبا اليوم لرأب الصدع بين الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير في السودان، وأكدت المصادر أن حمدوك سيجري مباحثات مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وحركات الكفاح المسلح،  وعلى رأسها الجبهة الثورية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو والحركة الشعبية برئاسة مالك عقار .

تأتي زيارة حمدوك في وقت ما زال فيه أمر تشكيل الولاة واختيارهم تم تأخيره ريثما يتم الاتفاق على مكونات السلام النهائي مع الحركات المسلحة التي  جزمت  بأنه  لن يتم تعيين الولاة  إلا بتحقيق السلام  والذي  ظل دائماً ما يتصدر قائمة أجندة  مجلسي السيادة والوزراء، حيث بدا واضحاً في ترتيب أولويات الحكومة لإدارة الفترة الانتقالية والتي نصت (على أن تكون الأولوية خلال الأشهر الستة الأولى من الفترة الانتقالية للعمل الجاد لأجل إحلال السَّلام)، وفق مصفوفة الوثيقة الدستورية التي تَوافَقَت عليها جميع الأطراف السياسية بالسودان، ورغم الهواجس والشكوك التي تَحُوم حول مقدرة الإدارة الانتقالية في حسم ملف السلام مع الحركات المُسلّحة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وحالة الإشفاق الكبيرة التي طَغَت على السطح بعد فشل قِوى الحُرية والتّغيير في دمج تفاهُماتها مع الجبهة الثورية بأديس أبابا في الوثيقتين السياسية والدستورية قبل التوقيع النهائي مع المجلس العسكري الانتقالي، إلاّ أنّ التطمينات التي ظلّ يرسلها أعضاء المجلس السيادي والتي كان آخرها تطمينات عضو المجلس السيادي محمد الحسن التعايشي، الذي ألمح إلى أن هنالك إمكانية كبيرة للوصول إلى اتفاق سلام شامل يُعالج قضايا كل المناطق.

السلام يؤجل تعيين الولاة

دخلت الجبهة الثورية المسلحة التي تتكون من إئتلاف حركات مسلحة أزمة الولايات بعدما دفعت بمقترح لمحادثات عقدتها مع مجلس السيادة قضى بتأجيل تعيين ولاة الولايات إلى ما بعد إبرام اتفاق السلام. فهل سينجح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من خلال زيارته لمدينة جوبا في إقناع الحركات المسلحة  بعدم

التمسك بتأخير تشكيل ولاة الولايات  خاصة أن هنالك ولايات طالبت بالإسراع في تشكيل الولاة؟

تفادي الأزمات

فيما قال شهاب إبراهيم الطيب نائب رئيس الدائرة السياسية في حزب التحالف السوداني (أحد مكونات قوى الحرية التغيير)   فى حديثه لـ (الصيحة) إن قوى التغيير تعتزم إجراء نقاشات مع الجبهة الثورية الأسبوع القادم وحملها على الموافقة على تعيين حكام مدنيين مكلفين إلى حين التوصل إلى اتفاق للسلام معها، مبيناً  أنه  يمكن أن يعاد تعيين حكام الولايات من جديد على ضوء اتفاق السلام المرتقب، وذلك لتفادي الأزمات  التى يمر بها السودان.

الدفع بعملية السلام

المحلل السياسي ومدير مركز دراسات الراصد د. الفاتح محجوب فى حديثه لـ (الصيحة)، قال: الخلاف بين الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير ليس في قضية تعيين الولاة  مشيراً إلى أن الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير أبرمت اتفاقاً إلى أنه لا يتم تعيين الولاة إلا إذا تم تحقيق سلام شامل،  مبيناً أنه اتفاق رسمي باعتبار أنه سيتم تنصيب الجبهة الثورية في الولايات والمجلس التشريعي  واعتبر أن  ما يصدر من حديث من تعيين ولاة مؤقتين هو محاولة إلى حد كبير ملإبعاد الجبهة الثورية من نصيبها في الولايات كما حدث لها في المجلس السيادي،  وأضاف الفاتح  أن  محاولة تعيين ولاة  قبل  الاتفاق على السلام يعتبر محاولة لنقض ما تم من اتفاق سابق، كما أنه محاولة لتقليل فرص الجبهة الثورية في الولايات، مبيناً أنه سيحدث سلام إذا خلصت النوايا،  مشيراً إلى أن زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك جاءت نتيجة لتعثر المفاوضات.  وختم الفاتح حديثه قائلاً: هذة الزيارة ستضع النقاط على الحروف وستدفع بعملية السلام.

جملة قرارات

توقع عدد من المراقبين  أن تحمل  الأيام المقبلة  جملة قرارات ربما تصل  إلى حد عزل العسكريين وتعيين ولاة مدنيين مكانهم، خصوصًا في الولايات التي تعاني من احتجاجات صارت شبه يومية، مبينين أنه  ليس بالإمكان التكهن بمصير تلك الولايات حتى بعد تعيين حكام مدنيين، مشيرين إلى أن  مشكلة تلك المناطق لا تقتصر على الحكام العسكريين وحدهم، ولا في بقاء مسؤولين حكوميين من منسوبي النظام البائد في السلطة، مبينين  أن أغلب مناطق الولايات تعيش هشاشة غير مسبوقة في وضع الأمن، كما أنها تعاني من انعدام السلع الأساسية والأدوية، إلى جانب حالة من الانهيار في الخدمات الأساسية (من طرق، ومركبات، مستشفيات، ومدارس وغيرها)، مشيرين إلى  أن حل إشكالاتها يتطلب من حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ما هو أبعد من قرارات تعيين حكام مدنيين.

 تنفيذ برامج الثورة

وفي تصريح للمتحدث باسم تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير  وجدي صالح  قال فيه: ستناقش أمر تعيين ولاة مؤقتين  مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك،

مبيناُ انه “لا بد من تعيين حكام قادرين على تنفيذ برنامج الثورة، وأضاف:  المعلوم أن كل الولاة من العسكريين تم تعيينهم قبل تعيين رئيس الوزراء، مبيناً أنها مهمة عاجلة لحمدوك حتى يحس السودانيون بحدوث التغيير.

وحذر تجمع المهنيين في وقت سابق من مغبة تأخير تعيين الولاة المدنيين الذين يمثلون الثورة وتطلعاتها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى