مُرشَّحة (السيادي) المُستقيلة بروفسير “فدوى عبد الرحمن” لـ (الصيحة)

هذه هي ملابسات (...) استقالتي من السيادي

ملف الترشيحات به خلل ولستُ نادمة على استقالتي

لهذه الأسباب (….) رفضتُ منصب رئيس الوزراء 

إبعاد التعايشي ظلمٌ للسودان ويُعيدنا إلى مربع الجهوية والقبلية

هؤلاء (….) وصفوني بـ(الشرّادة) و(الحرّادة ) وتركتهم لتفسيراتهم

لدي بعض المآخذ على قوى الحرية والتغيير

 كشفت المرشحة للمجلس السيادي المستقيلة بروفسير “فدوى عبد الرحمن علي طه” في أول حوار لها، ملابسات استقالتها من عضوية المجلس السيادي، في وقت أفصحت فيه عن ضغوط مورست على إعلان قوى الحرية والتغيير لإعادة “محمد الحسن التعايشي” للمنصب السيادي، وكيف أنه رهن عودته بها. 

واعتبرت فدوى في حوارها مع (الصيحة) إبعاد التعايشي  ظلماً للسودان يعيده لمربع المحاصصة والجهوية التي ظل يمارسها النظام السابق ــ بحد قولها، وأنه كان لابد لها من تسجيل موقف مبدئي، وقال: لست نادمة إطلاقاً على رفضي المنصب السيادي، ولكن يراودني حزن لأنني أحبطت قوى التغيير لاختيارها لي وإجماعها عليّ، ولكني سعيدة لإثباتي مواقف للأجيال الشابة، لأن هذه الثورة تعتبر ثورة تصحيح مفاهيم، وزادت: واجهتُ نقداً، وقيل عني أني (حردت) و(شردت)، ولكن هذا غير صحيح. وانتقدت المرشحة المستقيلة إدارة ملف الترشيحات بقوى الحرية والتغيير، وقالت إنه لا يعمل بالصورة المطلوبة، وأن هناك خللاً في إدارته، وذكرت أنها تستطيع خدمة البلاد في مجالات كثيرة ليست بالضرورة أن تكون مواقع سيادية..

حوار ـ هبة محمود سعيد

تصوير ـ محمد نور محكر

*بداية كيف تم ترشيحك للمنصب السيادي، وما هي علاقتك بقوى الحرية والتغيير؟

– علاقتي بقوى الحرية والتغيير تعود إلى وضعى  أستاذة في جامعة الخرطوم وعضو في تجمع المهنيين، فضلاً عن عضويتي في مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم، وهذه المبادرة بدأت في البداية بمجموعة من الشباب، تم تطعيمها لاحقاً بأساتذة كبار، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر بروفسير “انتصار صغيرون الزين” ـ بروفسير “منتصر إبراهيم” ـ الدكتور “محمد عبد الله”، وهولاء كانوا اللجنة التمهيدية للمبادرة، ووقعنا عليها مجموعة كبيرة من الأساتذة في ديسمبر 2018 وأصدرنا وثيقة تطالب بإنهاء النظام البائد، وتحدثنا عن فترة انتقالية مدتها أربع سنوات.

*من هذا المنطلق تم ترشيحك للمنصب السيادي إذاً؟

– لا، ولكني حظيت باختيار قوى الحرية والتغيير لشخصي، وكان من الممكن اختيار أشخاص غيري، ولكني حظيت بهذا الشرف كما ذكرت.  

*من الذي أخطرك بأمر ترشيحك؟

– علمتُ من أحاديث الناسن وعبر ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، أنه تم ترشيحي، وهذا كان شرفاً لي، وأحترم قوى الحرية والتغيير جداً، لأن ما فعلته وقامت به لم يكن أمراً سهلاً.

*ولكنك لم تحافظي على شرف الاختيار وخذلتِ قوى التغيير؟

–  أنتِ أطلقتِ عليها مسمى خذلان، ولكنها غير ذلك.

*لماذا إذًا رهنت ترشيحك للمجلس السيادي بـ”محمد الحسن التعايشي”؟

– اولاً دعيني أشرح لك ملابسات الاستقالة، وهي استقالة عن الترشيح وليست عن التعيين، ولابد من تثبيت هذا الأمر، لأنه إذا كان  تم تعييني فكنت سأكون في انتظار أداء القسم، لكن نحن كنا مازلنا في مرحلة الترشيح، ولم تعلن أسماؤنا بصورة رسمية في مؤتمر صحفي لاعتبارات أن الخلاف حول المرشحين لم يزل قائماً بعد. 

*لكن لم يكن هناك خلاف حولك تحديداً؟

– نعم، ولكني عندما علمت بإبعاد “محمد الحسن” الذي رُشح من قبل تجمع المهنيين عن طريق صفحته في الفيس بوك لأسباب جهوية وقبيلة، قررت الاعتذار عن الترشح للمنصب السيادي لأن هذه الثورة كانت ثورة تصحيح مفاهيم والقبلية ستعيد السودان إلى المربع الأول، وهو مربع المحاصصة والزرقة والحمرة التي خلفها النظام السابق. هذه الثورة جاءت لتغيير مفاهيم وليس لتغيير أشخاص.

*تواصلت مع محمد الحسن وقتها؟

أبدًا.

*من الذي أكد لك مسألة الجهوية؟

–  أرسلت رسالة عبر الواتساب لأحد المسؤولين في لجنة الترشيحات واستفسرته عن المسألة واتصل علي مؤكداً صحة الأمر.

*لو لم يكن الأمر متعلقاً بـ”محمد الحسن” الذي تعرفينه طالباً في اتحاد جامعة الخرطوم، كيف كان سيبدو الأمر؟

 – المسألة بالنسبة لي كما ذكرت لك لم تكن مسألة محمد الحسن التعايشي، وإنما كانت مسألة مبادئ، لأنها ثورة مفاهيم، وهي وقود الشباب، وأنا كي أثبت لهؤلاء الشباب أنها ثورة مفاهيم، كان لابد أن يكون لدي موقف واضح ضد القبيلة والجهوية بغض النظر عن أن هذا التعاشي أم لا، ولكنها  صادفت أن هذا محمد الحسن التعايشي الذي أعرفه، والأمر لا يتعلق بالعلاقة الطيبة التي تربطني به، ولكن لمعرفتي بمقدراته، فالمسألة ليست مسألة علاقات وإنما مسألة مقدرات، أنا رأيت في التعايشي مقدراته وكيفية ترجمته للأفكار. 

*شعرتِ بأنه ظلم؟

– ليس هو الذي ظلم، وإنما السودان هو الذي سيظلم، لأننا سنعيده مرة أخرى إلى مربع المحاصصة والجهورية والقبلية، ولذلك كان لابد من تسجيل موقف.

*ما هي ردة فعل قوى الحرية والتغيير حيال موقفك؟

– كانت هناك ردود أفعال كثيرة، وجاءتني اتصالات منهم، وطلبوا الحضور إلى منزلي، وأنا رحبت بهم، ولكن ذكرت أنني ما زلت عند موقفي، وقلت لهم إن هذا قرار لا رجعة فيه.

*ألا ترين أنك تعجّلتِ، الآن محمد تم أرجاعه وأصبحت أنتِ خارج المنظومة؟

– لا أبداً لم أتعجل في اتخاذ قراري، وكان لابد من الإسراع حتى يعود محمد مرة أخرى، لأن إعلان الأسماء كان على وشك.

*كيف؟ 

– باستقالتي حدثت ضغوط على قوى الحرية والتغيير، وبالفعل قد عاد محمد.

*ضغوط من من؟

– من الشارع ومن الشباب  الذين قاموا بمحاصرة دار حزب الأمة منددين بإبعاده.

*ما هي ردة فعل التعايشي تجاه تضامنك معه، هل تواصل معك؟

– لا، بعد فترة تحدث التعايشي عبر صفحته في الفيس بوك عن موقفي واعتبره موقفاً مبدئياً وأخلاقياً.

*لم يتواصل معك شخصياً؟

– أبداً.

*اسمحي لي أن أقول لك إن محمد لم يسجل موقفاً معك وقَبِل العودة إلى المجلس السيادي؟

– اتصل علي أشخاص من قوى الحرية والتغيير وقالوا لي إنهم يريدون إرجاع محمد الحسن للمجلس لكنه رهن عودته بي، وأنا قلت لهم طبعاً هذه غير واردة، يعود هو الذي سيكون مكسباً للمجلس السيادي، وذكرت لهم أنني ثبّتً موقفي، أضف إلى  ذلك أن أستاذتي أستاذة عائشة موسى السعيد سوف تحل محلي، ومن غير الأخلاقي عقب ترشيحها للمجلس أن اعود أنا، فناشدته عبر صفحتي على الفيس بوك بالعودة والحمد لله أنه عاد. 

*صراحة هل راودتك أمنية العودة عقب عودة التعايشي؟

– نهائياً لم تكن لدي أي امنية للرجوع حتى بعد أن عاد محمد.

*نادمة؟

– أبداً بكل صدق ولماذا أندم في رأيك!!

*على اعتبار أن البلاد بحاجة إلى مقدراتك وأفكارك؟

– البلاد محتاجة بالفعل، ولكن من الممكن أن أخدمها في مجالات كثيرة وليس بالضرورة أن أكون عضواً في مجلس السيادة أو أي مناصب أخرى، وسوف أواصل عملي في العهد الديمقراطي، لكن يمكن القول إنه راودني حزن لأنني شعرت بأني أحبطت قوى الحرية والتغيير، ولكن كلما أشعر بالإحباط تنتابني بالمقابل السعادة لأنني ثبّت موقفاً للأجيال الشابة حتى تمضي عليه للأمام، وعبركم أنتهز الفرصة كي أعتذر لقوى الحرية والتغيير وأشكرهم على الثقة التي أولوني لها.

*في الوقت الذي تعتبرين فيه قرارك تثبيت موقف، الكثير اعتبره تهرباً من المسؤولية؟

– كنتُ متأكدة أنني سوف أتعرض لانتقادات، هناك من قال إنني (شردت) و(حردت)، وهناك من اعتبرني ضعيفة لا أقدر على المسؤولية، ومنهم من وصفني بالحمقاء، ولكن إن لم أكن قادرة على المسؤولية بالترشح (أنا تم ترشيحي منذ مايو الماضي، ولكن خليهم يفسروا بالطريقة التي يريدونها).

*هناك من يعتبر أنك غير قادرة على المسؤولية، والدليل على ذلك تخوفك من منصب رئاسة الوزراء بعد أن رشح اسمك ضمن قائمة المرشحين لها؟

– اتصل عليّ أحد مكونات قوى الحرية والتغيير، وقال لي إنهم يريدون سحبي من السيادي إلى رئاسة الوزراء، فكان الأمر صعباً عليّ وبعد تفكير أبلغتهم أني لا آنس في نفسي الكفاءة لتولي هذا المنصب.

*لماذا؟

– أنا لا أريد أن أنقص من تخصصي، لأنني أعتقد أن التاريخ هو أب وأم العلوم، لكن المرحلة طبيعتها صعبة جداً وتحدياتها كبيرة جداً، وتحتاج لشخص اقتصادي وبمؤهلات، وفي غير تخصصي، أنا تخصصي تاريخ.

*تخوف من المسؤولية؟

– لو كانت البلاد في حالة مستقرة كانت المسألة ممكنة لكن البلاد محتاجة إلى شخص اقتصادي.

*كيف هي علاقتك الآن بإعلان قوى الحرية والتغيير؟

– سيقدرون الموقف المبدئي لي، وتعاوني معهم سوف يستمر بلا حدود، وأنا معهم قلباً وقالباً وأعتذر لهم.

*دعينا نتفق على أن إدارة ملف الترشيحات بقوى الحرية هي التي أحدثت هذه الربكة وهذا الخلل؟

– إدارة ملف الترشيحات لا يمكن أن يمضي بتلك الصورة التي كانت تمضي، وتأتي بالمحاصصة والجهوية، وفيه خلل لأن الأشياء لم تمض بقوميتها.  

*المجلس السيادي كيف نظرتِ إليه، وللمحاصصة التي به؟

– هذا يرجعني للحديث عن الخلل في لجنة الترشيحات.

*هل تتوقعين تناغماً بين عضوية السيادي المدنيين والعسكر؟ 

– والله أتمنى أن العلاقة بينهم تمضي بسلاسة، لكن المعطيات الموجودة أمامنا لا تشير لذلك، لأن هناك مشكلة متعلقة برئيس القضاء والنائب العام والثغرة في الوثيقة القانونية، وهذه من الممكن أن تحدث خلافاً.

*كيف قرأتِ تصريحات دكتور عبد الله حمدوك عقب أدائه القسم؟

– الواضح أن الرجل لديه رؤية واضحة ويريد مساعدة، وتصريحاته كانت قوية ومريحة، وأعتقد أن قوى الحرية والتغيير سوف تتجاوز الأخطاء التي حدثت في اختيار مرشحي السيادي، وتترك حمدوك يعمل لأنه شخص يتمتع بالفهم والإدراك والدبلوماسية، ولا أريد أن أمضي إلى أبعد من ذلك، وأقول لهم  أن يتركوه يختار وزراءه لوحده.

*ما هو انتماؤك السياسي؟

– ليس لدي أي انتماء سياسي ولا لون حزبي، وأقول لك أنا دخلت الجامعة في العام 74 أتى إلي حزب الأمة على اعتبار عضوية والدي في حزب الأمة وإخوتي، ورفضت والجبهة الديمقراطية ورفضت، أرفض أي انتماء حزبي، ومع ذلك لم أنجُ من الاتهامات مرة يقولون عني شيوعية ومرة أخرى حزب أمة، (وبقيت حايمة بين الاتنين)، ولكن مع ذك أنا أومن بالديمقراطية ضد الأنظمة الشمولية والحكم المدني وحقوق الإنسان وحرية الفرد، وقد تعرضت إلى تعسف من قبل النظام البائد وتم فصلي للصالح العام في العام 1992 لأنني كنت في الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الرطوم، وكنت نشطة جداً، وفصلت من الجامعة واستمررت في معارضة الحكم الدكتاتوري .

*بدأت معارضتك للنظام منذ ذلك الوقت؟

– لا معارضتي للنظام السابق بدأت منذ مجيئه في العام 1989م

*لماذا؟

– لأنه نظام شمولي وقضى على نظام ديمقراطي، وأنا مع الديمقراطية قلباً وقالباً. 

* ما هي أهم المطلوبات من قوى الحرية والتغيير؟

– احتواء الخلافات داخل قوى الحرية والتغيير، والخلافات ظهرت في المجلس السيادي، ولدي بعض المآخذ على التغيير، أولاً في تضارب التصريحات، وثانياً كان يتوجب على أعضاء المجلس السيادي من المدنيين  الجلوس مع الحرية والتغيير قبل أداء القسم حتى يضعوا السياسات ولكن هذا لم يحدث. 

 *أخيراً، إذا طلب منك شغل منصب وزاري؟

– الوزارات تحدّدت خلاص.

*في حال؟

– ينظر ويفاد، وعبركم أريد أن أنتهز الفرصة، وأعتذر لكل شخص لم أجب على اتصاله طوال الفترة الماضية، لأنني لم أرغب في إحراجهم، وأقول لهم إنني لن أتراجع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى