رئيس هيئة دفاع “البشير “مولانا أحمد إبراهيم الطاهر لـ(الصيحة)

لهذه الأسباب يأتي البشير مُرتدياً زيّه القومي

شرفٌ له أن يكون أول رئيس سُوداني يُحاكم

البشير مُرتاح.. يطلق النكات ومُمتلئ بالثقة

في حِوارٍ مُقتضبٍ لـ(الصيحة) أكّد رئيس هيئة دفاع الرئيس السابق “عمر البشير” مولانا “أحمد ابراهيم الطاهر”، أنّهم مُطمئنون لسير القضية، وأنّ الخط الذي يمضي فيه الدفاع ستكون نتائجه جيده، مُشيراً إلى أن قضية الرئيس لن تأخذ سوى أسابيع، في وقتٍ شدّد فيه على عدم تسليمه للمحكمة الجنائية، وطالب بتقديم أيّة دَعاوى ضِدّه تَختص بقضية دارفور للمحاكم السُّودانية للنّظر فيها.

حوار: هبة مَحمود سعيد

بالأمس عُقدت أولى جلسات مُحاكمة الرئيس السّابق عمر البشير، وحديث عَن حَسم الجلسة لصالح الدفاع؟

المَسألة ما زالت في بِدايتها ولا أستطيع أن أقول لك إنها حُسمت لصالح الدفاع، لأنّ كلمة حُسم هذه كبيرة، ولكن الاتّهام قدم قضيته، وحتى الآن نحن مُطمئنون إن شاء الله بأنّ الخَط الذي يَمضي فيه الدِّفاع سَتكون نَتيجته جيدة.

مسألة وقت إذن؟

طَبعاً ما زال الاتّهام لديه بيِّنات سيقدِّمها، وبعد أن ينتهي من تقديم بيِّناته، سنقدم نحن بيِّناتنا ونتوقّع أن تكون أقوى إن شاء الله.

تتوقّعون إصدار حكم البراءة لصالح البشير؟

والله طبعاً لا أستطيع أن أقول لك ذلك الآن، لأنّ المسألة يُقرِّرها القاضي على حسب ما يتوفّر لديه من بيِّناتٍ، وبالطبع فإنّ المُتّهم برئٌ حتى تثبت إدانته خلف ظلال الشك المعقول.

بمعنى؟

يَعني حتّى لو هُناك شَكٌ واحدٌ، فإنّه يُفسّر لصالح المُتّهم، ولذلك الرئيس لديه فُرصةٌ كبيرةٌ جداً في البراءة ولكن ما زالت القضية في بدايتها.

ما هي التُّهم المُوجّهة ضده خلاف قضايا حيازة الأموال وغسلها؟

لا تُوجد قضايا مالية عليه حتى الآن سوى هذه القضية المالية الوحيدة المُوجّهة ضده في كل تاريخ حكمه الثلاثين عاماً، وقد بحثوا في جميع المُستويات حتى يجدوا قصايا أخرى تتعلّق بالمال ولكنهم لم يجدوا أية قضية أخرى.

استنكارٌ واسعٌ لحديثٍ حول أنّه يمتلك منزلاً بكافوري ومزرعة بالسليت، في وقتٍ يتم القبض على أموال أجنبية ضخمة داخل منزله؟

بالفعل، وعندما سألته عن مُمتلكاته أجاب أنّه لا يَمتلك سوى منزل في كافوري ومزرعة صغيرة في السِّليت يعيش منها، ولذلك فإنّ شخصية مثل شخصية الرئيس لا يُمكن أن يكون طابعها نهب أموال الدولة كما يقول الإعلام المُعادي، وإنهم نهبوا الأموال وسرّبوها للخارج وأودعوها في بنوك أجنبية وبنوا القصور (دا كلام فارغ لم يحصل).

كأنك تتّهم الإعلام؟

هُناك حَملةٌ إعلاميةٌ ضد الرئيس، قاموا بعمل “غسيل مخ” لجميع أفراد الشعب السوداني، والشعب أجمعه صدّق أنّ هناك قضية حول الرئيس، وأنه يأكل أموال الناس! الإعلام هو من ضَخّمَ القضية، ولكن عندما تأتي المحكمة وتستمع للبيِّنات تجدها مُختلفة تماماً، ولذلك نحن ثقتنا في القضاء في أنه يبني أحكامه على الوقائع الثابتة أمامه، وإذا حَدَثَ ذلك فنحن على ثقةٍ أن يصدر حكم البراءة في حَــــق الرئيس.

مُطمئنون؟

المحكمة أكّدت أنها ستكون مُحايدة، وأنّها ستعمل وفق القانون، ولن تتأثر بأيِّ مُؤثِّرات أخرى، وهذا مُطمئنٌ لنا لأنّ أيِّ حكم يصدر إن شاء الله سيكون مُرضياً بالنسبة لنا.

صَرَاحَةً هناك من يَعتقد أنّ براءة البشير مَسألة وَقت ليس أكثر، وأن الأمر سيُحسم لصالحه على اعتبار أنّ مُؤسّسات النظام السَّابق لم تزل حاكمة بعد؟

بحُكم صلتي بالقضاء، فهو حتى الآن لم يدخل في المُماحكات السِّياسيَّة إلا بصُورةٍ جُزئيةٍ جداً في الأحداث الأخيرة التي صَاحبت الانقلاب، لكن القضاء ظلّ بعيداً عن التأثير السياسي، وسيظل يقوم باستقلاليته ويحرسها تماماً، وهذا ما يجعل القضاء السوداني يتمتّع بسُمعةٍ عالميةٍ وإقليميةٍ واسعةٍ جداً.

تم تأجيل الجلسة القادمة ليوم السبت، فهل سيكون الشارع السوداني على مَوعدٍ مع جلسات طويلة أخرى أم مَاذا؟

جلسات مُحاكمة الرئيس سَوف تَأخذ أسابيع، فبعد أن تنتهي قضية الاتّهام كما ذكرت لك، نَحنُ لدينا شُهُودٌ سَنُقدِّمهم.

مَاذَا عَن اتّهام الرئيس بقضايا اِنتهاكات دَارفور وحُقُوق الإنسان؟

تَقصدين المحكمة الجنائية، وهذه قضية سِياسيّة تتعلّق بدارفور وهي محكمة سِياسيّة والسُّودان غَير مُعترفٍ بها، ولذلك من الصّعب جداً شعبياً أن تُسلِّم أيِّ مُواطن سَواء كَانَ الرئيس أو أيِّ شخصٍ آخر سُوداني للمَحكمة الجنائية لأنّها لَيست عدلية، وإنّما سِياسيّة تُموِّلها خمس دول أوروبية لمُقابلة الدول التي تقف في طريق برامجها الاستعمارية، ولذلك إن شاء الله الشعب السوداني لن يسمح بتسليم أيِّ شخصٍ للمحكمة، وأنا أعتقد أنّ المحاكم السودانية مُؤهّلة في النظر ضد أيّة دعاوى تُقدّم ضد أيِّ شخصٍ، والآن أقولها، إذا كان هناك أيّة دعوة ضد الرئيس تختص بقضايا دارفور فالآن يُمكن أن تُقدّم للمحاكم السودانية لتنظر فيها.

حال تقديمها ستنظرون فيها أنتم أيضاً فريق الدفاع؟

نحن دفاعنا عن الرئيس في هذه القضايا ليس لمُقابل المال، لأننا لم ولن نستلم ولا مليماً واحداً في هذه القضايا، ولكن دفاعنا عنه لأنه إيماناً منا أنها حملة سياسية جائرة ضد رئيس البلاد السابق، ولذلك نحن بشعورنا وواجبنا تجاه البلاد نقف معه هذه الوقفة.

على اعتبار أنك قريبٌ منه ومُحاميه الخاص، كيف هي حالة الرئيس الآن حيال ما يُواجه من تُهمٍ؟

الرئيس مُرتاحٌ ومُمتلئٌ بالثقة ويطلق النكات، ولم أشعر أنه مُتضايق من هذه المسألة، بل يتحمّلها كما تحمّل الكثير من غيرها، وشرفٌ له أنه أول رئيس سوداني يُخضع للمحاكمة.

شرفٌ حتى لو أُدين؟

حتى لو أُدين هذه ستكون سابقة جيدة له، كما أنها ستكون سابقة لأيِّ مسؤول وسياسي يحسبون أنهم سلموا من سلطة القانون.. الآن هذه القضية تفتح باباً واسعاً جداً للمُساءلة لكُلِّ مَسؤولٍ في السُّودان.

هل دار بينكم نقاشٌ حول مآلات الأوضاع في البلاد عقب سُقُوط نظامه، وكيف ينظر إلى ما تَمّ من اتفاقٍ بين المجلس العسكري وإعلان قِوى الحُرية والتّغيير؟

لم نتحدّث كثيراً عن ذلك، لأننا انشغلنا بهذه القضية، ولكن إذا جاء الوقت لذلك يُمكن أن نتداول ما يدور الآن من مُجريات في الساحة من أحداثٍ.

*لماذا يأتي البشير للمحاكمات مُرتدياً زيّه القومي وفي كامل أناقته؟

لأن الزي القومي شرفٌ لنا، وأنا عندما كنت آتي إلى البرلمان كنت آتي مُرتدياً الزّي القومي.

الوضع يختلف لماذا لا يأتي البشير إلى المحاكمات مثل ما كان يأتي الرئيس المصري الراحل محمد مرسي مُرتدياً زي السجن؟

كيف يرتدي زي السجن دُون أن يصدر في حقه حُكمٌ!! زَيّ السجن في القضاء السوداني لا يَرتديه إلا من صدرت ضده أحكام، والرئيس سيظل يرتدي زيّه القومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى