الدعم الدولي حال تكوين حكومة مدنية.. حقيقة أم خيال؟

الدعم الدولي حال تكوين حكومة مدنية.. حقيقة أم خيال؟

تقرير- صبري جبور

يبدو أن رئيس بعثة (يونيتامس) في السودان فولكر بيرتس، لم يحصل على دعم سياسي سوداني  بقدر الدعم الدولي الواضح الذي يحظى به من خلال العملية السياسية بين الأطراف السودانية التي توجت باتفاق إطاري يمهِّد لا تفاق نهائي بغية تشكيل حكومة مدنية  تدعم المرحلة الانتقالية.. وكشف بيرتس، عن وعود وبشريات جديدة من خلال المناقشات مع المؤسسات المالية والشركاء الدوليين، بعد تشكيل الحكومة المدنية.. وشاركت الأمم المتحدة في تيسيير حوار بين العسكريين وأطراف مدنية،  من خلال التسوية السياسية التي أفضت إلى (الإطاري) .. في وقت يأمل السودانيون في الوصول إلى توافق واتفاق بصورة نهائية لدعم الاستقرار.. ومنذ قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 التي أصدرها  القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان،  وقضت بحل الحكومة وإنهاء الشراكة .. أوقفت أطراف دولية مساعدات التزمت بها تجاه الحكومة الانتقالية السابقة برئاسة عبدالله حمدوك. فيما يرى خبراء  اقتصاديون وسياسيون عدم إمكانية  إيفاء المجتمع الدولي  للحكومة التي من المتوقع تشكيلها خلال الفترة المقبلة، لجهة أن المجتمع الدولي في السابق كانت لديه تعهداته بالدعم من خلال مؤتمرات دولية، لكن لم يكن بالمستوى المتوقع والمطلوب.

دعم دولي للحكومة

وقف رئيس بعثة يونيتامس فولكر بريتس، على عمل اللجنة العسكرية العليا المشتركة للترتيبات الأمنية مسار دارفور، مجدِّداً دعمه لاتفاقية السلام التي وقعت بجوبا لتحقيق الاستقرار والأمن ووقف الحرب، فيما قال فولكر: إن التعاون مستمر بين البعثة واللجنة العسكرية العليا في حفظ السلام بدارفور، وأضاف: إن هناك تفاؤلاً لتحقيق تسوية سياسية قريباً ويعود السودان على قاعدة التسوية إلى حكم مدني انتقالي من جديد، وبرغم كل هذا يجب ألا ننسى السلام، حيث ظللنا ومنذ التفويض من مجلس الأمن الدولي نحقق التعاون المشترك لحفظ وبناء السلام بدارفور. 

وقال فولكر: إن البعثة ليس لها موارد خاصة لتنفيذ اتفاقيه جوبا وأن الحصول على دعم من الدول الأعضاء يمثل أولوية خلال الفترة المقبلة، وأن الموارد تحتاج إلى بذل كثير من الجهد والتعاون مع الشركاء لحشد الموارد وهذا يتطلب استقرار الأوضاع بالسودان بعد العودة للحكم المدني بالسودان، مؤكداً بذل بعثة يونيتامس جهوداً كبيرة لمساعدة السودان في توفير الحشد الدولي بعد تحقيق الاستقرار السياسي.

تحفيز الدولة المدنية

تعليقاً على تصريح فولكر،بشأن  أن الدعم الدولي للسودان رهين بتشكيل الحكومة المدنية،  يقول المحلِّل السياسي محمد علي عثمان: إن تصريحات المبعوث الأممي فولكر، دائماً يذكر فيها بأن التزامات المجتمع الدولي تجاه السودان يجب أن تقدَّم في ظل حكومة مدنية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي حريص على إبعاد الانقلابات العسكرية وقياداتها من المشهد السياسي وأكثر حرصاً على تثبيت الأنظمة المدنية في الدول وخاصة الأفريقية.

ويؤكد عثمان في إفادة لـ(الصيحة) أن رهن دعم المجتمعات الدولية للسودان بشرط تشكيل الحكومة المدنية لايتعدى كونه تحفيزاً لقيام الدولة المدنية، ولفت إلى أن المعاناة التي وجدتها حكومة  عبدالله حمدوك في إيفاء التعهدات الدولية خير دليل على هذا التحفيز، ونوَّه محمد علي “تظل تصريحات فولكر والمجتمع الدولي بضرورة قيام حكومة مدنية جانباً وتبقى لدينا الإرادة الوطنية لنعبر لمصاف الدول الأخرى هي المحك الحقيقي الآن”.

تحدي الالتزام

ويقول الخبير والمختص في العلاقات الدولية الدكتور محمد أبو السعود، لا اعتقد  أن المجتمع الدولي يلتزم بالدعم عقب تشكيل الحكومة المدنية، مشيراً إلى وجود أزمة اقتصادية على مستوى العالم، لاسيما في ظل الحرب الأوكرنية الروسية، بجانب التحالفات الدولية العالمية، فضلاً عن أزمة الزلازل والبراكين التي حدثت في تركيا وسوريا، ويؤكد أبو السعود في إفادة لـ(الصيحة)  “لدينا تجارب مع  المجتمع الدولي في مؤتمر باريس في عهد حمدوك ،  مبيِّناً إلى أنه لم يلتزم بدعم الحكومة المدنية، كذلك مؤتمر ألمانيا، الذي وجد دعماً ضعيفاً من المجتمع الدولي، وقال  أبو السعود: ” الوفاء بهذه الالتزامات من قبل المجتمع الدولي صعب” ، وأضاف: ” لأن العالم يمر بأزمات اقتصادية وسياسية، وحروب وزلازل، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي عجز يقدم مساعدات إنسانية  للمتضررين.

موارد محلية 

ودعا أبو السعود حال تكوين حكومة مدنية  أن تلتزم بخيارات وبدائل أخرى من أجل تسيير دولاب العمل من مواردها الاقتصادية المحلية، وقال: “مامكن نرهن تشكيل الحكومة بدعم دولي”، وأضاف: ” ينبقي أن تبحث الحكومة  عن موارد أخرى من خلال صادرات الذهب والثروة الحيوانية والنفط، بجانب الدعم الوقوف من رجال الأعمال والدول العربية بغية دعم الاستقرر الحكومي في السودان.

تحديات سياسية

المتحدث باسم العملية السياسية النهائية خالد عمر يوسف، قال في مؤتمر صحفي عقب لقاء قوى الحرية والتغيير مبعوثين دوليين زاروا الخرطوم الفترة الماضية .. إنهم تلقوا وعداً من دول غربية باستئناف الدعم الدولي بعد تشكيل حكومة مدنية جديدة في البلاد.ذكر يوسف: “المبعوثون الدوليون وعدوا باستئناف الدعم للسودان الذي انقطع بسبب قرارات 25 أكتوبر، بمجرَّد الوصول إلى اتفاق سياسي نهائي وتشكيل حكومة مدنية، وأوضح يوسف أن المبعوثين “أقروا بإدراكهم للتحديات السياسية التي تواجه السودان وأعلنوا استعدادهم لمساعدة كل الأطراف للوصول إلى حل سياسي نهائي في أقرب وقت ممكن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى