حمدوك في كادُقلي وكاودا.. أسرار الزيارة!!

 

لماذا تنقّل رئيس الوزراء بطائرات برنامج الغذاء العالمي؟

حمدوك: وضعنا خمسة محاور للسلام

وزير الإعلام: قدّمنا الدعوة للحركة الشعبية لزيارة الخرطوم

والي جنوب كردفان: بين كادُقلي وكاودا يعرفه الجميع

الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله آدم حمدوك إلى ولاية جنوب كردفان، واستمرت لمدة يومين، وزار خلالها مدينة كاودا معقل الحركة الشعبية شمال، تمثل نقلة وقفزة كبيرة في ملف السلام، وتُؤكِّد قُرب تحقيق السلام، لجهة أنّ الحُشُود التي تقاطرت من كل مناطق الحركة الشعبية وذرفت الدموع، قطعاً تريد السلام الذي يبدأ من هناك ولتنطلق وتنهض جنوب كردفان وتسكت البنادق…
كانت الزيارة تاريخية لمنطقة ظَلّت مُغلقة منذ العام 2011م نسبةً لتجدد  القتال إبان اختيار والي جنوب كردفان عقب الانتخابات، فاندلعت الحرب يوم أن رفعت شعارات (يا هارون يا القيامة تقوم.. ويا النجمة ويا الهجمة) والنجمة كَانَت رمز الانتخابات للحركة الشعبية، فكانت الهجمة وقامت القيامة وانفصلت كاودا عن حضن الوطن.

شملت زيارة حمدوك، أيضاً اجتماعاً مع لجنة أمن الولاية، ولقاءً مع الفعاليات السياسية.

كادُقلي – كاودا: عبد الوهاب أزرق اللازم

حَالة استعداد

مَع عِلم حكومة جنوب كردفان بزيارة رئيس مجلس الوزراء إلى كادُقلي، التي عكفت على الترتيب في المُستويات كافّة، كما جاء وفد اتحادي برئاسة وزير الحكم الاتحادي د. يوسف آدم الضي، ووزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي، وانضم إليهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح أحمد، كما جاء الإعلاميون من تلفزيون السودان و”سونا” وبعض الصحف، إضافةً إلى المراسم .

احتجاج مرتا

أمام بوابة قوات الأمم المتحدة (اليونسفا)، التي تقع جوار الطريق المُؤدي إلى مطار كادُقلي، نظّم مواطنو حي مرتا، وقفة احتجاجية تُطالب بالتوظيف والعمالة والخدمات، بجانب تقديم المسؤولية المُجتمعية، وخاطب الوالي المُكَلّف اللواء ركن رشاد عبد الحميد إسماعيل، الوقفة بحضور وزير الحكم الاتحادي، والتزم بعقد اجتماعٍ مُشتركٍ مع (اليونسفا) والشركة العاملة لحل الإشكال، مما جعل المُحتجين يتفرّقون.

مطار كادُقلي

منذ الصباح الباكر، غادر الإعلاميون مطار كادُقلي عبر طيران برنامج الغذاء العالمي إلى كاودا كأول طائرة تُغادر إليها، وبعدها وصلت إلى المطار طائرة رئيس مجلس الوزراء والوفد المُرافق وكان في استقبالهم وزراء الحكم الاتحادي، الشباب والرياضة، الشؤون الدينية والأوقاف، الوالي، أعضاء لجنة أمن الولاية، وأعضاء الحرية والتغيير، وتم استقباله بطابور شَرف من قيادة الفرقة الـ(14) مُشاة وتلقّى التحية.

إلى كاودا

توجّه الوفد إلى المُدرّج الخاص بالأمم المتحدة، وانقسم الوفد إلى قسمين  وغادر بمروحيتين تابعتين لبرنامج الغذاء العالمي، رئيس الوزراء والوفد المُرافق والمبعوثون الأجانب، والطائرة الأخرى بها وزراء: الثقافة والإعلام، الحكم الاتحادي، الزراعة، الصحة، العمل والتنمية، الرعاية الاجتماعية وأعضاء مكتبه.. وتخلّف الوزراء الذين كانوا في الاستقبال ووالي الولاية.

نبذة عن كاودا

تقع كاودا في محلية هيبان وتمثل معقل الحركة الشعبية شمال والحصن الحصين، تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لكادقلي على مسافة 96 كلم، تستغرق الرحلة بالطائرة قرابة النصف ساعة، تَحدّها الجبال من كل جانب وهي موطن قبائل أطورو والمورو، كما تقطنها أغلب الإثنيات النوبية، تمتاز بطبيعة ساحرة وبها شلال، أبرز الأحياء: كودي فوق، كودي تحت والمعسكر، ولها مدخل شمالي وآخر جنوبي، تحدها مناطق هيبان، البرام، أم دوال، مندي وانقارتو .

علاقة قديمة

يُرجع البعض سبب زيارة حمدوك إلى كاودا ومُقابلة قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان ورئيس الحركة الشعبية عبد العزيز آدم الحلو إلى علاقة قديمة تربطهما، بدأت منذ ايام الدراسة في مدرسة الدلنج الريفية الوسطى، ثم درسا بجامعة الخرطوم، وَلَعَلّ العلاقة مُتجذِّرة بحكم أنهما من جنوب كردفان، حمدوك من محلية القوز بالدبيبات، والحلو من محلية أبو كرشولا منطقة الفيض أم عبد الله، وطّدت الصلات بينهما، ولهما ارتباط بكادُقلي، حيث عمل حمدوك في بداية حياته العملية خلال 1981 – 1983 بكادُقلي، ودرس الحلو المرحلة الثانوية بمدرسة تلو شرق كادُقلي.

لسنا أعداء

في مطار كادُقلي وقبل الزيارة إلى كاودا، صرح وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح لـ(الصيحة) قائلاً: لسنا أعداء، نحن إخوة في وطن واحد ربما بيننا خلافات سياسية نجلس معا لنحلها كما يحدث في جوبا، حالة العداء انتهت بدليل رئيس مجلس الوزراء في حماية الحركة الشعبية وترديد “بناء سُودان الحُرية والعَدالة والمُساواة”.

اعتذار للمواطن

وأضاف صالح: نحن مُحمّلون بأوزار النظام السابق، (ماشين) نعتذر للمواطن السوداني هناك، نعتذر عن كل المظالم وعن عمليات القتل والترويع التي تمت، وأضاف: (ماشين) نتحدّث ونقدم اعتذاراً تاريخياً في كاودا.

دموع التلاقي

في اللقاء الجماهيري الذي تقاطرت له الحُشُود وضم كل المناطق المجاورة لكاودا مثّل عنواناً أبرز للزيارة، ولفت الأنظار إلى الكثافة السكانية في المنطقة، وكانت كل فئات المُجتمع مَوجودة، ووصف وزير الثقافة والإعلام أنّ الاستقبال يفوق حَدّ الوصف، وكاودا غنّت للسلام والثورة، وذرف الجميع الدموع فرحاً بالتلاقي وتوقاً إلى السلام، واصفاً اللحظات بالمُؤثِّرة.

اللقاء الجماهيري

تَحدّث في اللقاء الجماهيري سكرتارية الحركة الشعبية وقطاعات الشباب والمرأة والمبعوث الأمريكي والمبعوث النرويجي والأمين العام لبرنامج الغذاء العالمي والقائد عبد العزيز الحلو ورئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك.

مرارات الماضي

في كلمة رئيس مجلس الوزراء التي جاءت مُبسّطة ومُباشرة، أكد جدية الحكومة في تحقيق السلام ورغبتها في تجاوُز كل مرارات الماضي، والعمل جميعاً على تحقيق السلام وصولاً لدولة المُواطنة والحرية، وعبّرت كلمة القائد عبد العزيز الحلو عن رغبة حقيقية في السلام، داعياً الحكومة الانتقالية للنهوض بمسؤولياتها ومُواجهة التحديات.

زيارة المواقع

كشف وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، عن زيارة الوفد للمدارس ومراكز الإغاثة والإيواء والمراكز الصحية ومناطق مختلفة، كما تم عقد اجتماع مُغلق بين حمدوك الحلو .

حوار الصراحة

أجرت إذاعة المحبة والسلام كادُقلي، حواراً إذاعياً، أراد به رئيس مجلس الوزراء أن يُوصِّل صوته إلى مُواطني كادُقلي والقضايا التي تهمهم، لجهة أن يعرفهم ويعرفوه، وأنّ كادُقلي كانت محطة أولى لبداياته العملية.

تَحَدّث حمدوك عن السلام وضرورة تحقيقه، وقدّم رسالة للنخب وقال: يجب أن نُسرع في السلام القادم من المجتمع ولو ما أسرعنا سوف يجرفنا كلنا.

القرون والجرون

قال حمدوك: جنوب كردفان هي سُودانٌ مُصغّر بكل ألوان الطيف الديني والإثني وبمُكوِّنات مُختلفة تذكرنا تاريخياً بعلاقة القرون والجرون، العلاقة بين الحوازمة والنوبة، بين الراعي والمُزارع علاقة تمازُج وتواصُل تاريخي، والزيارة تُؤطِّر لذلك، وأرجع إلى الإقليم في السبعينات والثمانينات، حيث التعايُش التاريخي، وقال أنا راجع من كاودا بكل ذلك الزخم والحماس إلى السلام.

تبادُل القَوافل

أوضح وزير الإعلام، أنّ قطاعات الشباب والمرأة وكل المُواطنين طالبوا بتسيير القوافل الثقافية والفنية والرياضية والطبية، كاشفاً عن توجيه الدعوة للجميع لزيارة الخرطوم وتبادُل الوفود الشعبية للقطاعات المُختلفة، وتم الاتفاق لإرسال وفود إعلامية وشبابية وفنية .

الشباب والقصف

لفت فيصل الى أن بعض القادة بالحركة الشعبية قالوا له إنّ بعض الشباب والأطفال لا يعرفون إلا القصف والحرب والدمار، وليست لهم فكرة عن باقي السودان، لذا لا بُدّ من تبادُل القوافل ويعرف الجميع بعضهم البعض.

لجنة الأمن

التأم اجتماع للجنة أمن الولاية برئاسة رئيس مجلس الوزراء بحُضُور الوزراء الاتحاديين، وصرح حمدوك عقب الاجتماع وقال إنّ الزيارة إلى كاودا فتحت آفاقاً رحبة للسلام ونبني عليها لخلق سلامٍ مُستدامٍ، ولديها تأثير على كل السودان، وأضاف: استمعنا إلى تنوير ضاف من لجنة أمن الولاية حول قضايا الولاية، تحديات التعدين، اللاجئين، خدمات الكهرباء، الطريق الدائري، بجانب مناقشة عَددٍ كَبيرٍ من القضايا، وأكّد أنّ الولاية بها تحديات نعالجها مع بعض بشكل يعود بالخير على المواطن .

لقاء الفعاليات

ضاقت قاعة الشهيد فيصل بأمانة الحكومة بكادُقلي بالفعاليات المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني وقطاعات الشباب والطلاب والمرأة وأعضاء تجمع المهنيين ولجان المقاومة، حيث تحدث ممثلون للحرية والتغيير، المرأة، الإدارة الأهلية والكنائس وجميعهم نادوا بضرورة تحقيق السلام الدائم بالولاية، وتوفير التنمية والخدمات والاهتمام بقضايا المرأة والطفل والأسرة.

بين كادُقلي وكاودا

والي جنوب كردفان في لقاء الفعاليات، قال: أتعرفون كادُقلي وكاودا وما بينهما؟ وضحك الحُضُور في إشارةٍ إلى أنّ الطريق يقع تحت سيطرة الحركة الشعبية، وأكد رشاد أنّ التغيير في الولاية يُعد حقيقياً بمُشاركة رئيس مجلس الوزراء والوزراء الاتحاديين.

زيارة السلام

وصف رئيس الوزراء، كاودا بالصمود، ولقاء الحلو والمُواطنين بفاتحة السلام الذي تأتي من كاودا هناك، وأضاف: نستطيع أن نعبر مع بعض، وزاد: السلام يطلع من هنا إلى الولاية والسودان .

محاور السلام

وضع رئيس الوزراء، خمسة محاور لتحقيق السلام وهي مخاطبة قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتهميش وفي كل الخدمات الأساسية، الترتيبات الأمنية التي ترتبط بالمُؤسّسات الأمنية، القوانين وقضايا العدالة الانتقالية والمُعالجات المُجتمعية، الحكم والإدارة، كيف يحكم السودان شكل الحكم والديمقراطية والعمل الإنساني وتوصيل المُساعدات والإعانات إلى المناطق المُتأثِّرة دُون وضع الحواجز.

فُرصة تاريخية

طالب حمدوك من الجميع بعدم تفويت الفُرصة لخلق مشروع وطني يرتكز على الديمقراطية وترك مسألة مَن يحكم السودان لخيارات الشعب العظيم .

تسقط الإدارة الأهلية

أثناء كلمة ممثل الإدارة الأهلية الأمير عثمان محمود المراد، هتف الحضور بالقاعة: “الإدارة الأهلية تسقط بس”، وعندما تكرّر جعل رئيس مجلس تنسيق الإدارة الأهلية لكادُقلي الكبرى المحلول الأمير العقيد ركن كافي طيار البدين يُغادر القاعة، مِمّا جعل رئيس مجلس الوزراء في بداية كلمته ينتقد الهتاف، وقال انّ الإدارة الأهلية جزء أصيل في السلام ونعمل جميعاً مع بعض، والتصرُّف استنكره الجميع ولم يُراع فيه دور الإدارة الأهلية في التّعايُش والسلم الاجتماعي.

تساؤلات

عدة أسئلة تدور لدى الشارع وفي وسائل التواصل الاجتماعي، فحواها لماذا سافر رئيس مجلس الوزراء بطائرة المُنظّمات ولم يستغل طائرة حكومية حتى من الخرطوم إلى كادُقلي؟ لجهة أنها مناطق سيطرة الحكومة، وكما قفز سؤال لماذا لم يُرافق والي جنوب كردفان رئيس مجلس الوزراء إلى كاودا وهي إحدى محلياته؟ ولماذا وضعت الحركة الشعبية علمها فقط ولم تضع العَلم السوداني في وجود رئيس الوزراء وهي رئيس لكل السودان، ومن هم الأجانب المُرافقون وما المَغزَى من مُشاركة هذا العدد؟ وهل الزيارة إلى كاودا رسمية أم هي لأصدقاء الدراسة وأبناء جنوب كردفان؟ ماذا دار في الاجتماع المُغلق بينهما؟ أسئلة تجاوب عليها الأيام ويعرف إنسان الولاية حقيقتها.

مِن المُحرِّر

عايشت عدة زيارات لتنفيذيين كبار إلى كادُقلي، واختلف الوضع واختفت مظاهر السياج الأمني الكثيق وعدم لقاء المسؤول والتقرب إليهم، ما شاهدته أن حمدوك كان متاحاً للجميع.. ونشكر الزملاء في المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء البراق، داليا وابنة الولاية نتاليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى