الانحباس في مربع الشيطنة !

 

ـ السيد الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي أدلى بتصريحات قوية في ديسمبر الماضي حول الدور الكبير والخطير الذي لعبه السيد الفريق أول محمد حمدان دقلو موسى “حميدتي” قائد قوات السريع في إحداث التغيير السياسي في البلاد والانحياز لإرادة الشعب وإنجاح “ثورة” ديسمبر وحماية “الثوار” مما كان يمكن أن يتعرضوا له وتأمين المواطنين والمنشآت والمرافق الاستراتيجية خاصة خلال الأشهر التي أعقبت التغيير وما اكتنفها من توتر .

ـ د. أسامة سعيد الخبير السياسي والأستاذ بالجامعات السودانية أشاد بتصريحات الإمام الصادق، مشيراً إلى أن دور القائد دقلو وقواته في نجاح “الثورة” وتأمينها لا يخفى على أحد، وأضاف أن تصريحات السيد الصادق تنم عن أمانة ومصداقية حقيقية، مبيناً أن السيد الصادق زعيم سياسي ذو باع طويل وعندما يتحدث يستمد حديثه من حقائق واقعية. حديث د. أسامة أكد على أمانة الشاهد ودور وبصمة المشهود له وكلاهما رقم في المشهد السياسي العام في بلادنا .

ـ السياسي المعتق والناشر والكاتب الصحفي المميز عثمان إبراهيم الطويل امتدح تصريحات الصادق ووصفها بالصادقة والواقعية، مشيراً للدور الملموس لقوات الدعم السريع في إنجاح “الثورة” وفي تأمين الفترة الانتقالية، ودعا الطويل جميع مكونات المشهد السياسي في البلاد والعناصر الفاعلة فيه للابتعاد عن المزايدات السياسية والالتفاف حول ما يجمع وليس حول ما يفرق، وأضاف أن الشعب في انتظار جني ثمار “ثورته” وخاصة في أمنه ومعاشه .

ـ ما اختتم به عثمان الطويل تصريحاته من دعوة للابتعاد عن المزايدات السياسية يمثل جوهر القضية، فالذي انتصر يتوجب عليه أن يتواضع وينظر بأفق واسع لمسئولياته الجديدة، والذي خسر معركة عليه أن يتذكر أنه لا يزال جزءاً في وطن يلزمه الإسهام في نهضته وأمنه واستقراره، من ينادي بالحرية والعدالة عليه أن يؤمن بأنهما للجميع لأنه بغير ذلك يكون اختار طريقاً وعراً لا ينتهي إلا بخسائر فادحة مهما تزاحمت في سمائه الانتصارات العابرة الخادعة !

ـ النائمون في المدينة أو هناك في العواصم الآمنة، ليتهم أنفقوا شيئاً من مالهم ووقتهم، وذهبوا إلى دارفور وعاشوا بين أهلها في الفاشر والضعين والجنينة وزالنجي ونيالا أسابيع سألوا خلالها عن أحوال أهلنا هناك وأمنهم واستقرارهم، وما الدور الذي لعبته قُدس بقيادة حميدتي ورفيقه عبد الرحيم في بسط الأمن وكسر شوكة تجار الحرب والنهابين والمرتزقة، سيسمعون من أفواه البسطاء ويلمسون ويدركون حقيقة مكانة وقيمة الفرسان بلا تزويق ولا تبهير .

ـ ليس من مصلحة الوطن أن ينحبس أبناؤه في مربع أكْل بعضهم وتشويه وشيطنة كل منهم للآخر، الوطن يسع الجميع، وإذا وجدنا في تاريخنا القريب أو البعيد ما يخالف ذلك فلنركله ونرفضه ثم نقفز فوقه للمضي إلى دولة القانون والعدالة بلا إقصاء أو مرارات جديدة، ولتكن لنا في تجرية الزعيم نلسون مانديلا عظمة وعبرة، ولندرك أنه مهما تصور طرف وتوهم أنه يملك أدوات الدوْس والخنق والسحل فسيكتشف غير بعيد أنه خاسر وبيده لا بيد عمرو !

ـ المخبول في ذمة العاقل، والخبل قد يتمثل في سلوك سياسي أو اجتماعي معيب، العقلاء عليهم أن يُناصحوا علّ المخبول يستفيق ويعود لوعيه وإلا فعليهم به حتى لا ينهدم المعبد فوق الجميع !

ـ خارج النص: كامل التضامن مع الصحف والقنوات والجمعيات التي خُنقت ووُئدت بزعم أنها مرتبطة بالنظام السابق ومدعومة منه ! قرار سياسي انتقائي موغل في الظلم والغباء !

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى