دعونا نحلم بوطن نحبه

**

ولماذا لا نحلم بوطن نحبه، بعد أن لاحظنا ما يشير إلى أنه أي الوطن يكاد يتسرب من بين أيدينا وبفعل أيدينا وبسبب أسوأ ما ابتلانا به الله، وهو شخصنة الأمور والنظر تحت أقدامنا فقط، وليس النظر للمستقبل والنظر لمن ابتلاهم الله بالفوضى من حولنا.

** دعونا نحلم بوطن ترتفع فيه رايات الوفاق والمصالحة، ونبذ آلام وأضرار الماضي البغيض، ونحن  نردد (من فش غبينته خرب مدينته)، ولكن نتلذذ بفش الغبينة، وتوعّد مخالفينا في الرأي دون أدنى اعتبار لما سيلحق بالمدينة وأهلها.

** دعونا نحلم بديموقراطية حقيقية في أنفسنا وفي أحزابنا وفي مجتمعاتنا، والديموقراطية الحقيقية تعني أن نصف رأيي عند أخي وأن رأيي صواب يحتمل الخطأ وأن رأي من يخالفني خطأ يحتمل الصواب، عندها نفخر بأننا وصلنا لمرحلة الشعوب المتقدمة ونسعد بالحرية والديموقراطية وممارستها موالين أم مخالفبن.

** دعونا نحلم بكيان واحد يجمعنا، ومثلاً كإعلاميين بكيان واحد نختاره بحريتنا نقابة، اتحاد، شبكة، لا يهم، المهم هو اختيارنا ندعم من نقدمه بالرأي والنصح دون معارضة أو إقصاء حتى يكمل دورته، ثم نحاسبه حساباً عسيراً، فإما منحناه دورة جديدة، أو أتينا بمن هو أصلح منه.

** هكذا كان حالنا زمان، نقدم من نراه الأصلح، ولا نجدد له إن لم نجده كما وعدنا، وأسمع من والدي النقابي دائماً لكل حزبه والنقابة للجميع، والعمل فيها للتضحية، وليس للمكاسب والمغانم.

** نحلم بأن يكون إخوتنا في المجلس العسكري وقوى المعارضة كما في تصريحاتهم بأنهم زاهدون وساعون لتمكين أهل الكفاءة بدون محاصصة حزبية فيما الواقع خلاف ذلك، وتشاجر حتى على النسبة المئوية للكراسي.

** دعونا نحلم بإعلان من حاملي السلاح عن رغبة في طي صفحة الصراع بعد زوال أسبابه، وكذلك إعلان من الآخرين بخطوات لتحقيق السلام والوئام من الداخل بعيداً عن العواصم الخارجية ذات الأجندة الخاصة، لأن كل ما فرحنا به من اتفاقات سلام تحمل أسماء أديس أبابا وأبوجا وفرانكفورت والدوحة ونيفاشا ومشاكوس وكوكادام وجيبوتي وأسمرا وجدة والقاهرة وكلها لم تحقق سلامًا.

** نحلم بمفاوضات سلام في مناطق بالداخل مثلًا في أركويت أو نوري أو الباوقة أو الفولة أو ديم القراي أو البشاقرة تفضي إلى اتفاق سلام يحمل نفس الأسماء ، وسيحقق السلام بإذن الله، لأنه عاطل من الأجندة الخارحية ومغطى ببركات أهلنا ودعواتهم التي يختمونها دائماً بعبارة (الله يخون الخائن).

** نقطة نقطة**

** رحم الله عمنا المناضل الأستاذ علي محمود حسنين، فقد رحل ولاقى ربه في شهر كريم، وتحققت أمنيته بالعودة للوطن فيما تبقى من عمره، وهو ما سمعته في كلمته في حفل تدشين كتابي في لندن قبل شهور قليلة، نسأل الله وقد حقق أمنيته بأن يرحمه في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

 و(إنا لله وإنا ألبه راجعون).

** التلويح بالإضراب سلاح مشروع، ولكنه ذو حدين إن لم ينفذ بنسبة مائة بالمائة، وتكون مسبباته واضحة ومقبولة للجميع، ولهذا لا يكون اللجوء لسلاحه إلا بعد الكثير من الدراسة وتقليب كل وجهات النظر المتوقعة وغير المتوقعة.

** الحراك السياسي الحالي حظي باهتمام إعلامي خارجي كبير، وبعثت معظم القنوات والإذاعات مندوبيها للعمل بجانب مراسليها بالداخل، وذلك لضمان الحيدة الكاملة، ولاحظنا تبايناً في الأسلوب والطرح ممن يستضيفهم الإعلام الخارجي، ولاحظنا استمرار وجوه واستبعاد وجوه بعض عديمي المنطق والطرح السليم.

** من الشخصيات التي أحس بأنها تقدم رؤيتها بمنطق يساعد على الحوار اختار شخصيتين لا تربطني بهما علاقة، وهما مدني عباس مدني من جانب، واللواء عبد الباسط من الجانب الآخر، ولهذا يتكرران كثيراً في معظم الأجهزة الخارجية.

** اليوم السبت هو الخامس و العشرون من شهر مايو، ويعني الذكرى الخمسين لثورة مايو، والأسبوع الماضي اقترحت ولإحياء الذكرى إقامة وقفات تحليلية لنظام مايو واستعراض إيجابباتها ومشروعاتها التنموية، واستعراض سلبياتها وإعداماتها وانقلاباتها، فمايو جزء من تاريخ السودان لا يجوز تجاوزه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى