رقابة الحكومة

خمسة أشهر تقل قليلاً عانى فيها الشعب السوداني من فراغ كبير من عدم وجود حكومة تضع سياساتها وخططها التي تستند عليها من أجل مستقبل مشرق للسودان.

*خمسة أشهر ظل الجميع يترقب وزراء من أصحاب الكفاءة والقدرة على العمل، تحمل سيرتهم الذاتية مسيرة طويلة من العمل والخبرة التي تكفي لإدارة دولة بها مقومات القارة من الموارد ويعاني جل شعبها من الفقر المدقع.

* فقط مساء الخميس تنفس الجميع فرحاً بإعلان الحكومة “المدنية” التى نادى بها ثوار ديسمبر، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن هذه الحكومة لا تتعامل بالسحر حتى تحدث التغيير المطلوب في فترة قصيرة.

*يمكننا القول إن الفترة الانتقالية بدآت الآن بهذه الحكومة التي أعلنها حمدوك مساء الخميس، ويبدو أن القادم سيكون به الكثير من المفاجآت خاصة مع حديث رئيس الوزراء بأنه سيختار امرأة لمنصب الوالي ليقود السودان لمرحلة هي الأولى من نوعها، وهي تولي امرأة هذا المنصب الرفيع لتدير ولاية بأكملها.

*حسناً، لا نريد الخوض في هذا الآمر الآن، ولكن نرجو أن يكون لهولاء الوزراء الذين تم تكليفهم للمرحلة المقبلة يكون لهم خططهم الطموحة التي تخرجنا من “هذه الحفرة” السحيقة.

*وأعتقد أن أكثر الوزراء سيكون عليهم التعويل في الفترة المقبلة هما وزيرا الصحة والتربية والتعليم، فالمواطنون عانوا كثيراً خلال السنوات الماضية من تردي الأوضاع الصحية وسوء البيئة التعليمية، مما جعل الكثيرين يهجرون السودان طلباً لوضع أفضل مما هو عليه في السودان.

*تردي الأوضاع الصحية وافتقار الولايات للخدمات الصحية جعل الكثيرين يهربون من مدنهم قاصدين الخرطوم التي تتمتع بالكثير من المستشفيات الخاصة، وسوء البيئة التعليمية وإهمال المعلمين في العديد من الولايات جعل البعض يهاجر من ولايته طلباً للعلم النافع لأبنائه.

*إن الخدمات المفقودة في الولايات قاطبة وأطراف الخرطوم هي البداية لهذين الوزيرين اللذين عليهما أن يضعا خارطة طريق للعبور بالأوضاع الصحية في كل السودان وليس الخرطوم وحدها.

*أذكر جيداً أن المجلس العسكري أصدر قراراً مع بدايات تكوينه بإعادة مستشفى الخرطوم للخدمة، وشكلت لجنة لمتابعة هذا الأمر، ولكن الآن مضت شهور عديدة ولم نر شيئاً يحدث، ولا زال المواطنون يعانون في ايجاد الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية وبعض الخاصة.

*نرجو أن تكون الخطوة الأولى لوزير الصحة هو الإسراع في إعادة مستشفى الخرطوم للخدمة مع وضع أجهزة رقابية صارمة للمستشفيات الحكومية الأخرى والمراكز الصحية وحتى المستشفيات الخاصة تحتاج لأجهزة رقابية لتحسين خدمتها.

*المواطن البسيط لا يريد أن يحكم ولا يسعى للسلطة، فقط يريد خدمات صحية وتعليمية وتوفير “قفة الملاح” وبعدها فليحكم السودان من يحكم.

* ستكون أقلامنا مسلطة على حكومة حمدوك طيلة الفترة الانتقالية، ومن ينجح منهم نثني عليه، ومن يخفق فعليه بالرحيل، ويكفي السودان إخفاقات منذ استقلاله وحتى اليوم.

*نسأل الله العون والتوفيق لجميع الوزراء المكلفين حتى نرى سوداناً آخر يستمد قوته من اقتصاده وسياسته الخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى