جنوب دارفور.. صرخات الأهالي من تردي الخدمات

 

تقرير: حسن حامد 

فى العام ١٩٦٢م تأسّس مستشفى برام الملكي، وظل طوال تلك الفترة يخدم مواطني محلية برام الكبرى التي كانت تضم الردوم والسنطة وحتى بعد أن أصبحت محليات قائمة بذاتها.

ورغم أهمية هذا المستشفى ودوره في خدمة مواطني المحليات الجنوبية من الولاية، والتي تنقطع لأشهر عن حاضرة الولاية فترة الخريف، إلا أنه اليوم يشهد تدهوراً وتردياً كبيراً في خدماته مما أضاف معاناة أخرى لمواطني المحلية الذين يُعانون من نقص الخدمات الأخرى.

وتقدم أهالي برام بالشكاوى من تدني الخدمات وانهيار البنى التحتية لمستشفى برام من خلال الزيارة التي قام بها مدير عام وزارة الصحة بالولاية د. محمد إدريس عبد الرحمن ضمن جولاته الميدانية على محليات الولاية تحت شعار “من رأي ليس كمن سمع”. وفعلاً كان الشعار في محله، وقد شاهد وفد وزارة الصحة الذي يقوده المدير العام بأم أعينهم حجم المأساة الموجودة في هذا الصرح المهم، وأصبح واقع الحال بالمُستشفى بمثابة الكتاب المفتوح لمدير عام الصحة لجهة أنه شغل من قبل إدارة هذا المشفى سابقاً، وعندما غادره في العام ٢٠١١م ترك فيه أربعة أطباء عموم يعملون كالنحلة لخدمة المواطن البسيط، وعاد هذه المرة إلى برام مديراً عاماً لوزارة الصحة، حيث تم تعيينه في عهد حكومة الثورة ليجد المستشفى بلا طبيب والموجود طبيب وحيد وغير مُعيّن، ولعل الزغاريد التي علت من الأمهات العاملات بمحلية ومستشفى برام لحظة استقبالهن مدير العام الصحة د. محمد إدريس، دليلٌ واضحٌ على ما قدمه لأهل برام إبان توليه إدارة هذا المُستشفى الذي يُواجه اليوم أوضاعاً أقل ما توصف بأنها مأساوية.. وأقر بذلك المدير العام نفسه عندما أجرى طوافاً على كل أقسام المُستشفى ومن ثَمّ عَقَدَ اجتماعاً مُوسّعاً ضم العاملين بالمستشفى، استمع من خلاله على ما وصل إليه المستشفى من حالة مأساوية.

وتحدث وكيل نظارة عُموم الهبانية المهندس جعفر علي الغالي بحسرةٍ عن الأوضاع الصحية ببرام وبصفة خاصة مُستشفاها الملكي، الذي قال إنه منذ تأسيسه في العام ١٩٦٢م لم يشهد أيِّ تغييرات أو إضافات، فأصبحت بنيته التحتية منهارة ويُواجه نقصاً حاداً في الكوادر والمعدات، وأضاف أن المستشفى في العام ٢٠١١م كان يعمل به أربعة أطباء واليوم به طبيب واحد وغير مُعيّن في وزارة الصحة، وتمنى جعفر أن تشهد الصحة ببرام في العهد الجديد تطوُّراً في الخدمات تقلِّل عبء السفر إلى نيالا، سيما وأنّ مُستشفى برام يخدم شَريحة الرُّحّل من ولايتي جنوب وشرق دارفور، وذكر أن الحالة المُتردية التي وصل إليها المستشفى جعلت المرضى يتجهون نحو العيادات الخاصة ومركز التأمين الصحي، وتابع: “أخي المدير العام زيارتكم نرجو منها الكثير، وعايزين فقط أن يرجع مستشفى برام إلى حاله قبل عشر سنوات”.

فيما قال ممثل الحرية والتغيير ببرام عمار جبريل، إنّ مستشفى برام يُعد من أكبر المُستشفيات في الولاية بعد مسُتشفى نيالا التعليمي، لكنه عانى من الإهمال، وأضاف أنهم في التغيير ومن خلال هذه الزيارة اطمأنوا على أن الصحة بالولاية ستكون بخير، خاصةً وأن المدير العام وعدهم بإجراء إصلاحاتٍ شاملةٍ لهذا الصرح وتوفير الكوادر، بجانب إدخال مستشفى برام ضمن المُستشفيات الريفية التي تدخلها خدمات الاختصاصيين في مجالات الباطنية، الجراحة، الأطفال والنساء والتوليد.

من جانبه، أقرّ مدير عام الصحة بالولاية د. محمد إدريس بتردي الخدمات ببرام، وقال إنّه وجد المبنى متهالكاً وبدون أطباء، متعهداً للأهالي بإنقاذ هذا الوضع الأليم في إطار مساعيهم لتوطين العلاج بالمحليات وتذليل صعاب السفر إلى رئاسة الولاية، والاستفادة من المُوازنة التي رفعت نسبة ميزانية الصحة من 2% إلى 26% لتكملة البنى التحتية والأجهزة والكوادر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى