المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي

المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي

حسن عبد الرضي الشيخ

في تصريح ينضح بالخذلان ويقطر استهزاءً بتضحيات الشعب، خرج عبد الفتاح البرهان، كعادته، ليدلي بجملة لم تحمل إلا الإهانة والخذلان: “المجد ليس للساتك”. عبارة تُقرَأ كطعنة نجلاء في قلب الثورة السودانية، تلك التي وُلدت من الشارع وصنعتها الجماهير في ديسمبر المجيد. “الساتك” ليست مجرد قطعة مطاط، بل أيقونة لنضال شعبي واجه أعتى آلة قمع بصدور عارية، ورفع راية الإرادة الوطنية في وجه الدبابة ورصاصها.

البرهان، قائد انقلاب ٢٥ أكتوبر، الذي انقلب على شركائه المدنيين ليعيد إنتاج نموذج البشير المتعفّن، لم يعد يخفي دوافعه ولا يخجل من نواياه. فحين يقول إن المجد “للبندقية”، لا يدّعي حتى القتال من أجل الوطن، بل يعلن بصراحة انخراطه في حرب وكالة، يخوضها لصالح مشروع الإسلاميين الذين دمروا السودان، وعادوا اليوم على ظهر الدبابة، ليفرضوا الخراب من جديد تحت عباءة الوطنية. لكن هيهات أن يعودوا، فوعي الشعب قد تجاوزهم، وأحلامه قد لفظتهم إلى غير رجعة.

محاولة البرهان احتكار “المجد” وتلخيصه في فوهة بندقية، تكشف رؤيته المختزلة للوطن : ليس كدولة تسع الجميع، بل كغنيمة يُتنازع عليها بالقوة. لكننا نعيدها عليه، كما رددها الثوار في الشوارع والساحات : المجد ليس للبندقية، بل للملايين الذين واجهوا الطغيان بأكفٍ مفتوحة، وبقلوب تهتف للحرية والسلام والعدالة.

لقد سقطت ورقة التوت الأخيرة : فهذه الحرب ليست من أجل الوطن، بل من أجل الكرسي، ومن أجل إعادة مشروع سلطوي لفظه الشعب منذ أن ولد في كذبة الثلاثين من يونيو. والبرهان، الذي اختار أن يكون مطية الحركة الإسلامية، يقود اليوم حربهم القذرة في محاولة لإعادة تدوير الدمار من بوابة الدم والنار. لكنهم، وببساطة، لن يعودوا. لا سلطة لهم بعد اليوم، ولن تكون لهم قائمة حتى تقوم الساعة.

إن شعب السودان، الذي هزّ عروش الطغاة وأسقط نظاماً من أكثر الأنظمة بطشاً، لن تنطلي عليه أكاذيب المجد الزائف. المجد للثوار، للساتك التي حيّرت العالم، لا للجنرالات الذين اختاروا السلاح طريقاً للخيانة والخراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى