شاكر رابح يكتب: حميدتي رمز للوطنية

مفارقات

شاكر رابح

حميدتي رمز للوطنية

جاء في الأخبار أن نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، عقد اجتماعاً مهماً مع الأطراف غير الموقعة على الاتفاق الإطاري.

وناقش آخر التطورات السياسية في ضوء مخرجات الاجتماع السابق مع الأطراف الموقعة، الأسبوع الماضي ببيت الضيافة.

وأكدت الأطراف غير الموقعة، رغبتها في التوصل لاتفاق سياسي، ينهي أزمة البلاد الراهنة، وطالبت حميدتي بمواصلة مساعيه الحميدة مع القوى السياسية، لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى توافق حول الترتيبات اللازمة، لاستكمال العملية السياسية.

في تقديري، إنّ زخماً سياسياً كبيراً بقوة دفع وطنية باتجاه إنهاء حالة الانسداد السياسي، ووضع حد للمرحلة الانتقالية وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، هذا الزخم  السياسي الوطني يستدعي التأمل في مواقف القوى السياسية سواء كانت الموقعة على الاتفاق الإطاري أو المناوئة له المتسببة في التشظي وانسداد الأفق، والى اي مدى تأثيرها على مستقبل الوطن، بيد أن انقسام القوى السياسية الثورية إلى مجموعتين، الأولى مرتبطة بأجندة خارجية وتملك أفقاً ضيقاً وتستقوى بالخارج على حساب المصلحة الوطنية، والمجموعة الأخرى تسعى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية على حساب قوى الثورة.

لقاء حميدتي مع الكتلة الديمقراطية غير الموقعة على الاتفاق الإطاري من شأنها أن تقرب الشقة ووجهات النظر بين المجموعتين، وطيلة الفترة الماضية أظهر حميدتي كرمز وطني تأثيراً واضحاً على مجريات الأحداث التي تمضي باتجاه الحل، وكمتابع أرجِّح أن يستمر دوره كوسيط يُحظى بقبول الأطراف جميعها وبدعم كبير من العسكريين وقيادات الإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، بجانب دعم دولي وإقليمي إلى حل للأزمة، بغض النظر عن عامل الزمن الذي يمكن أن يستغرقه في إطار إنجاز القضايا محل الخلاف ومن ثم استكمال عملية التوافق بين القوى السياسية.

من ناحية أخرى، يظل تيار الكتلة الديمقراطية التي يتزعمها السيد جعفر الميرغني وتضم القائد أركو مناوي والدكتور جبريل إبراهيم وكيانات وأحزاب وحركات الكفاح المسلح مؤثرة في المشهد السياسي بشكل ملحوظ، خاصةً في أعقاب فشل التسوية السياسية الجارية وبسبب الأدوار المعرقلة للفلول، إلا أن مثل هذه اللقاءات كفيلة بتقريب وجهات النظر وخلق قاعدة عريضة، وتظل حظوظ نجاح الاتفاق الإطاري قائمةً، خاصةً إذا ما تنازلت الحرية والتغيير المجلس المركزي وتعاطت مع العملية السياسية بشكل جدي وفاعل، في تقديري تأخر الحل السياسي أدى إلى تعدد التيارات والتكتلات، وعليه يظل تأثير القائد في المشهد السياسي قائماً، ويمكن أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من الانسجام والتفاهم خاصةً إذا ما تم التوافق على تشكيل الحكومة الانتقالية المدنية قبل نهاية مارس الجاري.

وللحديث بقية…

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى