وكيل وزارة المالية مكي ميرغني في إفادات ما بعد “بروكسل”

 

الزيارة إيجابية جداً وترحيب أوروبي بسودان ما بعد الثورة

مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي سيشارك في مؤتمر أصدقاء السودان

الوضع المالي مستقر وليست لنا مشاكل

تلقّينا وعداً من الاتحاد وآلياته بالمساهمة في الرفع من قائمة الإرهاب

ترحيب الاتحاد الأوروبي بخطة الحكومة والزيارة نقلة في العلاقات

التعداد السكاني سيُجرى قريباً وتكلفته 150 مليوناً

لهذه الأسباب (… )  محاربة الفساد محور أساسي للحكومة

 

بدا وكيل وزارة المالية الأستاذ مكي ميرغني أحد أعضاء الوفد المرافق لحمدوك في زيارته لبروكسل  متفائلًا بإمكانية عبور المرحلة الحرجة في تاريخ سودان ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة  واصفاً زيارة حمدوك لبروكسل بأنها إيجابية جدًا وأن السودان يمكنه الآن الاندماج في المحتمع الدولي بسلاسة بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب، كاشفا عن وعود قدمها الاتحاد بمساعدة السودان في هذا الصدد.

وقال ميرغني في اللقاء الخاطف لـ”الصيحة” من داخل ردهات  فندق “ستنبيجر” مقر إقامة رئيس الوزراء قبيل المغادرة للخرطوم أن هنالك ترحيباً دولياً بالسودان الجديد، وإن الزيارة تمثل نقلة نوعية.

وجدد التأكيد على بقاء الدعم وأنه تم بأمر سياسي، غير أنه أشار إلى أن هنالك اتجاهاً لتوجيهه نحو المستفيدين، واصفاً الوضع المالي الحالي بالمستقر.

 

حاورته ببروكسل: مريم أبشر

*بدءاً ما هو تقييمك للزيارة؟

يمكن القول إن زيارة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لبروكسل إنها  كانت إيجابية جداً، باعتبار أن هناك قبولاً كبيراً للسودان إقليمياً ودولياً ويمكن أن يندمج الآن في المجتمع الدولي بسهولة وسلاسة.

ولكن العقوبات ووضعه على اللائحة ما زال قائماً؟ *

بالتأكيد تبقت لنا مشكلة العقوبات وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأنا أقول إن الشعب  السوداني  لا ولم  يرع الإرهاب، وهو شعب مسالم وليس لنا أي مشكلة، نريد أن نعيش في سلام، ونتبع سياسة خارجية تخدم وتحترم مصالحنا ونعيش في سلام مع جيراننا، بجانب الإسهام في تعزيز السلام الإقليمي والدولي.

*هل تلقيتم وعوداً قاطعة من الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في الرفع من القائمة وإلغاء العقوبات الاقتصادية؟

نعم، هناك وعود بإجراء تحركات حقيقية لمساعدة السودان في الرفع من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبدأ هذا التحرك الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بإعلانه من منصة  الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مؤخراً بدعمه للثورة السودانية ومساعدته على رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب،  وكذلك الآن الاتحاد الأوربي ومجموعات آلياته اكدوا أنهم سيسعون مع السودان للتخلص من قائمة الإرهاب ومساعدته ودعمه. ولكم أن تعلموا أن وفد السودان برئاسة د. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء طرح خلال لقاءاته مع مفوض إدارة الأزمات والعون الإنساني وإدارة الأزمات،  وأيضاً  اللقاء مع مفوض التعاون الدولي والتنمية،  وكذلك في اللقاء مع فدريكا موغيرينى الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي  التي استقبلت رئيس الوزراء قبيل الغداء الرسمي ولقائه مع وزراء بمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي تم طرح خطط وبرامج حكومة الفترة الانتقالية وتقديم تنوير شامل حول التغيير الذي حدث في السودان.

وفي كل اللقاءات كان هنالك ترحيب بالأفكار المطروحة، وتأكدوا جميعاً أن هنالك سوداناً جديداً، وأرى أنه كون الدعوة من الاتحاد الأوروبي تأتي لرئيس الوزراء لزيارة الاتحاد هذه في تقديري نقلة كبيرة جداً، لم يحدث في الفترة السابقة أن رفرف علم السودان داخل الاتحاد الأوربي.. الآن هنالك استقبال كبير ليس من قبل الجهاز التتفيذي للاتحاد الأوربي بل من قبل البرلمانيين الذين أتوا  للمشاركة في الجلسة الخاصة والاستماع لتنوير رئيس الوزراء بل وطرح أسئلتهم عليه، وأكدوا أن السودان لم يأتنا هنا من قبل، وأعتقد هذا تفهم كبير جداً للتغيير الذي حدث بل إن رئيس البرلمان الأوروبي أكد أنه مع السودان.

*هنالك حديث عن اجتماع مرتقب لأصدقاء السودان بالخرطوم في ديسمبر القادم ما المتوقع؟

نعم، لدينا اجتماع مع أصدقاء السودان في الخرطوم والمفوضية الأوربية أكدت أنها سترسل مسئولاً عالي المستوى لهذا الاجتماع لدعم السودان .أصدقاء السودان سيأتون ويجتمعون في الخرطوم ليروا بأعينهم  السودان على أرض الواقع، وفضلاً عن تحاور المانحين مع بعضهم البعض في الخرطوم ومؤكد سيأتون بدعم مهم للسودان.

*الآن الاتحاد الأوربي قرر دعم السودان بـ 55 مليون دولار أين  سيكون توظيفها؟

من أكثر الأشياء التي تهم الحكومة الانتقالية الآن هو التعداد السكاني والذي سيكلف مبالغ كبيرة جداً تصل 150 مليون دولار، ونحتاج لتمويل من المانحين.. التعداد السكاني سيشمل مسحاً شاملاً للقوى العاملة، ومسحاً صناعياً وزراعياً، هذا العمل سيتم عاجلاً جداً وهو جزء من أهم مراحل الفترة الانتقالية.

*مقاطعة.. لماذا؟

لأن لديه علاقة مباشرة بالتخطيط الاقتصادي، ومعرفة المعلومات الأساسية حول المواطن بجانب مساعدته في الانتخابات القادمة من حيث تحديد الدوائر الجغرافية، والثقل السكاني.. فالتعداد لديه أهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية.

اقتصاديًا من حيث وضع الخطط السليمة للموارد والتحول البيئي بجانب تحديد مناطق الثقل السياسي وبالتالي تحديد عدد الدوائر الجغرافية، فضلاً تحديد عدد  الفقراء، وسيعقد  في ختام الفترة الانتقالية مؤتمر دستوري لتحديد كيف يحكم السودان.

*برأيك كيف سيتم دعم الفقراء والشرائح الضعيفة؟

نحن ماضون نحو تطبيق نظام البطاقة البايلوجية بغرض استهداف المستفيدين من الدعم المالي المشوه حالياً.  الآن الكل يشتري الرغيفة بجنيه  الذي عنده والذي ما عنده .. نحن سنسعى لاستهداف  الذين ليس لديهم لانتشالهم  من الفقر وسنعمل على هؤلاء  في مراحل لاحقة ليجدوا الدعم كاش.

*هل يعني ذلك أنكم سترفعون الدعم؟

الحكومة  الآن أكدت استمرار الدعم  لحين اختيار البديل، وهو توجيه الدعم نحو المستفيدين من الفقراء.. الدعم الحالي لا يذهب للفقراء.

* وما هي معايير تحديد الفقراء؟

بالطبع سيتم وضع دراسة لتحديد مستوى الفقر على كل مستويات السودان عبر لجان محددة وسيتم تحديد الولايات الأكثر  فقراً . .. الهدف الأساسي الذي من أجله قامت الثورة هو تحقيق العدالة الاجتماعية أحد شعاراتها، والأخذ من الغني للفقير أحسن مثال يتجسد في شعيرة  الزكاة بحانب ضريبة الدخل وأرباح الأعمال.. هنالك ضرائب تؤخذ من الكل مثل التجارة الخارجية كالجمارك والقيمة المضافة هذه الضرائب غير عادلة، ولكن هي مورد أساسي في الموازنة.

*بعض السلع المدعومة تهرب؟

نعم، لأن السياسات الاقتصادية غير سليمة، لماذا يتم التهربب مثلاً.. إما  لتفادي التكلفة العالية التي يدفعها أو أن هنالك إجراءات جبائية مطولة جداً يريد أن يتفاداها. وكما تعلمون أن  محاربة الفساد تمثل أهم محاور حكومة الفترة الانتقالية، وهو المحور الثالث  في الترتيب من ضمن عشرة محاور.. وأعتقد أن الدعم المقدم من قبل الدول أحد أهم تشوهات الفساد.. لأن تكلفة جوال الدقيق من المطاحن تصل إلى 1200 جنيه، ويباع للمخابز بـ 55 هذا يدفع للفساد (الشاحنة لازم تلف من مخبز إلى آخر) هذا يدفعنا أن نشيل الدعم نوجهه للدولة لتصرفه على مستحقيه في الصحة والتعليم ومساعدة الفقراء وليس جيوب الفاسدين.

*لكن الآن سيستمر أليس كذلك؟

نعم، الثورة جاءت  من الشارع،  وإزالة الدعم أمر غير مرحب به ولا يمكن سحبه في الوقت الراهن.. الدولة رأت كقرار سياسي أن  يستمر لحين .. إلى أن يتم إصلاح الخلل بالطريقة التي نريد ويستفيد منه المستهدفون  وزير المالية أشار إلى  أن تكون هنالك بطاقة ذكية جداً  مثلما يحدث حالياً في مصر.

حالياً العيش الذي ينتج في الخرطوم يغذي الجزيرة أيضاً ولدينا أيضاً لاجئون.

*تحديد الفقير وكيف سيتم دعمه؟

عبر البطاقة البايلوجية هي التي تحدد من الفقير  المستحق للدعم وسيستهدف المستحق والمحتاج شخصياً وليس أحد غيره.. وسيكون هنالك ترشيد للدعم المقدم للفقراء وهم بالطبع سيكونون أقلية مقارنة مع الدعم السابق الذي يستفيد منه الكل.

*وهل لديكم خطط أخرى في المستقبل؟

نعم، نحن نخطط في المستقبل أن نستغني عن الدعم بحاجة أكثر تأثيراً بإعطاء الفقراء مبالغ مالية تعينهم على شراء حوائجهم عبر الحماية الاجتماعية .. ونظام البطاقة الذي سيمضي للأمام لاحقاً بإدخال الفكرة في المواصلات وصرف الوقود وإخضاعه للشريحة بحيث تمنع السيارات من سحب الوقود ما لم يتم استخدامه.

*ما نسب لوزير المالية بأن الدولة تحتاج 5 مليارات دولار خلق نوعاً من الهلع ما هو الموقف المالي الآن؟

الوضع جيد ليست لدينا مشكلة في الوقود والدقيق وغيره من السلع الأساسية، ويكفى لعدة شهور ولدينا مساعدات.

*ما هي السلع الاستراتيجية المستهدفة والتي تسعى الدولة لتوفيرها.

هى السكر والدقيق واللبن والزيت والوقود العدس والأرز بجانب العمل على  تنشيط التعاونيات الاستهلاكية والإنتاجية والشراء من المصانع مباشرة.. الحكومة جاءت من أجل معاش الناس.

*لكن الأسعار ما زالت في ارتفاع؟

الحكومة الآن منذ أن استلمت لديها فقط شهران.. وسقوف المواطنين عالية جداً لكن الخراب والدمار الذي حدث كبير جداً والثوار يعلمون ذلك، وهو واحد من أسباب خروجهم للشارع.

*ما هي أبرز اللجان التي تعمل على دراسة الأوضاع؟

لجنة المواصلات واحدة من اللجان التي شكلها مجلس الوزراء وقدمت بعض التقارير وشرعوا حالياً في إصلاح الشوارع لأنه اتضح أن واحدة من أسباب عدم  انسياب المركبات العامة عدة مرات هي رداءة الطرق، نحن ورثنا بنية تحتية منهارة، بجانب ذلك كثير من البصات التي استجلبها النظام السابق  فيها مشاكل كثيرة يمضي الآن إصلاحها، وإذا ما نزلت الخدمة ستساهم في حل ضائقة المواصلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى