ارفعوه!!!

 

قالت  الحكومة  إن لجنة  مصغرة ستبحث  خيارات  رفع  الدعم  عن المحروقات  بالتدرّج  في مشروع  الموازنة  العامة  بعد  أن أصبحت  قضية  رفع  الدعم  مثل  قضية  من وراء  فض  اعتصام  القيادة العامة؟ وكيفية  خروج  لجنة  المحامي  النبيل  نبيل  أديب  من المأزق  التاريخي،  اللجنة  إذا  صدقت  مع نفسها  ومع شعبها، وقالت  الجهة  الفلانية  هي من فض  الاعتصام  نشبت  مشكلة  ربما  هددت  وجود  الحكومة  نفسها، وإذا  برأت  اللجنة  تلك  الجهة  وقالت  مثلاً  الاعتصام  فضته  كتائب  الظل  لن يصدقها  أحد  وستنشب  مشكلة  جديدة .

أما  رفع  الدعم،  فإن  مساعدات  الخارج  ووعود  المانحين  من الإفرنج  والعرب  رهينة  بالإصلاح  الهيكلي  للاقتصاد  برفع  كل  أنواع  الدعم  الحكومي  للسلع  والوقود  وتصحيح  التشوهات  التاريخية  في  الاقتصاد  والتي  عجزت  عنها  الحكومات  المتعاقبة، وآخرها  حكومة  البشير،  فإذا  أقدمت  الحكومة  على رفع  الدعم  عليها  تحمل  تبعات  ذلك،  ودفع  فاتورة  ما يترتب  على الرفع  المتدرج  أو  الرفع  الكامل  من نتائج  بسبب  الاحتجاجات  التي  تصاحب  الأيام  الأولى  لقرار  رفع  الدعم، وبما  أن حكومة  حمدوك  تسندها  قاعدة  عريضة  من الشباب  في الأحياء  يعتبرونها  حكومة  ثورة  تمثلهم،  فإن  هؤلاء  الشباب  لن يخرجوا  احتجاجاً على أي  قرارات  تتخذها  الحكومة  في الوقت  الراهن،  وهو  الوقت  الذهبي  لرفع  الدعم  السلعي  وأي  تأخير  في غير  صالح  الأطراف  جميعاً، فالشباب  الذين  صنعوا الثورة  يمكنهم  التضحية  من أجلها  بالروح  دعك من  تحمّل  تبعات  سنوات  ما بعد  رفع  الدعم  من ارتفاع  في أسعار  كل  السلع  وتدهور  سعر  العملة  الوطنية  مقابل  الدولار الأمريكي  وبقية  العملات،  حيث  يتوقع  أن يتجاوز  سعر  الدولار  في  حال  رفع  الدعم  المائة  وخمسين  في غضون  شهر  مارس  المقبل .

أما  في حال  خوف  الحكومة  من قرار  رفع  الدعم

وتم الركون  لتقديرات  الساسة  المتوجسين  خوفاً  من غضبة  الجماهير،  فإن  المانحين  الغربيين  لن يدفعوا دولاراً  واحداً  لحكومة  حمدوك،  وداخلياً  تستنزف  سياسات  الدعم  قدرات  البلاد  وإمكانياتها  ويحصد  قطط  المخابز  ومحطات  الوقود  المال  السائب  ويتركون  الشعب  يتضور  جوعاً، وفي حال  استمرار  الدعم  لن تبني  حكومة  الفترة  الانتقالية  كشكاً  أو  شفخانة  واحدة  في كل  السودان،  ولن تستطيع  بالشرطة  أو  لحان  المقاومة  محاربة  مافيا  الدقيق  التي  تستفيد  من الدعم  وتتكسب  أكثر  من ٥٠٠ جنيه  في  الجوال  الواحد  عند  بيعه  أو  تصنيعه  حلوى  وباسطة  بدلاً  من تصنيعه  خبزاً،  وبعد  أن أبعدت  الحكومة  جهاز  الأمن  عن رقابة  الدقيق  والجازولين  والبنزين، أصبحت  بلادنا  تطعم  وتغذي  شرايين  اقتصاد  عدد  من البلدان.

رفع  الدعم  خطوة  صحيحة، ولكن  لها  ثمن  سياسي  تدفعه  قوى الحرية والتغيير  من رصيدها  في  بنك  الجماهير،  ومن أجل  المصلحة العامة  فلتدفع  “قحت”  القليل  لتكسب  الكثير  من أجل  اقتصاد  معافى  ووطن  ناهض  بقدرات  بنيه، بدلاً  من وطن  يتسوّل  الدقيق  والجازولين  ومكره على بيع  موانئه  لسد  حاجته  من الدولار  الأخضر  مثله  ودولة  جيبوتي.

ارفعوا  الدعم  يرحمكم  رب  العرش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى