الاقتصاد والهجرة

*من طرائف جحا أنه مشى في طريق، فدخلت في رجله شوكة فآلمته، فلما ذهب إلى بيته أخرجها وقال: الحمد لله، فقالت زوجته: على أي شيء تحمد الله؟ قال: أحمده على أني لم أكن أنتعل حذائي الجديد وإلا خرقته الشوكة.

*وكذلك على حزب الأمة أن يحمد الله أن ثورة ديسمبر لم تُعِد الحكم للصادق المهدي باعتباره آخر رئيس وزراء ديمقراطي قبل مجيء الإنقاذ، وإلا ولغرق الحزب في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ووصفها حزب الأمة بأنها مصنوعة.

*أزمة السودان الاقتصادية قديمة جداً، ولكن كانت الظروف هي التى تحول دون ظهورها إلى العلن ويشعر بها المواطن، كما هو الحال الآن، ففي عهد الصادق المهدي كانت التعاونيات التي تدعم قوت المواطن ومعيشته، ولكن أيضاً في عهده كانت الأزمات متلاحقة وكبيرة، مما أتاح الفرصة للحركة الشعبية للسيطرة على الكثير من مناطق الجنوب.

*نائب رئيس حزب الأمة خرج بتصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية قال فيه إن حزبه له جُهُود وخطط يقودها بشأن مُعالجة الوضع الاقتصادي الراهن، ودعا إلى تعاون الجهات كَافّة، ووصف الأزمة الاقتصادية الحالية بأنها “مصنوعة”.

*ناصر اتهم جهات بأنها تعمل على تفاقم المشكلة الاقتصادية عن عمد، والجميع يعلم أن هذه الأزمة قديمة ولها سنوات ولكنها أزدادت بصورة كبيرة عقب انفصال دولة الجنوب في العام 2011م، وانخفض سعر الجنيه مقابل الدولار، ثم أصبحت طاحنة عقب مقترح اللجنة الاقتصادية بمجلس الوزراء والتي رفعت سعر الدولار الجمركي من ستة جنيهات إلى ثمانية عشر جنيهاً، مما جعل السلع الغذائية سعرها يرتفع إلى مستوى جنوني لم يقدر عليه الكثير من أهل السودان.

*جحا آلمته الشوكة، وحمد الله أنه لم يكن ينتعل حذاءه الجديد، وكذلك حزب الأمة آلمه التدني الاقتصادي، وعليه أن يحمد الله أنه لم يكن في السلطة وضربته سهام التدهور الاقتصادي المريع الذي يشهده السودان.

*الكثيرون كانوا يتوقعون أن ذهاب الإنقاذ سيفرج الأزمة، ولكن حتى الآن لم يحدث  جديد، ولم تشهد البلاد سوى انفراج في أزمة السيولة، ولكن الأوضاع المعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

*أصبحت الأسواق عبارة عن مجزرة لا يقدر عليها إلا القليلون، وملك الأسواق هذه الأيام “البصل” الذي شهد ارتفاعاً غير مسبوق في تاريخه، وكذلك العديد من الخضروات التي ارتفع سعرها بصورة جنونية.

*المواطن أصبح مغلوباً على أمره بعد نجاح ثورته، وفشل السيطرة على ارتفاع السلع الغذائية وانتشار الأمراض مع انعدام العلاجات وارتفاع أسعار الموجود منها.

*أحد الأصدقاء قال لي أفكر جاداً في الهجرة، وإن لدولة إفريقية يكون حالها أفضل من السودان. وهكذا هو حال الكثير من شباب بلادي الذين يفكرون في الهجرة الشرعية منها وغير الشرعية من أجل تحسين أوضاعهم وأسرهم المعيشية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى