محمد طلب يكتب: مُباااااااااالغة….

محمد طلب يكتب: مُباااااااااالغة….

هذا العنوان ما هو إلا (مفردة) صارت كثيرة الاستخدام في الآونة الأخيرة وعلى وجه الخصوص عند البنات مباااااالغة… في محاولة لاختصار وصف شئ ما أو حالة ما سلباً أو إيجاباً، فمثلاً أبسط ما يمكن أن توصف به حالة الحرب هذه الأيام هو (مباااااالغة) وأيضاً يمكن وصف ما قبلها من أشياء مثل نثر المليارات من الجنيهات على رؤوس (القونات) بأنه مبااااااالغة، الترف والخزف والنجف والهرف والقرف كله مباااااالغة.

لقد أضحت كثير من الأشياء في بلادنا في سنواتها الاخيرة مبااالغة فمرتبات الدعم السريع مباااالغة وكذلك مرتب المعلم مبااالغة.. في الضعف والإضعاف والمضاعفة وأفعال الدهابة مبااالغة في الصحراء وفي الغابة وما أدراك ما الغابة.

والغريب في أمر هذه المبالغاااات أنها تستخدم في التضخيم والتكبير والتحجيم والتحقير والتقليل والتصغير بنفس المستوى وفي ذات الوقت فكليهما مبااااااااالغة.

لأغراض الاختصار الرسمية وغيرها قد يتم استخدام الحروف الأولى من كلمات الجملة مثلاً قوات الشعب المسلحة يرمز لها (ق ش م) أو يرمز لقوى الحرية والتغيير بـ(ق ح ت) وقوات الدعم السريع يرمز لها بـ(ق د س) وربما هذه الثلاث (قوات) المدني منها والعسكري كانت حتى قبل الحرب بدقائق بينها تحالفات واتفاقيات قائمة دمرتها الرصاصة الأولى.. والحقيقة لا علم لي ولا لمعظم الشعب السوداني وربما هذه القوات نفسها بمن أطلق هذه الرصاصة…. رغم أن هناك كثيراً من (الأقاويل) حولها إلا أنني أقول عنها ما اعتاد على قوله عمنا المرحوم (ود أبشنب) (شئ يعلمو الله) والمعروف عنه رجل لا يحب (القيل والقال) وينسب كل خبر مغروض ينقله له محدثه لاستنطاقه أو إثارة فضوله لعلم الله قائلاً (شئ يعلمه الله)..

رحم الله عمنا الرجل الحكيم (عبد الله ود أبشنب) فقد كان مباااااااالغة ويقل أمثاله في بلادي بلاد قلة الحكمة والتروي وكم من (فاسق) بها يأتي بالأنباء المغروضة وكلنا لا نتبين أن نصيب الغير بجهالة وتاريخنا كله (ندم) على أفعالنا.

هناك كثير من الاختصارات الرسمية وغيرها ظهرت في السنوات الفائتة (د ش) و(ك ظ) و(ح ت س ش) وغيرها من الحركات المسلحة والمصلحة ووووربما الأنانيا والأنانية.

نعود لموضوع المباااالغة وعلاقته بالمقال….. هذه الأيام العصيبة أضحت مفردات دعامي وقحاطي وخائن تملأ الوسائط وبالتأمل البسيط لكلمة (دعامي) أو (قحاطي) نجد أنها صيغ مباااااالغة عديييل كدا….

داعم هي اسم فاعل أما دعام علي وزن فعّال فهي من صيغ المبااااالغة أضيفت لها ياء النسب لتصبح (دعامي) مباااالغة تجلب الرعب والخوف لا أدري هل أرادوا لها ذلك؟؟؟ (شئ يعلمو الله) ولكن نجد ذات الشئ مع قحاطي التي تحولت من ق ح ت إلى ق ح ط وما لبثت أن تحولت إلى قحاطي مباااالغة…

هكذا دوماً هي الحقائق في السودان مبااااالغة في التضخيم والتحقير وغالباً نعطي الأشياء غير حقها ونسميها بغير مسمياتها لأغراض الأنانية وكأننا لم نسمع بالحكمة القائلة:
(أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما)
وغالباً ما تنتهي الحروب إلى اتفاقيات وسلام مباااااااااالغة.

سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى