الأمين العام لكيان “الهامش وين” كمبال عبد الرحمن آدم لـ(الصيحة)

(حرية سلام وعدالة) نراه شعاراً ولا يتم تطبيقه على الأرض

تقرير المصير يجب أن يُشارك فيه كل الناس وبالأغلبية

الحلو غير مفوض للحديث باسمنا، ويستغل )الحرية والتغيير(

الحركة الشعبية، تمثل 10% فقط من مكونات الولاية

نرفض أي نتائج تتعلق بالمفاوضات

الحكومات المتعاقبة لم تمنحنا حقوقنا وهناك ظلم حاق بنا

(السيادي) تجاهلنا تماماً رغم جلوسنا مع بعض أعضائه

في هذه  الحالة فقط (….) سنحمل السلاح

نعاني من وجود قوة مدججة بالسلاح أطلق عليها (دي سي)

الحلو ليس لديه حق المطالبة بتقرير المصير

حوار: أم سلمة العشا

أكد الأمين العام لكيان “الهامش وين” كمبال عبد الرحمن آدم، استعداد إنسان ولاية جنوب كردفان للمشاركة في المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، مع الحكومة، وقال إن مكونات الولاية ترفض نتائج ما يجري من تفاوض جملة وتفصيلاً.

 وأشار إلى أنه لم يتم تفويض عبد العزيز الحلو للتحدث عنها، وأضاف: “إذا أراد الحديث عليه التحدث بلسان الحركة الشعبية، التي تمثل نسبة 10% فقط من ضمن تركيبة مكونات ولاية جنوب كردفان”. وأكد آدم أن وجود الحلو ضعيف بالولاية، وأنه يتمركز في أقاصي الجبال، وهم يرفضون ما يجري من تفاوض جملة وتفصيلاً، وذلك لأنهم مغيبون عن مخرجات التفاوض، ولا يعكسون لهم ما يدور فيها. ونبه آدم إلى وجود تيار داخل الحركة الشعبية لديه رأي كبير في الحلو نفسه، باعتبار أن عليه بعض الملاحظات..

ولمعرفة ما يدور من رؤية لإنسان الولاية (الصيحة) قلّبت الأوراق حول التفاوض مع الأمين العام لكيان”الهامش وين”، فإلى إفاداته.

*بداية حدثنا عن كيان الهامش وأسباب نشأته؟

-الكيان موجود في وجدان أي شخص يشعر بالتهميش والظلم، ومنذ الاستقلال لم نشعر بأن الدولة تعطي كل ذي حق حقه، هنالك نظريات داخل الخرطوم يتم تطبيقها، وبلورتها، في المقابل نجد أن المعاناة في الهامش زائدة، كما أن الحكومات التي تعاقبت لم تمنح الهامش حقوقه، وحتى الحكومة الماضية لم تمنحنا أي حقوق، بل تعمقت جراحنا، وظللنا نعاني إلى أن جاءت الثورة، تعشمنا فيها باعتبار أنها ثورة حقيقية، تخرج الناس من المعاناة ومنحهم كافة حقوقهم، لكن للأسف ليس هنالك ضوء يلوح في الأفق بأخذ حقوقنا، والكيان أنشئ للدفاع عن المهمشين في السودان، ورفع المعاناة عن كاهلهم، في مناطق كردفان ودارفور والشرق والشمال، جميعهم ليس لديهم أي وجود، والحكومة حالياً حصرت كل العمل داخل العاصمة الخرطوم، لذلك نحن نجد أنفسنا مظلومين في الصحة والتعليم ومهمشين كرعاة، ونظرتهم تجاهنا كجباية فقط دون أن ينعكس ذلك على التنمية والخدمات بالولاية، وحتى العمل البيطري الآن تم حصره في الخرطوم، والهامش، الولاية لم تجد حظها من ذلك رغم أنها تتمتع بثروة حيوانية ضخمة، وتم إيقاف التعدين بالولاية رغم أنه يساعد في سد رمق بعض الناس.

*انعقدت مفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة، ماه و تعليقكم عليها؟

– الحكومة بدأت في القفز بالتفاوض ومنح الحقوق للآخرين، وتحرم آخرين، وصراحة مسألة التفاوض الحالية نحن كولاية مغيبون فيها تماماً بكل المكونات، وحتى الذين يفاوضون لا يفاوضون باسمنا، ونحن لم نفوضهم وحتى مجموعة الحركات المسلحة كالحركة الشعبية، هي جزء وجناح عسكري لمجموعة الحرية والتغيير، وهم جزء واحد، وإذا لم نكن جزءاً من التفاوض الذي يجري بين الحركات المسلحة والحكومة، نرفض رفضاً تاماً أي ننتائج تتعلق بالمفاوضات، ونحن نعتبر أنها تزيد جراحنا، وتعمق قضيتنا، ولم تأت بنتائج تقدم البلد إلى الأمام، كما أن المفاوضات بين الحركات المسلحة، ومجموعة الحرية والتغيير، تمت بذات الطريقة والكيفية التي كانت تدار بها العملية في النظام السابق ولم يكن فيها جديد، وما لم تكن هنالك لجان قانونية تعكف على وضع أسس ولوائح ودساتير، تضمن كافة الحقوق للجميع، في كافة المناحي السياسية والاقتصادية المتعلقة بالثروة والسلطة، والتمثيل في الدوائر الجغرافية، وفي حال لم يتم ذلك نحن لا نعترف بالتفاوض إطلاقاً.

*ذكرت في بداية حديثك أن كيان الهامش يمثل كل الهامش في السودان بصورة عامة، ما هي الجهات والتحالفات التي انضمت للكيان؟

– هنالك جهات كثيرة، وولاية جنوب كردفان كـ(أنموذج) لكن المسألة كبيرة وعريضة من كل القبائل والتحالفات المهمشة، وهذا الكيان يعبر عن لسان حال كل الناس، لذلك عقدنا اجتماعات مع جهات وتحالفات كبيرة، أيدت الكيان، نتوقع خلال المرحلة القادمة حراك كبير جداً للكيان، وأسباب تكوين الكيان شعورنا بتجاهل الجهات المختصة والمعنيين بالأمر، سواء كانت حكومة أو أحزاباً، والكيان تم بموافقة عدد كبير من الناس، وما زال الباب مفتوحاً للانضمام إليه.

*من الذي فوض عبد العزيز الحلو في التفاوض مع الحكومة؟

– هذه المسألة اكتوينا منها كثيراً في السابق، والتفاوض الذي تم في اتفاقية نيفاشا، جاء الحلو بنفس الطريقة، وحصلوا على مواقع ومناصب كحركات مسلحة، ولم يهتموا بشأن المواطن، وما تم أفرز لنا إفرازات غير حميدة، كما أن ممارستهم للحكم لم تكن سليمة، مما اضطر الناس إلى العودة للمربع الأول (القتال)، ونحن في الولاية لا نرغب في تكرار هذه المسألة، ثانياً الحلو إنسان غير مفوض من قبل الولاية، وإذا أراد الحديث عليه التحدث بلسان الحركة الشعبية، التي تمثل نسبة 10% فقط من ضمن تركيبة مكونات ولاية جنوب كردفان، وبالتالي وجود الحلو فيها ضعيف،  ومناطق تمركزهم في أقاصي الجبال، الآن توجد قبائل وإثنيات ومكونات في الولاية لم تفوض الحلو بالتحدث باسمهم في المفاوضات، وهم يرفضون ما يجري من تفاوض جملة وتفصيلاً، وذلك لأنهم مغيبون عن مخرجات التفاوض ولا يعكسون لهم ما يدور فيها، داخل الحركة الشعبية يوجد تيار لديه رأي كبير في الحلو نفسه، باعتبار أن عليه ملاحظات.

*كانت هنالك مطالبات من قبل الحل بشأن حق تقرير مصير ولاية جنوب كردفان، ما هو تعليقكم في ظل تمثيل بنسبة 10% داخل الولاية؟

– الحلو ليس لديه حق في أن يطالب بتقرير المصير، وتقرير المصير يجب أن يشارك فيه كل الناس وبالأغلبية، ومن ثم يتم إجراء استفتاء لهم، كما أن الحلو يتحدث من منطلق أنه صاحب سلاح، ويضغط على الحكومة بالسلاح، وعلى هذا الأساس انصاعت له الحكومة، بجانب أنه يستغل قوى الحرية والتغيير باعتبار أنه جزء منهم وجسم مكمل لهم، ويستغل الوضع للقفز إلى مسائل لا يستحقها، ولذلك نحن نرفض رفضاً تاماً ما يجري من تفاوض، وإذا المسائل تأتي بالسلاح والقوة والنار، نحن لسنا ضعافاً ولدينا مكونات (دفاع شعبي، ومجموعات مسلحة)  جاهزة، وبالتالي يمكن أن نحمل سلاح، كما أن الحلو لم يستطع الخروج من منطقة “كاودا” وينزوي في مناطق ضيقة جداً، وبإمكاننا الوصول إليه في مناطقه، ونحقق انتصارات كبيرة عسكرية، وفي حال دخل الحلو جنوب كردفان بسلاحه وتحصل على مواقع نتيجة اقتسامه الكيكة مع الحرية والتغيير، نحن مستعدون للرجوع إلى الغابة لأخذ حقنا، وبالتالي الحلو يعتمد اعتماداً كاملاً على السلاح، لأنه سقط عبر الانتخاب حينما ترشح المرة السابقة، ولم يحقق نجاحاً وليس لديه أغلبية.

*هدّدت بحمل السلاح، هل مكونات الولاية معظمها مجموعات مسلحة؟

– نعم، الولاية ولاية حرب، وكل الناس بها يجيدون القتال والحرب وفنونها، لكن الناس تتسامى على الجراح، لتكوين دولة، ويجب التعامل مع القانون والعدالة، والآن الثورة شعارها (حرية سلام وعدالة) لكن نرى أنه كلام فقط ولا يتم تطبيقه على الأرض، ولا يوجد سلام ولا حرية، ولا يمكن نسبة 10% تتحكم في مصير 90% ويتم إقصاؤهم، هذه المسألة لها إفرازات إذا لم يعكف الناس على وضع معالجات، وبهذه الطريقة يقودون الناس إلى معركة جديدة، ونحن كمكونات مجتمع ليست لدينا مشكلة عرب ونوبة جميعهم علاقتهم جميلة، ومندمجون، والحركات المسلحة هي التي فرضت الواقع الحالي، حصرت ناساً في مجموعات محددة لا تسمح لهم بالتحرك وبالتالي خلقت الإشكالية.

*كيان الهامش اعترض على عدم إشراكهم في عملية التفاوض، وأعلن رفضه لأي نتائج للمفاوضات، وأنكم تمثلون ولاية جنوب كردفان، هل تم الجلوس مع المجلس السيادي، بشأن ذلك؟

– جلسنا مع بعض أعضاء المجلس السيادي، وطرحنا لهم أننا جاهزون للدخول والانخراط في عملية التفاوض من أجل السلام، لكن لم نجد الاستجابة حتى الآن، ولم تأتنا أي دعوة بشأن ذلك لتوضيح رؤيتنا، ولكن تم تجاهلنا تماماً ونحن نعاني تهميشاً، الآن الولاية تعاني من وجود قوة مدججة بالسلاح أطلق عليها (دي سي) على الحدود مع دولة جنوب السودان، تتبع للمعارضة الجنوبية، تقوم بتصرفات ومعاملة سيئة تجاه المواطنين جنوب منطقة أبو جبيهة بولاية جنوب كردفان، هذه القوة تتمتع بصلاحيات واسعة وتمركزت في المنطقة بمسافة مائة كيلو داخل الأراضي الحدودية للولاية، تعيث في الأرض فساداً، كما أنها تمارس أساليب ومعاملة سيئة تجاه المواطنين، عبر فرض رسوم وضرائب وسلب أبقار، وتؤجر أراضي ومشاريع مملوكة للمواطنين، بجانب إجبار الشخص العامل في إنتاج الصمغ العربي، دفع (10) آلاف جنيه، فالمنطقة تعاني التهميش وعدم الاهتمام من السلطات المختصة، والمواطن يفتقد الحماية، نسبة إلى أن وجود القوات المسلحة بتلك المناطق ضعيف.

*هل لديكم مطالب بشأن ما تعانيه الولاية من تهميش؟

–  هناك ظلم وقع علينا من حكومات سابقة، من بعد الاستقلال، ونحن كمهمشين يتم منحنا وظائف جانبية، “فتات الوظائف” وأكثر من 80% من الجيش والدعم السريع هم عساكر من الولاية (جنود، جنود صف، وضباط) لكن في القيادة حظنا ضعيف وحتى الرتب المتقدمة عندما تصل درجات معينة تتم إحالتها للمعاش، سواء في (الأمن، الشرطة، الجيش)، هذه مشاكل نعاني منها، بجانب الوظائف الأساسية في بنك السودان، والخارجية وغيرها من الوزارات، كما أن الذين يتم اختيارهم للوزارات بعيدون كل البعد، وما تم في البترول كان خصماً على المرعى والماء النظيف والغابات، كما أن الولايات المنتجة للبترول لم تقدم فيها أي خدمات، هذا بجانب ما تعرضت له قبيلة المسيرية في مناطق البترول يتعلق بالإجهاض، وإزالة الغابات، والأبقار، وأصبحت منطقة موبوءة، وصراحة نحن كمهمشين حظوظنا ضعيفة، ونشعر بفوارق كبيرة بيننا وبين الآخرين، هذه المسائل بدأت مناقشتها بصورة واضحة لكل المهمشين بصورة عامة، كما أنه لا يوجد قانون أو دستور لحسمها، هناك جهات محددة تتحكم فيها بالمزاج، إذا لم توجد معالجات ستكون المعاناة والمخالفات، بالإضافة لكل ذلك، لا يوجد تعليم، أولادنا يدرسون فترة ثلاثة شهور وبقية السنة إجازة، لا توجد صحة ورعاية للإنسان والحيوان، حتى مجال الزراعة تتم بطريقة تقليدية، لم يحصل تطور.

*رسالة للمسؤولين؟

– رسالتنا للجهات المسؤولة من ملفات التفاوض، لابد من مراجعة وضم كل الناس، ونحن نرفض التفاوض بهذه الطريقة والكيفية التي غيّبت أناساً أساسيين، ونحن بسبب الحرب لدينا أرامل وأيتام، ومشردون هائمون، هؤلاء يجب حصرهم وإيجاد معالجات لهم، وما لم يتم إشراكنا في التفاوض نرفض نتائجه جملة وتفصيلاً، ومستعدون لأي موقف من أجل حقوقنا، وليست لدينا مشكلة مع الحلو ولا الحركات المسلحة ولا قوى الحرية والتغيير، مشكلتنا مع من يظلمنا أياً كان، لدينا المقدرة في أخذ حقنا، وإذا الحق يتم أخذه بقوة السلاح، يمكن لنا أن نحمل السلاح إذا لم يكن هناك سبيل ومفر غير حمله للدفاع عن أنفسنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى