لا صناعة بلا زراعة !!

*يحتاج الناشط السياسي المهندس مدني عباس مدني، أن يثبت فعلاً وعملياً على الأرض البور البلقع، بأن الثورة لم تكن محض شعارات وهتافات ، ويمكن تقريشها على الأرض،  وتحقيق أحلام الجماهير في توفير الخبز والحياة الكريمة، ربما كان قدر الرجل أنه هو الوحيد من ديسك الحرية والتغيير الذي تسنم قيادة وزارة، وأي وزارة، إنها ووزارة قضايا الجماهير سيما فيما يتعلق بالأسعار والأسواق.. و…

 * على أن المخرج الحقيقي من كل أتون أزماتنا يكمن في ثقافة العودة إلى الأرض!! على أن الصناعة مربوطة لحد كبير بالزراعة، بحيث لا قيمة كبيرة للزراعة بمعزل عن الصناعة، وفي المقابل لا صناعة بلا زراعة !!

* فعلى الأقل ليس لدينا صناعات ثقيلة تتعلق بالقاطرات والطائرات، وإنما صناعاتنا تاريخياً مربوطة بالزراعة كمورد خام متاح، وفق طبيعة موارد البلاد التي تتمحور في الماء العذب والأرض الخصبة، والسواعد السمراء، والأشواق الخضراء !!

* بحيث يفترض أن تشتعل ثورتنا الصناعية على قارعة الحقول الزراعية، كصناعات النسيج والسكر والجلود والصمغ والزيوت، وبقية الصناعات المرتبطة بمواد خام الزراعة، لتكون الصناعة قيمة مضافة للزراعة ..

* وذلك حتى لا تنطبق علينا حكاية امرأة أحمد مطر كما صوّرها في تلك الدراما الشعرية ..

حلب البقال ضرع البقرة 

ملأ السطل وأعطاها الثمن

قبلت ما في يديها شاكرة

لم تكن أكلت منذ زمن

قصدت دكانه

مدت يديها بالذي كان لديها 

 واشترت كوب لبن

يفترض، والحال هذه، ألا نكون تلك الأمة التي تصدر الجلود وتستورد الأحذية !! تصدر الأقطان وتستورد الأقمشة القطنية بأغلى الأثمان!! .. تصدر السمسم وتستورد الزيوت!! .. وتراجيديا الصمغ العربي هي الأسوأ في دراما الإنتاج .. إذ أن دولاً تصدر صمغنا العربي في وضح النهار وليس في جوف أرضها شجرة هشاب واحدة !!

* فليس هنالك صناعة بلا زراعة ، فلولا المحاصصات الحزبية لكانت (وزارة الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية) وزارة واحدة، وأي وزارة هذه التي عليها حمل الاقتصاد الثقيل!! .. بيد أن الذي يحدث في هذا القطاع الاقتصادي شيء آخر تماماً على مر العصور، على أن هذه الوزارات في الغالب تعطى للمؤلفة قلوبهم!!  في إحدى المرات أعطيت وزارة الزراعة لأحد الكوادر المهمة عقاباً له!! .. وهو بالأحرى عقاب لكل أمة النيل والشمس والصحراء !!

* فعلى أقل تقدير، فإن مجموعة من محاصيلنا الزراعية تتلف وتقل فعاليتها وأهميتها، لعدم وجود صناعات تحويلية بسيطة!! يُذكر في هذا السياق محصولات البصل والبطاطس والبطيخ والليمون والمانجو، على أن الطماطم أفضل مثال لهذا الخسران المبين، فسعر صفيحة الطماطم في عز الموسم يتدحرج إلى جنيهين وثلاثة، وذلك قبل أن نرمي بها في الزبالة ونتجه إلى السوبرماركات الحديثة لنشتري الصلصة التركية!!  وللحديث بقية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى