القيادي الاتحادي أبو القاسم الحادو لـ”الصيحة”

 

الوحدة مع حزب مولانا (الميرغني) مُحرّمة شرعاً

أبناء الميرغني لا يعلمون شيئاً عن السودان ولم يعيشوا بداخله

خرجتُ من بيوت الأشباح عن طريق هذا الشخص (….)

هناك كيانات اتحادية غير ذات وزن وهي لافتات فقط

مجموعة أزرق طيبة لا يُستهان بها ولكن (…..)!!

من يتحركون للانضمام للميرغني بلا ضمائر وبلا وطنية

شراكة (الاتحادي) مع الشموليين حقّقت مصالح شخصية للميرغني

خلفية قوش (الختمية) قادته للعودة إلى حزب الميرغني

حاورته: شادية سيد أحمد

تصوير: محمد نور محكر 

استبعد القيادي الاتحادي عضو هيئة القيادة بالشرعية الثورية للحزب الاتحادي الديمقراطي (التيار الرئيسي للحزب الاتحادي) أبو القاسم محمد عبد الرحمن “الحادو”، حدوث وحدة اتحادية مع حزب مولانا محمد عثمان الميرغني، ووصفها بالمستحيلة والمحرمة شرعًا، وأضاف خلال الحوار الذي أجرته معه “الصيحة” أن المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرّتين ونحن لُدِغنا أكثر من مرة من حزب السيد، لذلك لن نتوحد معه.

“الصيحة” وضعت على منضدة الحادو العديد من الأسئلة من خلال هذا الحوار.

 

*بداية إلى أي التيارات الاتحادية التي باتت كثيرة ينتمي أبو القاسم الحادو؟

– أنا أنتمي للتيار الرئيسي للحزب الاتحادي الديمقراطي” الشرعية الثورية” الذي انتزعناه بالثورية.

*على أي اساس أطلقتم عليه التيار الرئيسي وهناك تيارات اتحادية كثيرة؟

– على أساس أن كل من ينتمي لهذا التيار نظيف التاريخ وغير “ملوث”، تاريخهم ناصع طوال الثلاثين عاماً الماضية وأكثر برئاسة الشريف صديق الهندي للفترة الانتقالية، ونحن طوال فترتنا داخل الحزب الاتحادي لم نستسلم وظللنا نناضل من أجل الحزب ومن أجل السودان لسنوات طويلة، وما زلنا وعملت مع السيد محمد عثمان الميرغني كثيراً إلى 1997 وحملت السلاح، إلا أن السيد كان يرغب في الطاعة أكثر من مصلحة الحزب والسودان، وكان يحتاج إلى من يقول له “صلي إلى الوراء، يقوم بذلك”، وخرجنا منه في العام 1997، ونحن نحمل السلاح في الحدود الشرقية، وتم اعتقالنا في الحدود وأدخلنا بيوت الأشباح لمدة أربعة أشهر .

*والسيد رئيس الحزب لم يقدم لكم أي شيء وقتها؟

– أنا خرجت من بيوت الأشباح عن طريق شخص معرفة وعن طريق الصدفة، والسيد الميرغني طوال السنوات الماضية استوعبنا أنه ضرر للسودان والحزب، ولم يقدم طيلة الخمسين سنة الماضية شيئاً للحزب أو السودان، وعندما عارض الاتحاديون في مايو وحملوا السلاح ضد مايو كان هو داخل الاتحاد الاشتراكي، وأسس البنك الإسلامي في مايو، وله مقولة مشهورة وقتها قال للرئيس جعفر نميري” اضربهم بيد من حديد” ويقصد الاتحاديين الذين يقودون النضال ضد نميري.

*إذاً أنتم ليست لديكم علاقة بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الآن؟

– السيد لم يكن أساساً للحزب الاتحادي ومتمسك بأ”الأصل” للوحدة فقط، والوحدة لم تأت بالخير للسودان، ولذلك الأفضل للسودان أن يكون حزب الشعب الديمقراطي “حزب السيد”، والاتحاديون الآخرون في الحزب الآخر.

*بما أنه لم يستطع تقديم شيء للسودان لماذا هو موجود، الأجدى عقد المؤتمر العام وأن تأتوا بمن هو أنفع؟

– الظروف لم تتهيأ لعقد المؤتمر العام للحزب الاتحادي طوال السنوات الماضية.

*ما هي الظروف المطلوبة حتى يتم عقد المؤتمر العام؟

– ما ينطبق على الحزب الاتحادي ينطبق على السودان عامة الاستقرار السياسي، والسيد محمد عثمان مهيمن الآن على الوضع من خلال الطائفة الختمية ومن خلال علاقاته مع الأنظمة الشمولية، شارك عبود، وشارك نميري وشارك الإنقاذ حتى لحظات السقوط .

*هذا يعني أنه كانت لديكم رؤية حول مشاركات الاتحادي الديمقراطي في الأنظمة الشمولية، وكان آخرها نظام الإنقاذ؟

– طوال السنوات الماضية كنا نناضل والمعتقلات تشهد على ذلك، نحن ضد الأنظمة الشمولية.

*ولكن الظرف الدقيق الاستثنائي الذي يمر به السودان ألا يتطلب وحدتكم كتيارات اتحادية تعيش الشتات؟

– هذه التيارات بعض منها لافتات فارغة ليس لها مكون سياسي، التجمع الاتحادي مثلاً يحب الانشقاق ويعمل لأجل المصالح الشخصية، وهناك منهم عندما كنا ننتمي إليه كان يتسول بالسفارات من وراء ظهورنا باسم الحركة الاتحادية، وعندما تمت مواجهتم غادروا الحزب .

*لا يزال السؤال قائماً ألا يتطلب الظرف الوحدة الاتحادية؟

– بكل صراحة أقول لك المستقبل في السودان لحزبين فقط، السيد محمد عثمان من خلال الطائفة التي يمتلكها ونحن الحزب الاتحادي الشرعية الثورية، ونحن أبوابنا وصدورنا مفتوحة للوحدة، ونحن نواة للحزب الاتحادي الذي يجمع كل السودانيين دون طائفة أو وسائط، والوحدة مع حزب السيد محمد عثمان الميرغني صعبة ومستحيلة، والمؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين ونحن لُدغنا من السيد محمد عثمان ثلاث مرات، وهذا يكفي، السيد شارك عبود ومايو والآنقاذ وما بعد الإنقاذ ذهب صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات في عهد الإنقاذ إلى سلة محمد عثمان الميرغني، والوحدة صعبة وليست في مصلحة الشعب السوداني، والضرر الذي لحق بالحزب والسودان ليس من الإنقاذ وحدها التي ذهبت الآن، ولكن من السيد محمد عثمان، الوحدة محرمة شرعاً ودينًا مع السيد .

*ولكن صلاح قوش نفى هذا الحديث؟

– هذا الحديث حقيقة وصلاح قوش له خلفية وإرث صوفي وختمي ومعروف وهو مؤكد .

*هل تستطيعون منافسة حزب السيد وهناك تحركات من كثير من الكيانات للانضمام اليه؟

– نحن نثق في أنفسنا، والذين يتحركون للانضمام إليه ليسوا بسياسيين، وليست لهم ضمائر وبلا وطنية .

*هناك تيارات كثيرة، مثلاً مجموعة حسن أبوسبيب، جلال الدقير، أزرق طيبة، جلاء الأزهري وغيرها، الاتحادي الموحد من المجموعات والكيانات التي تحمل اسم الحزب الاتحادي؟

– الشيخ حسن أبو سبيب كان شيخ طريقة أكثر من كونه سياسياً، وخرج من حزب السيد عدة مرات وعاد إليه مرة أخرى، وهناك مُتلوّنون كُثر داخل الحزب يتصارعون لأجل المصالح، وهناك فساد معلوم لهؤلاء في كثير من المؤسسات التي كانوا على رأسها، ومجموعة أزرق طيبة مجموعة لا يستهان بها، ولكن هناك مشكلة يترأسها يوسف محمد زين، وهو كذلك متلون، وطيلة فترة الإنقاذ الثلاثين عاماً لم يقدم شيئاً، ولم تكن له أي بصمة نضالية.

*حزب السيد محمد عثمان الآن يقوده أبناؤه؟

– نعم، ويتصارعون على التوريث بعد أن ورثه لهم في الوقت الذي لا يعلم أبناؤه شيئاً عن السودان لأنهم لم يعيشوا داخل السودان.

*ذكرتَ ان الحزب شارك العديد من الأنظمة السابقة ألم تحقق هذه الشراكة أي مصالح للحزب؟

– حققت مصالح شخصية للسيد محمد عثمان وأتباعه التجار والمنتفعين وليس الحزب أو السودان.

*ما هي استعداداتكم كشرعية ثورية للفترة الانتقالية وما بعدها والذي يمكن أن تقدموه للسودان هل ستخوضون الانتخابات؟

– نحن مؤهلون، وسنخوض الانتخابات القادمة على كافة المستويات، وهناك اتحاديون شرفاء، والشريف صديق الهندي يمكن أن يقدم للسودان الكثير، وله رؤية اقتصادية ثاقبة حول الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها السودان حالياً، خاصة فيما يتصل بالدين الخارجي، ويمكن أن نقول عنه إنه يحمل العصا السحرية لإنقاذ الاقتصاد السوداني وهو مؤهل كما أنه زاهد في السلطة وعَرَض عليه النظام السابق أكثر من مرة قيادة الحزب وقتها ولكنه رفض.

*كنت تنتمي للتجمع الاتحادي يوماً ما ماذا تقول عنه الآن؟

– ما يسمي بالتجمع الاتحادي حاول الآن سرقة كل اللافتات الاتحادية، وأعرف كافة مؤامرات الحركة الاتحادية، وسموا أنفسهم الآن بالتجمع الاتحادي، وليست لهم عضوية، وبه فصيل واحد، وأغلب التيارات الاتحادية الحالية ليست لها أوزان سياسية، لافتات فارغة .

*كل هذه الكيانات يرتبط اسمها بالاتحادي أين الأصل؟

– مسجل الأحزاب السياسية صُنِع لتفتيت وتفكيك الأحزاب، وكان يجب أن يُحل منذ وقت بعيد، والغنقاذ لعبت دوراً كبيراً في تفتيت الحزب الاتحادي تحديداً وتمزيقه، لأنها كانت تعي أن توحّد الاتحاديين يعني زوالها.

*أنتم تدركون أن قوتكم في وحدتكم.. لماذا لا تتوحدون لأجل السودان وتقربوا وجهات النظر؟

– نحن أبوابنا مفتوحة للوحدة الاتحادية لكافة الاتحاديين الذين لم يلوثوا تاريخهم، إلى جانب الذين يقفون على الرصيف.

*أنتم كشرعية ثورية أين موقعكم من الوثيقة الدستورية التي تم بموجبها تشكيل الحكومة الانتقالية؟

– أنا لي تحفظات كثيرة على الوثيقة، والحكومة شُكّلت وفق محاصصات سياسية وليست حكومة كفاءات كلهم أتوا من خارج السودان.

*هل هذا سيُصعّب من مهمة الحكومة الانتقالية؟

– نعم، مهمة الحكومة الانتقالية صعبة رغم أن الوضع يسير إلا أنه بصورة بطيئة، وكان يمكن أن الوضع يسير بصورة أفضل، الوضع الاقتصادي الذي ثار الشارع من أجله لا يوجد به شيء ملموس، وإبعاد حكومة رموز النظام السابق لم تتم بفعالية حتى محاكمة الرئيس المخلوع اعتبرها محاكمة صورية، هناك قضايا فساد أكبر من الذي تحقق فيه المحكمة الآن، والطابور الخامس لا يزال موجوداً.

*ختاماً، هل من أمل للوحدة الاتحادية ويكون هناك حزب اتحادي واحد في الساحة السياسية السودانية؟

– من المستحيل أن يكون هناك حزب اتحادي واحد، المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين كما ذكرت لكِ، وهذه أكثر من مرة، ونحن حزب إصلاحي يقود المرحلة الانتقالية فيه الشريف صديق الهندي، ومن يأتي به الحزب مرحب به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى