القيادي بمؤتمر البجا الفريق الدكتور أونور محمد أحمد لـ”الصيحة” 2-2

يجب دمج الحركات المسلحة في الجيش لتشكّل صمام  أمان 

إذا تحقَّقت (الكونفدرالية) في السودان فلن يكون هناك من يحمل السلاح

الإقصاء يخلق أجساماً مُعادية  و”لا تزر وازرة وزر أخرى” 

كرة القدم النسائية استفزاز للأعراف والتقاليد السودانية

تحسين صورة السودان الخارجية سيُسهم في دعم الاقتصاد

السودان خالٍ من الرق ولا توجد تجارة بشر.. ولكن )….)!

يجب تخصيص نسبة للشرق من عائدات الموانئ والجمارك

حاورته: شادية سيد أحمد

تصوير: محمد نور محكر

اتهم الدكتور الفريق محمد أحمد اونور القيادي بمؤتمر البجا، نائب رئيس تحالف قوى الخلاص الوطني بقيادة مؤتمر البجا  الإصلاح والتنمية، الذي يرأسه عثمان باونين، ويضم هذا التحالف أكثر من 40 حركة مسلحة، اتهم نظام الإنقاذ (السابق) بالالتفاف على اتفاق الشرق الذي وصفه بالجنين الميت.

 وأشار أونور في حواره مع “الصيحة”  إلى أن اتفاقية الشرق مسروقة منذ البداية عندما ثار أبناء الشرق وكونوا كياناً كبيراً خارج السودان وشكلوا ضغطاً على الحكومة السابقة التي قال إنها صنعت ما يسمى اتفاقية الشرق، واستخدمت ذات سياسة التهميش داخل الاتفاقية واستبعدت الحكومة المحاربين الحقيقيين من الاتفاقية، وأدخلت قبائل أخرى وأسمتها اتفاقية الشرق وحورت القضية من قضية (بجا) إلى اتفاقية شرق…

“الصيحة” جلست إليه واضعة أمامه عدداً من القضايا في مقدمتها قضايا الإقليم الشرقي والتنمية فيه والمشاكل التي يعاني منها، وغيرها من القضايا، حيث تجاوَب مع الصحيفة بشفافية كاملة. 

* الإقليم الشرقي يعتبر بوابة استراتيجية للسودان ويحتوي على أهم الموانئ والمرافق المهمة ومورداً مهماً للدخل ألا يجب الاهتمام به أكثر؟

– الإقليم يحرس السودان من جهة الشرق وفيه ميناء للصادر التجاري، وميناء آخر للبشر، وهذا يشكل مصدر دخل كبيراً جداً للسودان، ويمكن أن يحرك اقتصاد السودان بأكمله، فضلاً عن أن الشرق لا يستغل أي نسبة من هذا الدخل،  كل الدخل يذهب للمركز إلى جانب دخل شركة أرياب، كل ذلك أليس كفيلاً بأن يُطالب الشباب بحق تقرير مصيرهم وهذه موارد الشرق.

* لذلك نادى عدد من الأصوات بالمطالبة بحق تقرير المصير؟

– فعلاً الإقليم غني بالموارد التي تذهب مباشرة للمركز، وحتى لا نطالب بالانفصال رفعنا الصوت ونادينا بالكنفدرالية، وحتى لا نوصم بالأنانية، نادينا بها لكل السودان على أن يستقل كل إقليم وولاية بموارده ويعمل على التنمية من خلال هذه الموارد.

* لكن يا دكتور هناك ولايات ليس لديها موارد كافية أليس في ذلك ظلم؟

– الكنفدرالية ستعمل على اختفاء صوت “نحن مظلومون” خاصة غرب السودان، ولن تكون هناك جهة تهدد بحمل السلاح، والولايات التي ليست لديها موارد كافية يجب أن تُدعم من المركز، والكنفدرالية حققت نجاحاً في كثير من الدول أقربها الأمارات، وتطبق الكنفدرالية في إطار دولة واحدة وسودان موحد، كل ولاية تقوم بتنمية نفسها، وما يفيض عن حاجتها يمنح للغير.

*حزب الإصلاح والتنمية “جبهة الخلاص الوطني” أين موقعه من الساحة السياسية الآن؟

– الإصلاح والتنمية حزب ليس بجديد على الساحة السياسية  أنشئ في في منتصف التسيعينات تحت شعار التنمية والإصلاح، وجد هذا الحزب معارضة من الحكومة السابقة،  وتم اعتقال قائد الحزب، وتمت مصادرة كافة ممتلكاته، وخرج من السودان ولم يعُد حتى اليوم، فقط كل ذلك لمطالبته بتنمية الإنسان البجاوي حتى يصبح سداً منيعاً للبوابة الشرقية، ونسير  الحزب من الداخل وجلسنا إلى الحرية والتغيير، وأوضحنا لهم رؤيتنا، وخلال الأيام القليلة القادمة سنكون جزءاً من إعلان الحرية والتغيير بعد أن تبنوا رؤيتنا حول تنمية الإقليم، ونحن نرفع شعار السلام خلافاً للإصوات النشاز التي تنادي بالانفصال.

*جبهة الخلاص الوطني تضم أكثر من 40 حركة مسلحة أليس هناك تناقض مع شعار السلام الذي ترفعونه؟

– كانت طيلة الفترة الماضية تحارب الحكومة السابقة، بعد نجاح الثورة قلنا لهم “أرضاً سلاح”، “تعالوا جاي للتفاوض” لنيل الحقوق.

*هل تتوقع حمل السلاح في أي وقت؟

– نحن بعد الثورة وضعنا السلاح، ولا نتوقع أن نرفعه مرة أخرى في وجه الشعب السوداني، وهذا  ليس من أهدافنا خلال المرحلة المقبلة، ودعوتنا للسلام حقيقية وجادة ونحتاج للتنمية.

*الأسباب التي أدت إلى خروج رئيس الحزب من السودان الواقع يقول إنها  زالت بزوال الحكومة السابقة فهل نتوقع عودته قريباً لممارسة عمله السياسي من الداخل؟

– هو متفائل جداً بنجاح الثورة، وله آمال في العودة لداخل السودان، وسعيد بمنهجية الثورة، وسوف يلتقي مجلس السيادة والوزراء، ومن ثم يتم اعتماد هذا المنبر، وسنفاوض من أجل السلام، ولا أتوقع أن يكون هناك خلاف بين الطرفين، هم يدعون للسلام، ونحن كذلك ندعو، ونرحب بالسلام، إذاً الهدف واحد ونمنح حقوقنا كإقليم.

* هل تتمثل حقوقكم في التمثيل في الحكومة الحالية ومجلس الوزراء؟

– هذه ليست القضية المهمة، الأهم من ذلك هو دمج الحركات المكونة لحزب الإصلاح والتنمية في القوات المسلحة السودانية  وفقاً للترتيبات الأمنية المعروفة حتى يتوحد الجيش السوداني ويكون صمام الأمان للسودان أجمع، ومن ثم يتم تمثيلنا مثلنا مثل مكونات الشعب السوداني الأخرى.

* كيف تنظر للوضع القائم الآن في السودان هل بدأنا نضع أرجلنا على الطريق الصحيح؟

– رؤيتي الشخصية أن الثورة تسير في الاتجاه الصحيح، ولكن هناك عثرات بدأت تظهر الاتفاقية الدستورية نصت على تشكيل الحكومة الانتقالية عن طريق الكفاءات، ولكن ما تم من خلال التكوين هو محاصصات وليس كفاءات، ومن ثم  “لا تزر وازرة وزر أخرى”، يجب ألا يكون التعامل عن طريق الإقصاء مثلهم مثل الحكومة السابقة، تعاملوا بطريقة الإقصاء وأنا ضد الإقصاء من أخطأ تتم محاسبته، وما دون ذلك يجب ألا يتم إقصاؤه، والإقصاء يخلق أجساماً معادية يمكن أن تقف حجر عثرة أمام تحركات الحكومة، وتعيق عملها، ويخلق تخوفاً، وهناك من ينتمي للمؤتمر الوطني، ولكنه يرفع شعار السلام، وهناك تزمت من داخل الحرية والتغيير يدعو للإقصاء باعتبار أن كل من ينتمي للمؤتمر الوطني لا يجب التعامل معه ما ذنب الذين تعاملوا مع المؤتمر الوطني وفقاً لمخرجات الحوار، يجب أن توسع المواعين ويتم استيعاب هؤلاء، وهناك قضاء عادل من أخطأ يحاكم دون مجاملة، وبذلك يكون شعار “حرية سلام وعدالة ” قد تحقق .

* هناك تشجيع لكرة القدم النسائية وتم تكوين فريق لعب عدة مباريات ما تعليقك؟

– نحن نرفض أي أيدلوجيات أياً كانت، ونحن  شعب سوداني لنا أعراف وتقاليد سمحة، ولعب كرة القدم للنساء فيه استفزاز  للعادات والأعراف السودانية والتقاليد السمحة، ناهيك من ناحية دينية فقط الأعراف والتقاليد، لماذا يحدث هذا، هل كل السودان مختزل في العاصمة الخرطوم، لماذا لا يتم استصحاب كل العادات والتقاليد السودانية بصورة عامة .

*التدهور الذي يعانيه الوضع الاقتصادي ما هي قراءتك له والرؤية للخروج منه؟

تحسين العلاقات الدولية وتحسين صورة السودان التي كانت مشوهة في نظر كثير من الدول سوف تسهم كثيراً في دعم الاقتصاد.

*الدين الخارجي قارب الـ 60 مليون دولار مما يشكل عبئاً على الاقتصاد هل نتوقع إعفاء ولو جزئياً أو جدولة لهذه الديون؟

سوف يكون هناك انفراج كبير، وسوف تتم معالجة هذه القضية في إطار مصلحة السودان، وسوف يكون هناك دعم من كثير من الدول بعد تحسين صورة  السودان.

* ما بعد الفترة الانتقالية رؤية الإصلاح والتنمية السياسية.. هل ستخوضون الانتخابات؟

– نعم، سوف نخوض الانتخابات بكل مستوياتها الرئاسية والبرلمانية لأجل تنمية الإقليم وترقيته، وأقول لك أن الشرق لن ينفصل، ولكنه لا يقبل الذل ولا التهميش وهو قوي، وسيظل يحرس بوابة السودان الشرقية مهما كانت الظروف والمشاكسات التي  أطلت برأسها بين أبناء الشرق، هذه مشاكسات عابرة بين الشباب وكل إنسان الشرق على اختلاف المشارب هو كيان واحد بكل نظاراته، والوضع في الشرق آمن، وما يحدث من تفلتات تعتبر عادية، وكانت بسبب النظام السابق الذي تعامل مع الشرق بسياسة فرق تسد. 

*المهمة الموكلة إلى الحكومة الانتقالية هل هي من السهولة بمكان في ظل وضع السودان المعلوم؟

– قطعاً ليست مهمة سهلة، أولى الصعاب التي ستواجه  الحكومة الانتقالية ليست مشكلة اقتصادية كما يظن الكثيرون حتى يسير السودان إلي الأمام وتتم ترقيته لابد أن تكون هناك مصالحات وطنية بين كافة الكيانات والمكونات السياسية والأحزاب، قدر السودان أنه يوجد فيه كثير من القبائل والكيانات، يجب التعامل معها وفق إستراتيجية  محددة، بعيداً عن الإقصاء الذي هو ليس في مصلحة السودان، خاصة في هذه المرحلة، والانتخابات هي الفيصل، وهي التي يتم من خلالها إقصاء غير القادرين، لكن علي الحكومة والحرية والتغيير الابتعاد في الوقت الحالي عن سياسة الإقصاء.

*أخيراً دكتور محمد أحمد ما هي متطلبات الغقليم الشرقي التي يحتاجها؟

– نحن نطالب بنشر التعليم في المنطقة، إلى جانب توعية إنسان الشرق، فضلاً عن إعادة خطوط السكة حديد للقطاع  الشرقي “الدوران” الخرطوم ـ سنار ـ القضارف ـ كسلا وبورتسودان، والاهتمام بالزراعة وتشجيع الاستثمار، والأهم من ذلك إعطاء الشرق نسبة في الموانئ البحرية والجمارك  لاستخدامها في تنميته، إلى جانب إشراك أبنائه في السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والمجلس السيادي، إلى جانب إعطائنا حق الحكم الكنفدرالي وتنشيط تجارة الحدود مع إرتريا وأثيوبيا، وهذا  يساعد على قفل باب التهريب.

* قادنا هذا إلى سؤال أخير ألا وهو قضية الاتجار بالبشر  في شرق السودان؟

– في تقديري لا يوجد ما يسمى بالاتجار بالبشر في شرق السودان خاصة في الوقت الحالي، والذي كان يحدث هو هجرة غير مشروعة والسودان دولة معبر،  وهو خالٍ من الرق تماماً .

* رسالة لأبناء البجا تصب في المصلحة العامة ويمكن الاستفادة منها؟

– رسالتي لأبناء البجا تتمثل في أنني أهيب بأبناء البجا بكافة مشاربهم  المضي قدماً في تنمية الإقليم الشرقي دون مشاكسات التي لن تقدم الإقليم،  كما أدعو الحكومة الانتقالية إلى ضرورة تمثيل أبناء البجا في السلطات الثلاث  ولا نرضى بالتهميش لأنفسنا ولا لغيرنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى