الوفاء بالوعد والعهد لاكتمال الفرح

** من حق شعبنا أن يفرح وهو يستلهم فجراً جديداً كانت مقدمته العمل بشعارات جميلة عصرية هي الحرية والسلام والعدالة ووعود من المجتمع الدولي بتحقيق أعلى درجات الرخاء والاستقرار والانطلاق للمستقبل بإلغاء الديون التي كبلتنا عشرات السنين ورفع اسم بلدنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب لنستقبل الأيدي التي تود انتشالنا، وظللنا نسمع هذه الوعود كثيراً خاصة ونحن نوقع اتفاق سلام وكانت وعود بلغة التهديد.

** لا تزال العبارة تتردد في أذني منذ فبراير١٩٨٨م وقد ابتعثت من جريدة الشرق الأوسط بجدة حيث كنت أعمل لتغطية اتفاق الميرغني قرنق، وسمعت الوعد بأن السودان مقبل على غدٍ جديد وبحبوحة من الحياة الكريمة، ولم يتحقق الوعد لأن ذلك الاتفاق لم يجد القبول الحزبي وضاع الوعد.

** ظللت أسمع نفس الوعد من المجتمع الدولي أو أصحاب القرار في العالم في كل مرة نوقع اتفاق سلام أو نكاد بأنكم موعودون بجنة الرخاء ونوقع ولا جنة ولا يحزنون، وحدث هذا في أبوجا واحد وأبوجا اثنين وجيبوتي وأسمرا وفرانكفورت حتى كان الوعد الأكبر والتهديد الواضح في ضاحيتي ميشاكوس ونيفاشا ولا جديد.

** ولكن كان هنالك جديد في نيفاشا بحكم الهالة الضخمة والوجود الهائل لممثلي المجتمع الدولي، بل تلقّينا التهنئة بالسلام الشامل بعد التوقيع مباشرة، ولكن بعد أربع وعشرين ساعة ولم ينفض سامرنا من نيفاشا تم الإعلان الرسمي عن حرب لا تبقي ولا تذر في دارفور، وفيما بعد ضحكنا حين كان الوعد بتحقيق اتفاقيات سلام لدارفور في الدوحة وأبوجا وضحكنا للوعد وعلّقنا بأن (هذا الفيلم سبقت مشاهدته) .

** لا أعرف سبباً لتذكري ذلك الفيلم القديم ونحن نفرح بتوقيع اتفاق سياسي ودستوري لدولة جديدة ومستقبل زاهر بعد التوقيع لأننا سمعنا نفس مفردات الوعود التي تشبه التهديد والتهديد بلغة الوعود بأن قائمة الدول الراعية للإرهاب ستخلو من اسم السودان وسترفع القيود وستعفى الديون وسيتحقق السلام .

** حتى لا نظلم أنفسنا ونمنحها قدراً من التفاؤل لأن ظروفنا الحالية مختلفة والملعب مختلف فهو في أرضنا وبين جماهيرنا واللاعبون مختلفون بل قد يكون اللاعب الأساسي في كل الجولات السابقة غائباً وقد كان هو المقصود والمستهدف من الخارج .

** دعوا فرحتنا تكتمل ولتشرع حكومة الكفاءات ومجلسنا السيادي وهو هجين مقبول من صناع الثورة من عسكريين ومدنيين وليس لأحدهما ادعاء صناعة الثورة وحده، ولهذا فليعلم المحتمع الدولي الذي وعد وهدد واستجبنا ووقعنا ألا يخذلنا هذه المرة وألا نلدغ من جحر لُدغنا منه مرات ومرات .

** نقطة نقطة **

** شباب البراري تحولوا إلى الجانب الأهم وبدأت حملتهم للنظافة وإزالة معوقات الطرق الصغيرة والكبيرة بعد جهد كبير لنجاح الثورة وصبر من أهالي البراري على الشهور الصعبة وليت الثوار يردون الدين للبراري بعد تحقيق النصر الكامل ويساعدوا إخوانهم في البراري لاكتمال مرحلة إعادة الترميم التي تكاد تكتمل، فقد يتحولون جميعاً لمناطق أخرى في العاصمة.

** وكعادتها أم المدائن عطبرة تشارك بطريقتها المميزة المعروفة في الاحتفال بالآلاف في قطار تم إعداده ليكون وسيلة الانتقال والراحة والمعيشة ثم العودة لعطبرة دون تأثير على دولاب العمل أو غياب من الدوام ودون تكلفة ضيافة وسكن إنها عطبرة.

** ألاحظ تدنياً كبيراً في برامج القنوات كلها، وهو تدنٍّ في الأفكار والمقدمين والضيوف وحتى أسماء البرامج لا علاقة لها بالموضوع وتحتاج إلى شرح مثل كالآتي و١٨٠ درجة وعلى كيفي وهلمجرا، وأخشى أن تكون هلمجرا نفسها عنواناً لبرنامح جديد وإن كانت أفضل مما ذكرنا.

** من أمثلة التدهور في إعلامنا، ما ظلت معظم القنوات والمحطات الإذاعية تبلغنا بأن رئيس الاتحاد العام لكرة القدم ألغى برمجة الدوري الممتاز وستتم الدعوة لإجراء قرعة جديدة وفي اليوم التالي صدر نفي من الاتحاد وانتهى الأمر، ولكن لم نسمع بلجان تحقيق عقدت ولحان محاسبة أعلنت وكأن ما حدث خطأ بسيط (وإيه يعني؟).

** الأمطار هي الأمطار والخسائر هي الخسائر والضحايا هم الضحايا، والمنازل المزالة هي نفسها، ولا جديد إلا في دخول الدعم السريع هذه المرة للملعب بقوة، وبما أن الخريف في منتصفه، فهل سيستمر الدعم السريع أم تتولى الحكومة الجديدة.

** أخشى أن أسمع من يقول لي انت في شنو والناس في شنو؟ لأنني بصدد التوجيه للحكومة الجديدة بإعادة المال المنهوب من هيئة التلفزيون بعدم الحصول على المال الخاص بالمواد الكثيرة التي تبثها كل القنوات مجاناً وضحكنا حينما هددت القيادة السابقة للتلفزيون باتخاذ الإجراءات القانونية.

** عدتُ لاستوديو التلفزيون بعد غياب ثلاث عشرة سنة لأقدم برنامجاً للذكريات مع البروفيسور علي شمو، وكنت في فقرة سابقة وصفت برامج القنوات بالضعف في موضوعاتها ومقدميها وحتى أسمائها وحرصت ألا تكون حلقتنا كذلك، لأننا أحسنا اختيار الضيف والموضوع وحاول وربما اجتهد المقدم بعدم الإفراط في الكلام والأسئلة وأن يمنح الضيف حقه ومساحته الكاملة، أتمنى أن نكون نجحنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى