في دارفور.. حرب ضد عمليات العسكرة والتجييش

في دارفور.. حرب ضد عمليات العسكرة والتجييش

تقرير- القسم السياسي

برغم توقف الحرب في دارفور، إلا أن الحالة الأمنية في مجملها ما تزال هشة،  ما تهدأ في ولاية من الولايات حتى تنفتق في أخرى، ومع ذلك يظل الوضع أفضل حالاً مما كان عليه قبل توقف الحرب بعد عقد اتفاق جوبا للسلام، ربما بسبب البطء في تنفيذ بنود الاتفاق خاصة الجزء المتعلق بالترتيبات الأمنية واستيعاب المقاتلين ودمجهم في القوات الحكومية، لكن الأمر الجديد في ولايات دارفور الخمس دون استثناء ما عرف بحملات التجنيد غير المعلن وسط الشباب في الإقليم، وفي كردفان المجاورة،  بعضها يتم من قبل جهات حكومية حسب بيانات أصدرها عدد من زعماء الإدرات الأهلية، في المقابل جاهر زعماء القبائل بالشكوى والرفض  لهذه الحملات وحذَّروا من تداعياتها على الوضع الأمني والأوضاع العامة، وفيما يبدو فقد بدات الحرب ضد عمليات التجنيد.

إغراءات مالية

خلال الأيام الماضية، شكا حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من عمليات تجنيد واسعة تجري في الإقليم في الوقت الراهن وحذر وقال في تغريدة على تويتر: (ورش تحت عنوان الإصلاح الأمني في الخرطوم، وفي نفس التوقيت إرجاع واستيعاب كل المليشيات السابقة وتجنيد مليشي بمستوى غير عادي في دارفور بإغراءات مالية). وأضاف مناوي: (هل يا ترى إتفاق سلام جوبا سيسلم في ظل هذه الخروقات الخطيرة)، من جهتا حذرت إدارات أهلية في دارفور من عمليات التجييش والعسكرة واسعة الانتشار في الإقليم منبهين الى انها قد تؤدي إلى حرب أهلية وحسب بيانات منفصلة أصدرها عدد من زعماء القبائل فإن حملات التجنيد ستفاقم الحالة الأمنية حال لم يتم تداركها، وقال مجلس أمراء ولاية وسط دارفور في بيان أنهم لاحظوا حملات تجييش وتجنيد عشوائي، وتوافد من المحليات بصورة غير طبيعية تقوم بها جهات رسمية في الدولة دون علم الإدارة الأهلية، وطالب المجلس بإيقاف الحملات فوراً لأنها تمثل تهديداً للأمن الداخلي، وقد تؤدي الخطوة إلى حرب أهلية وإزدياد أعداد المتفلتين، من جهته، حذر المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية للرزيقات بولاية الخرطوم من خطورة الخطوة، وإعتبروها عملاً يعرقل مسيرة التحول الديمقراطي، ومخطط لضرب النسيج الإجتماعي السوداني. وقال المكتب في بيان: (كان جهد أهل النظام البائد منصباً تجاه التسليح والتجييش، ولا يريد حلاً، لذلك إستمرت الحرب في دارفور لأكثر من عقد من الزمان. وقد لاحظنا خلال الأيام الماضية حملة ضارية لتجنيد أبناء دارفور وهذه الحملة هدفها ضرب المكونات من جديد وإعادة عقارب الساعة إلي عام 2003م).

سد الثغرات

ورفضت أمارة عموم دار حمر حملات التجنيد العشوائي لشباب القبيلة، وأوصت القوى السياسية والمجتمعية والمدنية المختلفة بسد الثغرات التي تحاك ضد الوطن، والإسراع إلى توقيع الإتفاق النهائي. وطالبت الأمارة في بيان السلطات المختصة بضرورة رصد هذه الجهات التي تعمل علي تجنيد الشباب من غير الرجوع إليهم، وعدم إتباعها للإجراءات والطرق المتعارف عليها بالإعلان عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وعبر الصحف السيارة. وقالت الأمارة أن التجييش العشوائي يقود لمزيد من الإحتراب وإطالة أمد النزاع القبلي.

دمج جيوش

ونبه الباحث والمهتم بشؤون دارفور محمد الحاج إلى خطورة ما يحدث في الإقليم من تجنيد عشوائي يقود إلى إنتشار السلاح وكثرة التفلتات. وأكد محمد أن إتفاق جوبا لسلام السودان أقر بند الترتيبات الأمنية لدمج جيوش حركات الكفاح المسلح للسيطرة على أية تفلتات، وحتى لا تعود الحرب من جديد للإقليم. وطالب الباحث الجهات التي تقوم بالتجنيد بالكف عن الخطوة والعمل لأجل إستقرار دارفور. وحذر الحاج من خطورة التجنيد العشوائي الذي ربما يقود إلى تطورات تقضي على الأخضر واليابس في الإقليم الذي تعافى من الحرب وبدأ أهله مسيرة الإعمار والتنمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى