محمداني عبد الحميد رابح يكتب: أبو كديس

محمداني عبد الحميد رابح يكتب: أبو كديس

مطرب التويا أو كما يحلو لعشاق التويا تسميته (دقّاق التويا) محمد أحمد عبد الله الشهير بـ(أبو كديس) عليه رحمة الله، هذا الرجل كان يجمع بين الموهبة الشعرية واللحن والأداء الصوتي.. هو من القلائل جداً الذين يتميزون بهذه الصفات! يقودك بصوته الشجي إلى ذلك الزمان النقي الذي يخلو من الشوائب؛ وتلك البادية الممزوجة بعبق المدينة، حيث السمر تحت ضوء القمر، وإجتماع الناس حول الراديو لندرته وَقْتَذاك، هذا الرجل كان يحمل ذخيرة لغوية وثقافة عالية جعلته متمكن في صناعة الشعر السهل الممتنع،

يقول مخاطباً محبوبته:

إتِ البسطونة العصاية ام زيق

إتِ يا ملكة بنات مليط

غويشاتك بسوّن جي عُقل ونقيب

دائما مصادر التشبيه يأخذها الشاعر من البيئية التي عاش فيها أو الأشياء التي أمامه يراها بعينه، هنا يشبه غويشات محبوبته بعُقل الونقيب، والعُقل مفرد عُقال؛ الونقيب أو اللنقيب هو راعي الإبل، العقال يُصنع من الحبل المفتول و يربط على عود مأخوذ من شجر الإندرام الذي ينبت في الماطق شبه الصحراوية يسمى (زِر) عند ربط مجموعة العُقل في سرج البعير من الخلف، مع حركة الخبيب تتضارب هذه العيدان مع بعضها البعض، مما يجعلها تصدر صوت موسيقي أشبه بصوت غويشات محبوبته.

يقول:

النوسرني وعامل لي هم

ترا الجوه الشقلاب بسم

قِيل أنه بدأ بعصا التويه هذه في إحدى الحفلات مما جعل جميع الحضور يلتفتوا يمنةً ويسرة لمعرفة التي إبتسمت في هذه الحفلة وأدخلت هذا الفنان في مأزق بين الثبات امام ابتسامة تلك المحبوبة أو الإكتفاء بهذه الإبتسامة الساحرة والرجوع دون الغناء في هذه الحفلة.

قِيل أنه توفى في مطلع الثمانينات في صحراء ليبيا بسبب العطش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى