حسن محمد زيدان يكتب : (المبدل)

26 فبراير 2023

كان يا مكان في قديم الزمان، وقبل اكتشاف الإنترنت وثورة المعلومات، كانت اغلب البيوت السودانية متشابهة من حيث التصميم يعني برندتين خلف خلاف وراكوبة بديلة للمطبخ الذي يُعرف بـ(التُّكل) وغالباً ما يستخدم كمخزن للأحذية المتهالكة وباقي القرقوش وحاجات تانية حامياني…..
وفي اقصى التكل يمكنك ان تشاهد لوحة جمالية متناقضة استطاعت ان تجمع بين البرش والشملة بجوار سرج الحمار المربوطين مع فندق خشبي كبير بتوب أبيض ناصع البياض، لم يأتِ بذنب يجعله حبيس التكل سوى تلك الجمرات التي اخترقنه عن قصد بسبب تهاون ديك المكوة الذي لم يحكم الإغلاق ، مع سابق الإصرار والترصد ، ويرجع ذلك الانتقام لتكرار مكوة التوب باستمرار، حتى قرر الديك التخلص من تلك المهمة الشاقة وقد كان.
وأيضاً هناك تشابهٌ في الأواني المنزلية….. مثل الكُورة أم قعر وجردل الآبرى وبستلة اللبن …إلخ.
وأيضاً بإمكانك مشاهدة غرفة جالوص في منتصف الحوش تُستخدم كديوان للرجال وبها مرق لم يكتف بالحدود الجغرافية للغرفة، بل تجاوزها بأمتار كأنه باسط بيده ترحاباً بالضيوف ومشارك في تماسك البيت بحبل ذي مهمتين مربوط في مقدمة المرق.
١/ حبل غسيل لشر الملابس وشرائح اللحم المجفف (الشرموط).
٢/ لتثبيت الحيطة من الخارج عبر لستق ترتار ملئ بالتراب مربوط في مؤخرة الحبل.
فكل العبقريات التي زكرت آنفاً تنسب لتلك الحبوبة المشبعة بشبكة الـ4G ذات الخدمات المثالية مثل… باقة الدفاع المقدم لنصرة الأحفاد.
وهناك خدمات أخرى مثل
أ/ النصائح الوقائية……
ب/ خدمة تعالوا نحجيكم…..
ج/ خدمة الحماية من عقوبات الوالدين.
تحت مظلة والله ما تدقوهم وهم متحجين بقفاي.
فكانت الحبوبة هي مصدر الحنان والدفئ العاطفي…. وغالباً ما يصحبها الفشل في تربية الأحفاد بسبب الإفراط في الدلع وشحن الصغار بقصص خرافية مثل الغول جاكم والبردو بردو بتاوق فيكم والقمرة فيها أرنب والبنزل كراعو تحت السرير حوه أم ضنب بتقطعه ليهو …..
ومع كل تلك القصص الخرافية، نستطيع أن نجزم بأنّ وجود الحبوبة في البيت نعمة من نعم الله لا تُقدّر بثمنٍ.
ومن المصطلحات السودانية الشائعة كلمة (المبدل) هو ذاك الشخص الذي لا يعرف كوعو من بوعو… ولا يعرف صليحو من عدوّه… وهو ضحية لجرعة دلع زائدة من الحبوبة وبعد خروجه عن السيطرة… أول من ينتقده هو من أفقده السيطرة وينعته بالمبدل…. لذلك ترى الحبوبات يأمرن أحفادهن بعدم اللعب عند غروب الشمس والحرص على عدم ترك الصغار لوحدهم في ذاك التوقيت خوفاً من أن يبدل الجن ابنه بحفيد الحبوبة فيصبح الجنى مبدل. وما أكثر المبدلين في عصرنا هذا.
سؤال:- من هو أكثر المبدلين تبدلاً
هو= من يستغل الأزمات لمصلحته الشخصية على حساب الوطن.
هو = من يدعو الى إثارة الفتن ما ظهر منها وما بطن بين المكون العسكري جيش ودعم سريع في ظل انتشار السلاح.
هو =من يقف عائقا في وجه تيار التغيير الجارف.
هو= من يدعو للحرب ويرفض السلام.
هو= كل من يعترض على اتفاق إطاري يدعو إلى إنقاذ البلاد قبل فقدانها.

ملحوظة:- حتى الجن والشياطين قنعوا من التبادل معنا خوفاً على أبنائهم من مبدلينا.

🎻
ضيعوك
ودروك
إنت ما بتعرف صليحك من عدوك
استغلوا الطيبة في قلبك
وبي اسم العواطف خدعوك
حتى من كلمة حنانهم وودادهم حرموك
الله يأخذ ليك حقوقك ويجازي الظلموك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى