القيادي السابق بالدفاع الشعبي جعفر بانقا لـ”الصيحة”:

 

هؤلاء (….) (خموا) الطيبين وسرقوا منهم الثورة

من يتهمون الحركة الإسلامية بإسقاط البشير يبررون خيانتهم له

على “قحت” أن تسلم البشير للجنائية لتعرف حقيقة هذه (الهيستريا)

أعمل مزارعاً الآن وأقيم في منزل عشوائي

الإنقاذ أعطت المتمردين أراضي ولم تعطني قطعة أرض كمواطن عادي

قاموا بـ(تكسير) بلاط منازل الجاز وعلي عثمان ونافع فلم يجدوا شيئاً

الدفاع الشعبي (غُيّب) بعد أبريل لكشف الساحة للعملاء والمتمردين

لسنا إرهابيين ولكن أي عمل يحتاج لقوة يصنف كـ(إرهابي)

لا أقول إن تجربتنا كانت 100% بل توجد هنات ولكن ..!!

بعضنا استكان وفرط وما حدث (قرصة أضان) لنراجع تجربتنا

لو لم يكن الدفاع الشعبي قوة منضبطة لما سمح بتلك (الخرمجة)

 

برأ القيادي السابق  بالدفاع الشعبي جعفر بانقا الحركة الإسلامية من إسقاط البشير، وقال إنه كانت هناك ضغوط خارجية تمارس عليه للتخلي عن الحركة والتطبيع  مع إسرائيل، ولكنه رفض، وقال أن من يروجون لخلاف بين الحركة والرئيس يريدون تبرير خيانتهم له، وهم أقرب الأقربين.

وحذر بانقا (قحت) من تسليم البشير للجنائية، وقال (لَنُسلِّمنهم إلى منكر ونكير إذا فعلوا)، مؤكداً أن قضايا العرض والشرف والدين دونها (الموت الأحمر). وجزم بأن الإسلاميين سيعودون لحكم السودان عبر الانتخابات بعد أن كشف الشارع حقيقة (قحت).

التفاصيل في المساحة أدناه.

 

حوار: هويدا حمزة

تصوير: محمد نور محكر

 

*قلت  (لئن سلمتم البشير للجنائية لنسلمنكم إلى منكر ونكير)، بأي لسان تتحدث؟

بلسان كل رجال السودان الذين لديهم أخلاق ودين.

* ولكن رجال السودان هم الذين خلعوا البشير؟

– السودان ليس الخرطوم، والخرطوم ليست بوابة القيادة العامة، هذه فئة صغيرة ومعزولة عن المجتمع ، و(خمت) الطيبين الذين خرجوا نتيجة معاناة، ولكن سرقت منهم القضية وجنحوا بها نحو أهداف سياسية وليست وطنية .

*إذا كنتم تستطيعون فلِمَ لم تحموه من السقوط؟

– أنا غير منظم في أي جسم عسكري لأحمي البشير، وما حدث له نتيجة لخيانة من أقرب الأقربين، لكن إذا (اتخمينا) في أنهم عملوا انقلاباً على الرئيس فلن (نتخم) في أن يعملوا انقلاباً على السودان .

*يبدو أن البشير بدأ يتنصل من الحركة الإسلامية فخططت   في اجتماع سري لإقصائه، ولكنها أخطأت فخرجت الحركة نفسها من المشهد؟

– أنا عضو المكتب التنفيذي للحركة الإسلامية ولاية الخرطوم وكنت عضو شورى الدورة الماضية على المستوى القومي ومتواصل مع قيادات الحركة في اجتماعاتهم العادية والرسمية، لم يحدث في  يوم أن قالوا إن البشير خان الحركة، وفي آخر حديث له تحدث عن ضغوط للتخلي عنها والتطبيع مع إسرائيل وكان يرفض، والرئيس لم يكن ينوي الترشح في انتخابات 2015 و2020، ولكن لأن الحركة لم تحسم خيارها ألزمته بالتجديد، ولكن من يتهمون الحركة بإسقاطه يريدون أن  يبرروا الخيانة التي تمت.

* (قحت) تصف تهديدكم بالهيستيريا ويقولون لكم (كفوا عن النباح)؟

– حتى يعرفوا حقيقة هذه الهيستريا فليذهبوا بالبشير إلى الجنائية، وسيدركون وقتها أن كان ذلك نباحًا أم سنتبع القول الفعل.

*ماذا ستفعلون؟

– وقتها لكل حادث حديث.

* تصريحاتكم الحادة جزء من الأسباب التي جعلت صفة الإرهاب تلتصق بالإسلام والإسلاميين؟

– نحن نموت في سبيل عزتنا وأعراضنا وكرامتنا وأموالنا، هذه قيم ليس فيها مساومة وأي عمل يحتاج لقوة سيصنفونه بأنه عمل إرهابي.

* “قحت” تقول إنها وجدت السودان ضمن القائمة، ومع ذلك لا تستطيعون أن تنكروا أن هنالك جرائم ارتكبت ضد الإنسانية في دارفور؟

– أي جريمة يوجد مقابلها مجرم، فليأتوا بالمجرمين، فإذا ثبتت عليهم جريمة يحاكموا بواسطة قضائنا الوطني، لا أعتقد أنه من الدين ولا من الأخلاق أن يطالب أي شخص بمحاكمة سودانيين في المحكمة الجنائية، أصبح الأمر في أيديهم بعد تعيين  رئيس القضاء والنائب العام فلماذا يتحدثون عن المحاكم الدولية؟

* الدفاع الشعبي كان قوة ضاربة قد تضاهي  حزب الله فتحول إلى مجرد منسقية تعنى بالخدمات الاجتماعية؟

– قضية الدفاع الشعبي، الدفاع عن الدين والوطن ومساندة القوات المسلحة، في الفترات التي لا تكون هنالك عمليات يلجأ للخدمات الاجتماعية، ولكنه رسخ في أذهان الناس، هو لم يغب ولكنه غُيّب بعد التهريج الذي حدث في أبريل فتم تشتيته وتشتيت الشرطة الشعبية والخدمة الوطنية وحتى القيادات العسكرية في الأجهزة النظامية، بغرض كشف الساحة لتمكين المتمردين والعملاء.

*  البشير تخلى عن الدفاع الشعبي واحتضن الدعم السريع، والإسلاميون أنفسهم كانوا يخافون سيطرته على البلاد فأفرغوه من محتواه ؟

– هذه مغالطة، الرئيس اهتم بالدفاع الشعبي حتى آخر يوم في عهده، إخواننا في الدعم السريع لا ننكر دورهم لأنهم (ناس عمليات) الفرق بين القوتين أن الأخيرين مستنفرون للعمليات العسكرية بصفة رسمية طول العام، أما نحن فـ(ناس نفرات)، قد توجد بعض التجاوزات في الدعم السريع، ولكن هذا طبيعي يحدث حتى في الجيوش المنظمة ولا يبخس التجربة والأعداء الآن يسعون لتفتيت هذه القوة عبر حملات تشهير واغتيال لبعض قياداتها.

*هل الدفاع الشعبي أحد كتائب الظل؟

– يتكون من كل شرائح الشعب السوداني في كل المجالات، وعندما يعودون من العمليات يكونون في مؤسستهم وكتيبتهم معنية بتسييرها  حتى لا يحدث فيها تخريب أو إضراب، وإذا حدث فهم يديرون المؤسسة، هذه هي كتائب الظل التي تحدث عنها شيخ علي عثمان، وهي ليست كتائب (قاعدة في نفس الناس) ببندقيتها لترهبهم ولو كانت بهذا الفهم لما حدث التغيير.

* ولكن ظهرت بعد نجاح الثورة  كدولة عميقة شوهت صورتها؟

– يعلقون فشلهم في الدولة العميقة، ولولا أن الدفاع الشعبي كقوة منضبطة والله لم تكن لتسمح بـ(الخرمجة) التي حدثت ولكن لأن الإمرة أصدرت قراراً بعدم التحرك، قالوا لنا بالنص (اسكتوا وأصبروا وخلو الناس ديل يتعروا أمام الشعب السوداني)، من قاموا بالحراك شباب دون الثلاثين يعني ولدوا في عهد الإنقاذ ولم يروا غيرها،  لذلك قالوا لنا أعطوهم فرصة ليعرفوا الأحزاب والشيوعيين والشعارات البراقة التي يرفعونها وعندما يأتي الرفض من الشعب نفسه فلن تقوم لهم قائمة، بالإضافة إلى أن الساحة لا تحتمل فإذا كنت أنت تملك السلاح فالآخرون أيضًا لديهم سلاح، وهؤلاء ليس لديهم ما يخسرونه حتى لو دمرت البلد، لأنهم أتوا للدمار والقوة التزمت بهذا التوجيه، وحتى الآن لم تنطلق منا طلقة واحدة.

* الدفاع الشعبي متهم بقتل بعض المتظاهرين في احتجاجات 2013 ؟

– الدفاع الشعبي لم يعمل عملاَ أمنياً في الاحتجاجات، ولكن هنالك بعض العناصر خرجت منه واستوعبوا في الأجهزة الأمنية فإذا وقعت منهم اعتداءات ربما ينسبونهم له والحقيقة أن الدفاع لم يستنفر لأي عمل داخل المدينة.

* الدفاع الشعبي متهم بفبركة مشاهد الانحلال التي بثت بغرض تشويه صورة الثورة؟

– لا نزكي أنفسنا، ولكننا نتحرك من عقيدة ضد التفسخ، وإذا كنا لا نقبل التفسخ في غيرنا فلن ندعو له، هم ليست لهم حجة وأي فشل يعلقونه في الدولة العميقة، وأنا أعتقد أن أكبر هدية قدمها لنا المولى أن هذا التغيير حدث حتى يدرك  الشعب السوداني حقيقة الذين يرفعون شعاراتهم الكاذبة، بعضنا استكان وفرط وما حدث (قرصة أضان) لنراجع ونقرأ تجربتنا من جديد ونعرف مواطن الخلل ونعالجها، لا أقول إن تجربتنا كانت 100% بل توجد هنات، ولكن ليس بالمستوى الذي يذكره الناس الآن، وأكبر دليل على ذلك الحرب الإعلامية وزخم الميديا وتشويه الرموز والفكرة لم يحدث قبل ذلك  وآخر كذبة من تأليف محمد عصمت الذي قال إن هناك 64 مليار دولار تخص رموز النظام السابق في بنوك ماليزيا نحن سنفتح بلاغاً في مواجهته (خليهو يجيب لينا منها دولار واحد)، وإذا الإخوان سكتوا أنا لن أسكت، البرهان كذبه، وعلى عصمت أن يتحمل نتيجة كلامه.

*هل تعتقد أنهم سيسلمون البشير؟

لا يستطيعون .

*لماذا؟

– لأنه كما ذكرت لك قضايا الدم والشرف مقابلها (الموت الأحمر).

*يعني قد تقوم حرب عدييل إذا سلموه؟

– وارد.

*ليس لديكم مانع إذن أن تقودوا البلاد للحرب أو انقلاب بسبب رئيس مخلوع؟

– لماذا نسلم أنفسنا للكفرة؟ أليست لدينا قوانين وقيم؟ الانقلاب  لن يقوم لأن إخوتنا أصدروا أوامر بعدم التحرك لأنهم لا يريدون عنفاً يقابله عنف والسلمية التي تحدثت عنها قحت هم لا يعنونها.

*إذن التغيير تم  بانقلاب وليس ثورة؟

– انقلاب  أو خيانة بمعنى أدق.

* الدفاع الشعبي نفسه راودته الخيانة حيث دار حديث عن تصفية بعض المجاهدين في (عدارييل ) بتهمة أنهم شيوعيون اخترقوا المؤسسة؟

– هذه إشاعة،  صحيح من مصلحة الأحزاب وخاصة اليسارية أن تتخلل الدفاع الشعبي لتنفذ أجندتها هناك، لكن نحن منتبهون لهذه المسألة ولدينا المكاتب الأمنية التي تفحص المستنفرين قبل أي استنفار من بداية تاريخه، فإذا وجدوا عليه أي مؤشرات سالبة يتم إبعاده .

*أنت نفسك ضحية للإبعاد وقيل إن الأسلاميين لا يتحملون فظاظتك وطريقتك في التعامل مع المجاهدين؟

– حديث غير صحيح، والله المحبة بين المجاهدين لا أجد لها شبيهاً إلا بين الصحابة، جمعتهم قضية والدفاع الشعبي لا يقبل إلا الشخص الشرس، وأنا لا أحمل لإخواني سوى المودة، ولكن التغيير سنة الحياة، من الدفاع الشعبي ذهبت معتمداً لشندي والآن أعيش في سوق الله أكبر لكن قضيتي هي قضيتي أخدمها من أي موقع .

*تحول الدفاع الشعبي من قوة جهادية لقوة استثمارية؟

– أنا مزارع الآن، فأين الاستثمارات؟ هذا حديث من باب الحرب الإعلامية، أين الفساد الذي يتحدثون عنه، وإذا كانوا يصنفوننا كرموز أو قيادات في الدفاع الشعبي فأنا الأن أقيم في منزل عشوائي والدولة التي أعطت حتى المتمردين قطع أراضٍ لم تعطني قطعة أرض كمواطن عادي، ولا أملك سوى منزل والدي وقطعة أرض عشوائية اشتريتها في عد حسين، ولا أملك سيارة أو ماهية أو وظيفة من الحكومة، وليس ذلك عيباً ولكن ليس كل ما يقال صحيحاً.

*تحدثت عن نفسك، ولكن قد ينطبق حديث الفساد على قيادات أخرى في الدفاع الشعبي؟

– مثل من؟

*بدون تحديد أنا أتحدث بصفة عامة؟

– أعطونا أمثلة على أن رموز الدفاع الشعبي أو الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني فسدوا حتى نقول إن هؤلاء فسدوا والصحيح أن الفساد (طاقية لافة ساي).

*لديكم أمل أن تأتي بكم الانتخابات إلى الحكم؟

– أكيد.

* من أين أتتكم هذه الثقة؟

– من ناسنا وقوتنا وما يزيدنا ثقة الناس الذين يتحسرون على الحركة  الإسلامية. رغم الحصار لمدة ثلاثين عاماً تمت تنمية في السودان غير مسبوقة في شتى المجالات . إخواننا أطلقوا قمراً صناعياً، وهذا غير موجود حتى في الدول المقتدرة مثل السعودية والكويت، ولدينا محطة طاقة نووية ستعمل في العام المقبل بإذن الله، لدينا مشروع قطار الخرطوم الداخلي، والجامعات التي كانت ثلاث فأصبحت أكثر من مائة، شوارع الأسفلت التي نفذت في السودان تبلط ليها دولة خليجية من أولها لآخرها.

*يصفونكم بالفاسدين وتجار الدين وقد ذكر القراي أنهم حريصون على تغيير وتطوير المناهج أكثر منكم؟

– هذا القراي ضال ويتبع مضل، القراي يتحدث عن تطويرالتعليم فهل يعني تطويره ضرب الإسلام؟ لم يتحدث عن أي مادة أخرى سوى الدين، وقال طالب في سنة أولى يحفظوه 23 سورة! وهي كلها سور صغيرة لا تفوت السورة سطراً واحداً، فإذا حفظ الطالب 50 سطراً كثيرة؟! هذا الرجل يعتبر القرآن الذي نزل في المدينة منتهي الصلاحية لأنه خاص بأهل المدينة فقط!

* هل تنفي عن الإنقاذيين أي شبهة فساد؟

– لا أنفي، ولكن يجب إبراز البينة حول أي تهمة، عوض الجاز وعلي عثمان ونافع كسروا حتى البلاط في بيوتهم فلم يجدواً شيئاً، بحثوا في بنوك السودان والعالم فلم يجدوا لهم رصيداً وكذلك وداد زوجة الرئيس تم التحري معها وعندما توصل وكيل النيابة لبراءتها أعفوه ثاني يوم.

*ولكنهم وجدوا عملات أجنبية في قصر الضيافة تخص الرئيس ؟

– الرئيس أثبتوا عليه 5 ملايين فقال لهم 25 مليوناً وهو (ما داسيها) ووجدت في قصر الضيافة وليس في بيته يصرف منها على  العمل الخاص (للزنقات) الأمنية والاقتصادية والثقافية وكلها بالمستندات ولم تخرج من أموال الدولة وحتى إذا فيها شبهة تجاوز صلاحيات فمحلها المحكمة الدستورية وليس الجنائية، يكفي الحركة الإسلامية فخراً أن الحكام الجدد لديهم سبعة أشهر في سلطة مطلقة لم يستطيعوا أن يثبتوا حالة فساد واحدة على  رموزنا .

* ما تود قوله أخيراً؟

– إن جنحوا للسلم فأهلاً وإن (داروها الشينة بلقوها نحن العدو مشينا فتشناهو في الغابات والوديان والله مقابلتو هنا في المدينة ما غالبانا) لكن دعونا نجنب هذه البلد الفتن حتى تأتي الانتخابات.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى