نحن والعالم

 

** الإعلان بأن السودان استردّ دوره العالمي والإقليمي والقاري إعلان يعجبنا ويسعدنا، لأنه اعتراف باسترداد دور غائب أي كان لنا دور وبسبب السياسات وبسبب رغبة القوي الأوحد أن نسير في ركابه كما سار الآخرون.

وقد حاولت الإنقاذ إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن بعد فوات الأوان واتفاق قوى الداخل والخارج وكان ما كان.

** لنذكّر أنفسنا وجيل اليوم ببعض ما كان من دورنا المفقود أو الذي حاول من لا يريدون لنا الخير أن يظهر.

** بيننا هذه الأيام قادة الإعلام العربي الحديث، للاحتفال معنا بمولودهم الذي رأى النور في عاصمة بلادنا، لأننا كنا أصحاب الفكرة والدعوة، فكان اتحاد الإذاعات العربية الكيان العربي الكبير الناجح بالمقارنة مع بقية الكيانات التي يكاد يطويها النسيان ومنها جامعة الدول العربية نفسها.

** وقبل أن نغادر المسرح العربي، فنحن من جمعنا العرب بعد نكسة 1967م في مؤتمر اللاءات الثلاثة (لا تفاوض ولا علاقة ولا اعتراف بإسرائيل)، والتي حلت مكانها شعارات التطبيع مع العدو رفرفة علمه فوق بعض الساريات العربية وفي الطريق البقية.

** على المستوى العربي ما أعرفه ويعترف به بعض العرب دورنا في تعليمهم ونشر الرياضة وتأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم في ليبيا عام 1974م بقيادة الدكتور عبد الحليم محمد، وتولى أمانته العامة الأستاذ جعفر عطا المنان رحمهما الله.

** والرياضة تذكرنا تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في الخرطوم عام1957م، والذي احتفل بيوبيله الذهبي هنا عام 2007م وهكذا دواليك.

** على المستوى الأفريقي يشهد لنا العالم برعاية كل حركات التحرر الأفريقية الذين جابوا العالم الحر بجوازات سفر سودانية، كما ظل يعترف بذلك المناضل الأكبر نيلسون مانديلا، وسبقه المناضل الأكبر باتريس لوممبا وغيرهما كثير، وكانت صفقات أسلحة الثوار تستلم هنا وتوزع شرقاً وغرباً وجنوباً للثوار من ناميبيا وروديسيا وإريتريا.. إنه السودان.

** على المستوى الدولي ساهمنا وشاركنا في تأسيس حركة عدم الانحياز في باندونق بأندونيسيا في 1955م، بزعيمنا الخالد إسماعيل الأزهري الذي وقف شامخاً كتفاً بكتف مع زعماء حركة عدم الانحياز جوزيف تيتو وجواهر نهرو وكوامي نكروما وشو ان لاي وجمال عبد الناصر الذي طلب من الزعيم الأزهري الجلوس خلف العلم المصري، لأن السودان لم يكن قد أعلن استقلاله ورفع علمه، لكن الكبرياء السوداني جعل الزعيم الخالد الأزهري يخرج منديله الأبيض ويكتب عليه السودان ويضعه أمامه، وصفق الزعيم الصيني شو ان لاي، وطلب العلم للاحتفاظ به كذكرى، ويردد الصينيون هذا حين يفتخرون بأن السودانيين أول من اعترف بدولتهم وشهد عام  2005م الاحتفال باليوبيل الذهبي للعلاقات السودانية الصينية.

** المواقف عديدة على تفرّد السودان وريادته في العديد من المجالات وكانت كلها في عهود حكومات ديموقراطية وعسكرية ولكنها كانت تتحرك من جبهة داخلية موحدة وهذا ما ننتظره من حكومة الثورة.

* نقطة نقطة *

** حقيقة لا يعرف الفضل إلا أولو الفضل، وقررت الهيئة السودانية العامة للإذاعة والتلفزيون تكريم خمسة من أبناء السودان خلال اليوبيل الذهبي لاتحاد إذاعات الدول العربية، على رأسهم الرمز الإذاعي الكبير الأستاذ محمد طاهر، وهو من أعضاء وفد السودان المؤسس لاتحاد الإذاعات والمهندسة سيدة الشايب أول مسؤول في الاتحاد، والفنان المبدع إدمون منير، والتلفزيوني الصبور الأستاذ الصادق خالد، وشخصي الضعيف لعملي خلال خمسين عاماً قبل التقاعد منها عشرون عاماً في رئاسة لجنة الرياضة باتحاد الإذاعات العربية، والشكر لأهل الوفاء قادة الهيئة الأستاذ إبراهيم البزعي وأعوانه الذين يحسنون حالياً استقبال ورعاية احتفال اليوبيل الذهبي للاتحاد.

** السودانيون وراء الأعمال الناجحة، وليس بعيداً عن يوبيل الاتحاد، فإن رجلين من أبناء هذا الوطن وراء رعاية ونجاح الاحتفالية، وهما مدير عام الاتحاد المهندس عبد الرحيم سليمان، والمدير الإقليمي لعربسات الأستاذ شوقي سليمان وعبرهما تستحق عربسات التحية، فهي من الكيانات العربية الناجحة، وتطورت بصورة ملحوظة عبر أقمارها العديدة التي تجوب الفضاء.

** تختتم غداً دورة الخليج بالدوحة كأعظم ما يكون التنظيم والنقل التلفزيوني، وكانت بروفة قطرية ناجحة لاستضافة كأس العالم القادم في 2022م.

** يلتقي نهار اليوم خريجو  مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية القديمة بنادي السكة حديد بالخرطوم لتبادل الذكريات والوقوف على المدرسة التي عادت بداخلياتها سيرتها الأولى، ويشارك بعض أساتذة المدرسة وممثلين للمدارس الثانوية والدعوة لمن لم تصله.

** رحم الله الزميل الصحفي زكريا حامد صاحب القلم الرشيق، فقد عمل معنا في منتصف الثمانينات في صحيفة الجريدة التي أصدرتها عقب الانتفاضة، وكان نعم الصحفي المقتدر، نسأل الله له الرحمة والجنة، والعزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى