نقاط في سطور

 

* تحمّل مدني عباس مدني وزير التجارة والصناعة لوحده ما يَحدث  الآن لمُزارعي الفول السوداني من كسادٍ في الأسواق، وتدنٍ مُريعٍ في  سعر قنطار الفول الذي وصل لألف جنيه فقط بدلاً من ألف وثلاثمائة جنيه للقنطار قبل القرار الكارثي بوقف صادر الفول، وهو قرارٌ لصالح طبقة الأثرياء من مُلاك المصانع على حساب المُنتجين  المغلوبين على أمرهم.

* صَحيحٌ أنّ الوزير طبقياً يُعبِّر عن مصالح التجار، وثقافياً يمثل  النخب النيلية التي لا تنظر للريف إلا بقدر خدمة مصالحها، لذلك  جاءت قرارات الوزير لصالح هذه الطَبقات من الأثرياء، وما يقوله  الوزير عن جِهاتٍ مجهولةٍ دخلت في سوق المُضاربات وتمّ إيقاف  الصّادر لمَعرفة هذه الجهات يُؤكِّد بؤس أداء الوزير وجَهله بأسواق المَحاصيل في مثل هذه الأيام، حيث تتنافس شركات الزيوت في الحُصُول على احتياجاتها من السِّمسم والفول وزهرة الشمس لأغراض  سد حاجة السوق المحلي، ولكن الوزير لا يعلم ذلك ولا تُقدّم إليه إحصائية عن الإنتاج المُتوقّع من الحُبُوب الزيتية والفجوة بين الاحتياج الفعلي والإنتاج، لذلك يَتَخَبّط في قراراته، طَبعاً هذا بافتراض حُسن النيّة بأنّ القرار لا علاقة له باستثناءاتٍ قادمةٍ ينالها المحظيون بالرعاية الحكومية.

* وحده حزب الأمة يقف مع إجراء اِنتخابات مُبكِّرة بحساب رصيده الشعبي بعد حرمان الإسلاميين من خَوض الانتخابات القادمة وابتعاد الحزب الاتحادي الديمقراطي عن الساحة وفشل مُبادرة توحيده واستمرار حالة السُّيولة التنظيمية التي يُعاني منها، ولكن حزب الأمة  لا يقوى على رفع رأسه فوق الحزب الشيوعي الذي يَمسك بتلابيب  الفترة الانتقالية ويتحكّم في مسارها، ولذلك دعوته المُتكرِّرة لإجراء  انتخاباتٍ مُبكِّرةٍ تتصادم مع أهل (الجلد والرأس).

وفي ذات الوقت لا يضمن الحزب حُصُوله على أغلبية برلمانية تُعيده إلى ما كان عليه قبل 89، وقد فَقَدَ الحزب رُمُوزاً وقيادات لها رصيدٌ كبيرٌ في بنك الجماهير، والآن أصبح يقوده فضل الله برمة ناصر، ويمثله في الحكومة الانتقالية نصر الدين مفرح.. فأين هؤلاء من رجال مثل د. عمر نور الدائم وبكري أحمد عديل ومبارك الفاضل المهدي؟!

استعجال حزب الأمة للانتخابات المُبكِّرة له علاقة ما بالصادق  المهدي نفسه الذي أخيراً عبّر عن رغبته في تولي منصب رئيس الوزراء القادم.

* غداً الجمعة يلعب الهلال السوداني مُباراته الثانية في البطولة الأفريقية أمام الأهلي والمصري وما أدراك ما أهلي القرن، بنجومه  وتاريخه وبطولاته وتوهُّجه داخلياً وخارجياً، والمُباراة مُخيفة جداً لأنصار الأزرق ليس خوفاً من الهزيمة، ولكن خشية الفضيحة الكروية أي الهزيمة بعددٍ وافرٍ من الأهداف يفوق الثلاثة، والهلال الذي تَجَاوَزَ مُباراته الأولى أمام أضعف فرق المجموعة بلاتينيوم الزيمبابوي بصُعُوبةٍ بالغةٍ، غير مُرشّحٍ لتجاوُز الأهلي المصري ولا  النجم الساحلي التونسي من واقع مُستواه المُتدني داخلياً وخارجياً، اللهم نسألك اللطف بالهلال وخفّف عنه الهزائم وثبِّت أقدام لاعبيه في مباراة يوم غدٍ الجمعة.

* هناك أقلام في الساحة ساهمت بجهدٍ غير منكورٍ في صناعة  التغيير، ووقفت بصلابةٍ من أجل سيادة قيم الحُرية والديمقراطية، ولكنها بعد أن تَحقّقت مَقاصدها انزوت بعيداً وتركت الساحة لأدعياء  النضال والانتهازيين.. أين د. الطيب زين العابدين القيادي السابق في الجبهة الإسلامية بعد أن ظَلّ يكتب لمدة ثلاثين عاماً داعياً للديمقراطية وللتغيير والحريات؟ وأين الدكتور عبد الوهاب الأفندي  أول من ناهض النظام السابق وكتب كتابه الثورة والإصلاح السياسي، فلماذا صمت الأفندي؟ ويسارياً أين الصحفي عثمان شبونة  أكثر الصحفيين تعرُّضاً للإيقاف والاستدعاء والاستهداف من الرئيس السابق شخصياً، شبونة ظلّ يكتب بحرارةٍ وإيمانٍ عَميقٍ بالديمقراطية،  وعندما رَحَلَ النظام لم يتشفَ، وبأخلاق الفرسان أمسك قلمه ولسانه وتَوَارى عن الأنظار، رغم أنّ سَهم شبونة في التغيير أكبر من سهم بتاع الجرادل وداعية عودة اليهود.. فأين عثمان شبونة حتى من صحيفة النظام حديثة الصدور؟ وأين أمل هباني وعبد المنعم الريح  الشتلي وأين فيصل الباقر؟!

مُجرّد أسئلة تبحث عن أجوبةٍ…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى