سارة نقد الله… سبر أغوار استقالة (مفاجئة!!)

دفعت بها من خارج البلاد....

عوضية سليمان 

دفعت باستقالتها من منصب الهيئة المركزية للحزب،  البعض عزا ذلك إلى خلافات حادة داخل أورقة حزب الأمة القومي.. إلا أن قيادة الحزب أكدت للصيحة أن استقالة الأمين العام للحزب سارة نقد الله جاءت لظروف صحية متأخرة تتطلب ابتعادها عن العمل السياسي.. 

إلا أن محللين سياسيين يرون أن الاستقالة جاءت لتهميش وعدم اهتمام بها  من رئاسة الحزب في ظل وجود مريم الصادق التي احتكرت إدارة الحزب مما أدى إلى تشرد القيادات خارج مظلة حزب الأمة.. مشيرين إلى أنها  عملت في ذات المنصب من منذ سقوط نظام مايو (86) ولها أدوار سياسية مشرفة في تلك الفترة التي قضتها في دار حزب الأمة القومي. 

خلاف الحزب  

 تنظر الهيئة المركزية في استقالة دفعت بها الأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله، حين تلتئم في  اجتماع في الحادي والعشرين من أكتوبر المقبل، وحسب مصادر أن سارة قدمت الاستقالة لخلافات حادة داخل الحزب، إضافة إلى الاتهامات التي وُجّهت لها من قِبل الحزب في الولايات لعدم التشاور في قضايا الحزب، وضعف التنسيق في الأمانة العامة. وأضافت المصادر أن الخلاف داخل الحزب بدأت داخل ممثلي حزب الأمة في تنسيقية قوى الحرية والتغيير بعد اتهام بعض أعضاء الحزب التنسيقية بتغييب الأمين العام عن بعض التفاصيل بالرغم من أنها عضو بالتنسيقية . 

أزمة معلومة 

بداية حاولت “الصيحة” استنطاق  نائب رئيس حزب الأمة القومي، دكتور إبراهيم الأمين حول هذه الاستقالة، إلا أنه رفض الخوض في أي تفاصيل بشأن استقالة سارة نقد الله من الحزب، مكتفياً بقوله: (ليست لدي أي إجابة ومن الممكن أن تسألي صاحبة الاستقالة التي دفعت بها).

 محاولة استنطاق الأمين جاءت من كونه  نائباً لرئيس الحزب ومن المفترض أن يكون ملمًا بخلفيات الاستقالة،  لكن الأمين تحفظ بشدة رغم الإلحاح إلا أنه اكتفى بمعلومة واحدة تشير إلى تواجد سارة نقد الله حالياً في العاصمة المصرية القاهرة .

دور ضعيف 

(الوقت الحالي السياسي ليس مناسباً لاستقالات، لكن استقالتها  جاءت نتيجة لإهمال وتهميش وإبعاد عن قصد من العمل من قبل أفراد داخل حزب الأمة). هكذا يرى  المحلل السياسي الرشيد أبو شامة مسببات استقالة سارة في حديثه لـ (الصيحة ) ثم يردف قائلاً: (إن مريم الصادق موجودة في ساحة الحزب وأصبح  زمام الأمور تحت إدارتها) ، مبينًا أن هنالك أحداثاً كثيرة تجاوز الحزب فيها سارة، موضحاً أن مريم تعتبر تلميذة لسارة، لأن سارة شخصية مهمة جداً في تاريخ حزب الأمة  وأصبحت المسألة مسألة (غيرة) بينهما، بعدما أهملت سارة في الآونة الأخيرة، وأضاف أن هنالك حديثاً عن أن سارة مريضة لكن مرضها لا يمنع أن تستمر في عملها داخل الحزب.

  وقال إن الحزب تسبب بمرضها، لذلك أبعدوها أكثر مما كانت عليه، وهذا ما دفع سارة لتقديم استقالتها، ملمحاً إلى قبولها من قيادة الحزب دون تردد.

 وقال أبوشامة إن الحزب لم يعط سارة حقها السياسي كاملاً،  وكشف عن حدوث إهمال من قبل حزب الأمة لقياداته، الأمر الذي أدى إلى خروج الكثير من قياداته منه، وقلل أبوشامة من تأثير خروج سارة من حزب الأمة واستقالتها لجهة أنها لم تكن تشكل ثقلاً سياسياً أو تنظيمياً داخل الحزب وأن دورها كان ضعيفاً .    

تطوّر الحالة المرضية 

وفي سياق مغاير لما ذهب إليه المحلل السياسي أبوشامة، يرى  رئيس حزب الأمة القومي بالإنابة الفريق صديق محمد إسماعيل في حديثه لـ (الصيحة) أن  سارة نقد الله جاءت إلى الحزب في منصب الأمين العام عن توافق وإرادة كل أعضاء الهيئة المركزية، وبالتالي هي من نالت ثقة قواعد الحزب كأمين للحزب.

 وأضاف صديق: خلال هذه الفترة مرت سارة  بظروف صحية صعبة، وصلت إلى عدد من العمليات الجراحية، ولكنها ظلت صامتة خلال ظروف عملها وقاومت المرض، وظلت تنجز مهامها  التي أوكلت إليها خلال الفتر.

 وكشف صديق عن تطور حالتها  الصحية التي تمر بها الآن، الأمر الذي  أدى الى إبعادها عن العمل الضاغط لها في الحزب والتنظيم، وكشف أيضا أنها  أبدت رغبتها في إخلاء الموقع بإرادتها عبر استقالة، مبيناً أن الاستقالة سيتم قبولها  عبر هيئة مركزية وعبر خطاب تطلبه من الهيئة توضح فيه ظروفها الصحية، ومن ثم بعد ذلك تنظر الهيئة المركزية في طلبها،  وقال إن هذا الإجراء ليس نتيجة لخلاف أو صراع كما ذكر سابقاً، مشيراً إلى أن سارة ظلت مناضلة ورافعة راية الحرية والعدالة والسلام في كل المحافل طوال فترة عملها في حزب الأمة وقيادتها للأمانة العامة.

البحث عن خلافة 

وعن دورها الحزبي، قال إسماعيل  إن سارة ظلت تعمل في كل مؤسسات الحزب منذ سقوط نظام مايو 86، حيث شاركت وتولت مواقع قيادية كثيرة  منها عضوية مكتب سياسي في عدد من الدورات وناطق رسمي في حزب الأمة لفترة طويلة في ظل القيادات التاريخية في عهد عمر نور الدائم وبكري عديل ومادبو والمرحوم عبد النبي أحمد، ثم تبوأت رئاسة المكتب السياسي بالإجماع وعملت في ذات الموقع لمدة خمس سنوات، وبعد ذلك انتقلت إلى منصب الأمين العام بالإجماع من المكتب، لذلك هذا هو عطاؤها التنظيمي المعروف  للكثيرين.

 وعن السؤال  الذي طرحته “الصيحة” عن  من يتولي خلافتها في المنصب، قال صديق إن الحزب يمر بمرحلة دقيقة  متطورة، وهذه ذات الظروف التي يمر بها السودان، وهو في طريقه لانتخابات حرة نزيهة وتحول ديمقراطي حقيقي، لذا فإن الحزب في حاجة لمن يقوده لمشارف التحول الديمقراطي ويحقق كسباً سياسياً خلال المرحلة المقبلة، مما يتطلب التوافق على شخصية تتوفر فيها القدرة على تحقيق هذه التطلعات المشروطة.

 وحول خليفة سارة في المنصب: (نحن ليس لدينا قريب أو بعيد بل لدينا مواصفات متفق عليها في التأهيل والقدرة، ومن لديه ذلك سيتولى ذلك المنصب بغض النظر عن قرب أو بعد في اتخاذ القرارات).  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى