ماذا يحدث في الجنينة !!

كعادة  الإعلام  الخرطومي تجاهل  عن عمد الموت والسحل  والنهب وخراب الجنينة،  دار اندوكا، واستمر يتغزل  في حمدوك الذي (بل الكيزان) والعبارة  بين القوسين تكشف أي عصر وانحطاط نعيشه  في بلادنا المكلومة المفجوعة.  

الخرطوم  أعلنت الحداد  على شهداء الانتفاضة  والثورة السودانية، ولم تحزن  أو تكف عن الرقص والغناء حداداً  على الدماء السائلة في الجنينة دار اندوكا  في ذات اللحظة التي يخطب فيها البرهان بالقصر  الجمهوري كانت الجنينة تئن وتتوجع من الألم وتغرق  في دموع الباكيات على أرواح شباب حصدهم الموت المفجع  في رابعة النهار، وعجزت السلطات عن إيقاف حمامات الموت التي  اندلقت في شوارع الجنينة الشهيرة بدار اندوكا (الجنينة بلد أبو) شهدت  أبشع انواع انتهاكات حقوق الإنسان والسحل والقتل وحرق الضحايا بالنار بعد  أن حرقت الملشيات الأسواق ومعسكرات النازحين في أبشع جريمة ضد الإنسانية في عهد  حكومة الخبير الأممي عبد الله حمدوك.  

ما حدث  في الجنينة  من قتل وسلب تتحمل  مسؤوليته بالكامل الحكومة  الانتقالية التي وقفت وقفة  مشرفة في محاكمة القتلة الذين  انتهكوا حرمة المعلم الشهيد أحمد خير  حتى رأى الجميع العدالة أمامهم !! لكن  متى يرى أهل دارفور العدالة أمامهم ؟؟ وصور  الضحايا تملأ الفضاء ورائحة الموت النتنة تلوث  فضاء الوطن الموعود بمزيد من الدماء إذا لم تبدل الحكومة  نظرتها للمشاكل وتقلع عن التحلل من المسؤوليات بفزاعة النظام  السابق. 

دارفور  شهدت من قبل  أحداثاً أكثر دموية  وعنفاً، ولكن عدالة الأرض  تركت القصاص لعدالة السماء المؤجلة  ليوم الحساب، لكن المشاعر الوطنية قبل  الثورة وبعدها لم تتبدل والخرطوم التي كانت  ترقص على أنغام قيقم وآلة الموت تحصد أهل دارفور  في طويلة ودليج هي الخرطوم نفسها التي تغني اليوم لحمادة  عباسية وأردمتا تغرق في الدم .

مساجد  الخرطوم  غداً الجمعة  لن تتحدث منابرها  عن الموت في معسكرات  البؤساء في الجنينة وتدعو للشهداء  بالمغفرة، ولكن مساجد الخرطوم غداً  ستسبح بأنشودة شكراً حمدوك التي أمرهم  بها الوزير الباكي لترتيل القديس يوحنا في كنيسة  الشهيدين يوم عيد الميلاد، الذي احتفلت به الخرطوم أكثر  من احتفالها بمولد خير البرية، وأكثر من الاحتفال بعيد الاستقلال.  

ليس  مطلوباً من السيد  حمدوك البكاء مع المكلومات  المجروحات في أكبادهن، لكنه مطالب  بمسح الدموع التي على خدود كلتماية  وفطومة بت القصاري وحماية إسحق آدم من هجمات  الملشيات التي تحترف الموت . 

غداً  يتم توقيع  اتفاقية السلام  بين الحكومة والحركات  المتمردة التي أطلق عليها حركات الكفاح المسلح وسيقتسم  الثوار والثوار كراسي الحكم ويستبدل المقاتلون الخنادف  بالفنادق، ويعود اللاجئون السياسيون لأرضهم ويواجهون الأسئلة  الصعبة ماذا بعد السلام؟

 وسكان  المعسكرات  مغبونون وحانقون  على من شردهم من ديارهم بغير حق، وقد تحدثهم  أنفسهم بالانتقام من الآخرين، فهل للحكومة رؤية  للمصالحات المجتمعية؟ أم هي مشغولة فقط بتأمين كراسي  الانتقال وشغل الرأي العام بالانتقام والتفكيك وفتح أبواب  البلاد للمخبرين الأجانب وجعل الخرطوم امرأة مباحة حتى أصبح  الأجانب الخليجيون يتجسسون على مكالمات ستات الشاي في وطنهن ويتنصتون  لكل همسة ورنة هاتف كما كشف ذلك المؤتمر الشعبي الأسبوع الماضي على لسان  السفير إدريس سليمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى