كفاءات وطنية

بعد أكثر من أُسبوعين لأداء الوزراء القُسُم، تَبَيّنَ أنّ هناك ضعفاً في بعضهم من كل النواحي، يتطلّب تدارُك الأمر قبل أن تقع (الفأس في الرأس)، وحتى لا يتكرّر سيناريو حكومات الرئيس السابق الأخيرة، والتي كانت في الأصل لديها عُيُوبٌ وَاضِحةٌ وبائنةٌ ولكنها كانت تكابر، وترى ما لا نرى.

مَا دَعَاني لكتابة هَذِه الأُسطر، هو الحديث عن أنّ الكوادر التي تأتي من الطائرة لتؤدي القَسَم أفضل بكثيرٍ من الكوادر التي ظَلّت تَعمل حتى في عهد الإنقاذ ومع الكيزان، فليس كل من عَمِلَ عملاً حكومياً يُحسب من الكيزان، وإلا لما خَرَجت جُمُوع المُؤسّسات الحكومية وسَانَدَت الثورة ودَعمتها حتى تَحَقّقت أهدافها.

وهذا يقودنا إلى حَديث وزيرة التعليم العالي عن مُديري الجامعات، فأعتقد أنّ حديثها لَم يَكُن مُوفّقاً تِجَاهُهم، فَأنَا لا أعرف أيِّ مُدير جامعة من الـ(32) الذين تَقدّموا باستقالاتهم، سواء أكانوا مُوالين للنظام الأسبق أم غير ذلك، ولكن كان يجب على الوزيرة أن (تجر) فيهم قلماً واحداً وإعفائهم من غير أيّة إساءة لأحدهم.

السودان ملئٌ بالكفاءات التي عملت في عهد الإنقاذ وتصدّت للفساد والمحسوبية وشُرِّدت، وظلّت سيرتها تمشي بين الناس وهم كُثرٌ بلا شك، من أولئك النفر د. هاشم عبد الله رحمة، والذي تَصَدّى للمحسوبية والفساد في بداية عهد الإنقاذ في عَدَدٍ من المصارف، حينما كان أميناً عاماً لنقابة المصارف وشركات التأمين، وحينما التفّ حوله العاملون وصَدَعَ بالحَق، تم تعيينه وزيراً للمالية بولاية النيل الأزرق، ليبتعد عن المركز، وهناك قام الرجل بقفل كثيرٍ من البلوفة التي كانت فاتحةً من قِبل الوالي آنذاك، الأمر الذي أدّى لأن يشتكي الوالي إلى المركز ويتم استدعاء الرجلين للخرطوم، إلى أن تَمّ إعفاؤه من المالية..!

أكثر الملفات التي عمل بها وسنفتحها في هذه الصحيفة في مُقبل الأيام عمله في وزارة الإرشاد، وشركة الحبوب الزيتية، وآخرها العمل بولاية الخرطوم إبان عهد الوالي الأسبق عبد الرحمن الخضر.

ننتظر من د. هاشم كثيراً من القصص والحكاوى والروايات عن الصفقات المَشبوهة التي تمّت في كَثيرٍ من المَرافق الحكومية رغم اعتراضه مع مجموعة من المُراجعين والمُختصين على إجراءات البيع والتعاقُد والمُواصفات وغيرها.

أمثال د. هاشم كُثرٌ، فيجب أن لا نظلمهم ونحسبهم من النظام البائد، وأُعجبت جداً في هذا الصدد بحديث وزير النفط والمعادن لـ(الصيحة)، والذي قال إنّه لن يفصل أيِّ إسلامي من القطاع حَال تَأكّدَ أنه كفاءة يُمكن الاستفادة منها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى