مَشاهِد من أحداثِ الثلاثاء

أكثر الرسائل التي وصلت إلى بريد أهل السودان من الأحداث التي شهدتها الخرطوم أمس الأول، أن حَمل السلاح لتحقيق المطالب انتهى زمنه، ويبدو هذا جليًا من النهاية التي انتهت عليها الأحداث والخسائر البشرية والمادية وسط المواطنين والقوات المسلحة وأفراد هيئة العمليات.

*ربط كثير ممن تداولوا الحدث في وسائط التواصل الاجتماعي بين زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش للخرطوم، لأن الأحداث وقعت عقب مغادرته بـ(24) ساعة، لكن الشواهد تقول إن احتجاجات هيئة العمليات كان مُرتَّباً لها قبل أكثر من أسبوع، ومُرتبطة ارتباطاً مباشراً بالاستحقاقات، أي أنهم إن تسلموا استحقاقاتهم، فقرقاش إن أراد أن يلتقي بهم فلن يجدهم.

*عمّقت أحداث الثلاثاء الهوّة وزادت الفجوة الواسعة بين مساعي وزارة المالية والجهات القائمة على أمر الاستثمار، بإقناع الدول والمستثمرين، بأن الأوضاع في السودان بعد الثورة تسير في الاتجاه الصحيح، معروف أن أي مستثمر أول ما يبحث، يبحث عن الأمن والاستقرار، إطلاق طلقة واحدة في أطراف السودان، تُسبّب خطّ رجعة، أما إن كانت تلك الطلقة في الخرطوم فهذا يعني حمل المستثمر مُتعلّقاته وتحويل أمواله إلى حيث الأمن والاستقرار.

*الرسائل التي أرسلها النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) من جوبا بشأن وجود ضُبّاط بالخدمة وفي المعاش وراء الأحداث يفتح الباب واسعاً، أمام الحديث عن ضرورة هيكلة جهاز الأمن من أنصار النظام السابق، ولا ينفصل ذلك عن ما يتردد عن وجود جهات تسعى لخلق بلبلة والإطاحة بالفترة الانتقالية.

*تصدّي القوات المسلحة بوحداتها المختلفة والتي من بينها الدعم السريع للأحداث، وجد تأييداً كبيراً من المواطنين ومساندة، ليس تشفّياً من هيئة العمليات، ولكن رفضاً للأسلوب الذي استُخدم في حل المشكلات وهو حمل السلاح، لكن اللافت في الأمر كان غياب قوات الشرطة والتي ظلّت بعيدة عن مواقع الأحداث، رغم علمنا البسيط بأن الشرطة هي المسؤول الأول عن أي أحداث داخلية تشهدها البلاد.

*أحداث الثلاثاء أكدت ضرورة انسجام القوات النظامية كافة فيما بينها، وأن أي تَفلُّت أو خروج عن القانون يضع البلادَ في أزمة أمنية، فكل الأزمات مقدور عليها، كما هو مُلاحظ، ينتظر المواطنون في صفوف الوقود والخبز لساعات طويلة، قد يحدث تضجُّر وملل وسخط، ولكن بلا شك لن يستطيعوا الانتظار لثوانٍ في حال انفراط الأمن، فالجميع لن ينتظر وسيُغادرون بكل الوسائل المُتاحة بحثاً عن الأمن والاطمئنان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى